الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آثار العراق المسروقة... بوادر العودة

12 سبتمبر 2010 21:55
قرط ذهبي مصنوع لملكة آشورية، تمثال لـ"معبود قديم" عمره 4000 سنة ، و540 قطعة أثرية أخرى نهبت من متحف الآثار العراقي بعد الغزو، أعيدت رسميا إلى العراق يوم الاثنين الماضي في إجراء وصف بأنه انتصار للعدالة والتعاون الدولي. "إنه ليوم سعيد حقاً... إننا نحقق إنجازاً في هذا المجال المهم الخاص بإعادة التاريخ العراقي إلى موطنه الأصلي"... كان هذا ما قاله سمير الصميدعي السفير العراقي لدى واشنطن الذي ذكر إنه قد أمكن استرداد هذه الآثار من خلال جهود أميركية- عراقية مشتركة. وأضاف الصميدعي:"العراق لا يمكن اختزاله أبدا في الثلاثين عاما الأخيرة التي شهدت حروبا ومشكلات لا حصر لها.. وما حدث اليوم يثبت أن العراق قادر على النهوض مجددا واسترداد تاريخه". ويشار إلى أن نهب المتحف العراقي كان واحداً من أكثر اللحظات إثارة للجدل في الفترة المبكرة من الغزو. فالجنود الأميركيون الذين أُرسلوا إلى هناك كانت مهمتهم الإطاحة بنظام صدام، وتأمين المدينة، ولم يكن لديهم أوامر خاصة بحماية المتحف العراقي وغيره من المؤسسات الثقافية. وفي الفوضى التي تلت انهيار جيش العراق وقوات أمنه تمت سرقت الآلاف من القطع التاريخية العراقية الثمينة، كما حرق اللصوص غيرها من المؤسسات الثقافية بعد نهب محتوياتها. ويُشار إلى أن إعادة القطع الأثرية الـ 542 تمت من خلال مجهود قامت به دول عديدة مثل سوريا، وألمانيا وتركيا، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ما يزيد على دستة من الوكالات المتخصصة التابعة لحكومات عدة دول أخرى، وصف بأنه يمثل إنجازا مهما. "إن إعادة الآثار تلعب على وتر حساس في النفسية العراقية" كان هذا هو التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي أضاف:" هذه الآثار سرقت من المتحف، والآن تتم إعادتها في عملية تصحيح للخطأ الفادح الذي حدث عقب الغزو... ولا شك أن قدرتنا وقدرة حكومتكم وقدرة سفارات ووزارات الدول المختلفة التي شاركت في هذه العملية على إعادة تلك الآثار تمثل إنجازا مهما للغاية". والتصريح الذي أدلى به الصميدعي -وهو سفير غير حزبي بالمناسبة - بشأن أن القوات الأميركية قد سلمت الآثار المستعادة قد قصد به الضغط على مكتب رئيس الوزراء الذي لم يستجب للاتصالات العديدة لتقديم تقرير عما حدث لتلك التحف الأثرية بعد أن تم تسليمها. ويشار إلى أن القطع الأثرية المذكورة، قد ظلت في مقر السفارة الأميركية في واشنطن لمدة عامين في انتظار تحسن الحالة الأمنية في العاصمة، ولاستكمال كافة الإجراءات البيروقراطية اللازمة لشحن تلك التحف إلى العراق، وضمان سلامتها أثناء النقل نظرا لقيمتها التاريخية التي لا تقدر بثمن. على الرغم من الانخفاض في عدد الهجمات الإرهابية التي تشن في العاصمة على مدى العامين الماضيين فإن الأمن فيها لا يزال هشاً، ولا توجد في الوقت الراهن أي خطط لإعادة فتح المتحف العراقي للجمهور. وسوف يتم وضع القرط الأثري في قبو أحد البنوك وليس في خزانة عرض بالمتحف. وكان وراء استعادة كل قطعة من القطع الأثرية الرئيسية قصة تعاون دولي. فالقرط المذكور تم استرداده عندما عرض للبيع في قاعة "كريستي" للمزادات بنيويورك في ديسمبر الماضي. وكان الكتالوج الموجود لدى هيئة المزاد مسجلاً به أن الشخص الذي عرضه للبيع قد حصل عليه عام 1969وهو العام الذي وقعت فيه اتفاقية جعلت من المتاجرة بالآثار شيئاً صعباً. وتقول مصادر الآثار العراقية إن الأقراط جزء من كنوز الملك"النمرود" التي اكتشفت عام 1989، بواسطة فريق آثار عراقي تنبه بالمصادفة إلى وجود مقبرة ملكية كانت بعثات التنقيب على الآثار البريطانية السابقة قد غفلت عنها. وساد اعتقاد أن تلك الكنوز سُرقت من العراق قبل أن يتم وضعها في خزانة آمنة في سرداب أحد البنوك قبل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق لإخراج قواته من الكويت عام 1991. وقد توقفت قاعة "كريستي" للمزادات عن المضي قدما في إجراءات بيع القرط الذي كان سعر فتح المزاد له يتراوح ما بين 45000 إلى 65000 دولار وذلك بعد أن قدمت السفارة العراقية طلباً رسمياً لاسترداده. ويُشار إلى أن كنوز "النمرود" اعتبرت كشفاً أثرياً من أعظم كشوفات القرن العشرين لا يقل أهمية وإثارة عن اكتشاف كنوز الملك "توت عنخ أمون". وقد تم عرض المجوهرات الذهبية التي كانت ضمن الكنز مرتين، كانت الثانية لنهار واحد فقط، وذلك عندما أعادت قوات الاحتلال الأميركية فتح المتحف العراقي عام 2003 ليوم قبل أن تغلقه فجأة مرة ثانية بسبب العنف الذي تفاقم بعيد الغزو. وقد اشتملت الصفقة التي سلمتها الولايات المتحدة على مدفع رشاش روسي الصنع ذي مقبض لؤلؤي قدمته القيادة السوفييتية السابقة هدية لصدام ونهبه جندي أميركي من أحد قصوره عام 2003. وقد استعادت الجمارك الأميركية المدفع الرشاش هذا من قيادة لواء سترايكر بقاعدة "سانت لويس" العسكرية وقامت بإعادته إلى السلطات العراقية. وساعدت وزارة الخارجية الأميركية بدورها على استعادة 200 قطعة أثرية أميركية وجدت تالفة ومعظمها ألواح حجرية عليها كتابة مسمارية وأختام أسطوانية الشكل. وتقول "أميرة عيدان" مديرة متحف الآثار العراقي أن 35 ألف قطعة أثرية من القطع المسروقة قد استُعيدت منذ عام 2003. جين عراف بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©