استعبد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس، إمكانية انضمام بلاده إلى منظمة التجارة العالمية وفق شروط لاتخدم مصالحها، مشدداً خلال افتتاح منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي (دافوس الروسي) على أن التحولات الاقتصادية في روسيا ستستمر بغض النظر عن من في السلطة.
وأكد ميدفيديف أنه يجب تحقيق مشروع تحديث لروسيا بصرف النظر عن تغييرات محتملة في قيادة الدولة. وقال “يجب تحقيق هذا المشروع بصرف النظر عمن سيشغل أية وظائف خلال السنوات القليلة المقبلة”. وتشهد روسيا انتخابات برلمانية ورئاسية في شهري ديسمبر ومارس المقبلين على التوالي.
وبشأن الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، قال الرئيس الروسي “إنهم يحاولون انتزاع تنازلات كثيرة جدا مناً، ونرفض ذلك”. وأضاف أن روسيا ستحقق هدفها من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية مع شركائها التجاريين كافة، إذا لم يتراجع مَن يضع الشروط التعجيزية عن ذلك. كانت روسيا بدأت مفاوضات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية قبل 17 عاماً.
وقالت إن روسيا حققت “تقدماً هائلاً” في التنمية خلال العقدين التاليين لتفكك الاتحاد السوفيتي، وذلك عن طريق إجراء إصلاحات على نطاق واسع. وتابع “تبلغ روسيا الجديدة 20 عاماً من العمر هذا العام. حققت بلادنا تقدماً هائلاً في التنمية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ونظامه الشمولي”، معيداً إلى الأذهان أن حصة القطاع الخاص في الاتحاد السوفيتي كانت تناهز الصفر مقابل أكثر من 60 % اليوم. وأضاف أن الدين العام للاتحاد السوفيتي كان يبلغ نحو 50% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد انذاك.
وأشار الرئيس الروسي إلى ان روسيا أنجزت خلال فترة وجيزة إصلاحات على نطاق واسع، لتنتقل من نظام أسعار تحددها الدولة إلى “معادلة سوقية لتحديد الأسعار، ومن المراقبة الصارمة لسوق العملات إلى أحد النماذج الأكثر ليبرالية، ومن بلد مغلق أمام الرأسمال الأجنبي إلى اقتصاد منفتح بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المتراكمة فيه 300 مليار دولار”. واستطرد “يمكنني أن أذكر أشياء أخرى كثيرة. الأهم أننا نمضي قدماً مع إدراكنا الواضح أن هناك مشكلات وعوائق على طريقنا”.
وقال الرئيس الروسي إنه يتعين على روسيا أن تقلص اعتمادها على ارتفاع أسعار النفط وأن تمضي في تحديث اقتصادها خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أنه يجب على روسيا مكافحة الفساد وتطوير الادارة العامة. وأوضح “لا يجب أن نعتمد كل الوقت على ارتفاع أسعار النفط أو نموها المستمر”، موضحاً “نعم التحديث صعب، لكن ليس لنا حق الانتظار”.
ويشارك العديد من قادة الدول وممثلين عن السلطات الرسمية الروسية الاتحادية والإقليمية ومديري المؤسسات الوطنية والعالمية الكبرى في المنتدي الذي يطلق عليه “دافوس الروسي” والذي يستغرق يومين. ويضم المشاركون في المنتدى الاقتصادي الدولي الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والرئيسة الفنلندية تاريا هالونين.
عدد اليوم
