السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللبنانيون يزورون أقاربهم الأحياء والأموات ويوزعون الصدقات

اللبنانيون يزورون أقاربهم الأحياء والأموات ويوزعون الصدقات
12 سبتمبر 2010 21:26
يحل العيد بعد 30 يوماً من التعبد والإيمان والسكينة خلال شهر رمضان المبارك لتأتي فرحة الإفطار واجتماع العائلة وزيارة الأقارب. ولعل الأجمل من هذا كله فرحة انتظار العيد والتحضير له بدءا بشراء المعمول والملابس وتنظيف المنزل لاستقبال الزوار وغيرها من الطقوس التي توارثناها أباً عن جد. فرحة القلب لا يقف العيد عند حد أكل الحلويات، وشراء الجديد من الثياب، والذهاب والإياب، ولكن له معنى أعمق من هذا كله؛ هو فرحة القلب والروح بهذه الهدية التي أنعم الله بها علينا. وهو الشعور بقبوله جل وعلا لما قدمناه من طاعات وعبادات. هو اجتماع المسلمين في الصلاة والتكبيرات، وإدخال الفرحة إلى القلوب المليئة بالهموم والأحزان. فعندما يثبت حلول العيد، يصعد الأئمة والخطباء ورجال الدين إلى المآذن بالتهليل والتكبير معلنين حلول عيد الفطر السعيد، فيفرح الناس ويتهللون ويبدأ الاحتفال بالعيد. وأول ما يقوم به اللبنانيون هو التوجه نحو المسجد مع بدء تكبيرات صلاة العيد لإقامة الصلاة عند بزوغ الفجر وقراءة القرآن وتسبيح الله سبحانه وتعالى حيث يتبادلون التهاني مع المصلين في المسجد، ومن ثم يعود المصلون إلى منازلهم. ويعايد الأب والأم أبناءهما. وتقوم الأم بإعداد طعام الفطور لتجتمع العائلة وهم يرتدون ملابسهم الجديدة وبعد الانتهاء من تناول الإفطار الذي حثنا عليه الرسول عليه الصلاة والسلام لنشعر بحلاوة العيد تعمد الأسرة إلى تناول قطع المعمول حيث يوزع الأب العيدية على أبنائه. ومن بعدها يصطحب الأب زوجته وأبناءه لزيارة والدته ووالده وتهنئتهما بحلول العيد حيث يعطي الجد والجدة العيدية لأحفادهما بعد أن تجتمع كل أفراد الأسرة في بيت العائلة الكبير. أرواح الأقارب يتوجه بعض أفراد العائلة لزيارة المقابر وقراءة الفاتحة على أرواح أقاربهم المتوفين وتوزيع الصدقة على أرواحهم. وهنا تظهر مسألة جدلية تتعلق بحكم زيارة المقابر في عيدي الفطر والأضحى، لأن البعض يعتبرها بدعة غير مستحبة والبعض الآخر يراها مسألة عادية لا مشكلة فيها. في هذا الإطار، يقول فضيلة الشيخ أحمد الكردي “بالنسبة للرجال زيارة القبور بوجه عام مستحبة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة”. أما بالنسبة للنساء فهي مكروهة، لأن فيهن رقة قلب وكثرة جزع”. أما فيما يتعلق بزيارة المقابر في الأعياد، يقول الشيخ الكردي “إن الله تعالى قد جعل هذين اليومين ليفرح فيهما المسلمون ويدخلوا السرور على قلوب أولادهم. ومن هنا فلقد كره بعض الفقهاء زيارة القبور في الأعياد دون تعميمها على باقي أيام السنة. وإذا كان يستحب شيء في يوم العيد فهي الفرحة، كما يستحب التزاور بين الأهل والأصدقاء، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم العيد وعندي جاريتان تغنيان فاضجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني فقال له رسول الله: يا أبا بكر دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”. كما أن زيارة القبور في العيد إن لم تؤد إلى حزن وجزع أصحابها فستصرفهم عن الفرحة فلا جناح عليهم في هذه الزيارة. لذلك من الأفضل أن يخص المسلم زيارته في يوم العيد للأحياء وأن يجعل زيارته للأموات في قبورهم في سائر الأيام الأخرى عملاً بحديث رسول الله بإباحة زيارة القبور لأنها تذكركم بالموت دون الإكثار منها”. بعد العودة من زيارة المقابر تجتمع العائلة الكبيرة على مائدة الغداء حيث الأخوال والأعمام والجد والجدة والأحفاد. وعلى الطاولة ما لذ وطاب من المأكولات المتنوعة، مثل الكبة والشوربة والأرز المطبوخ باللحم واليخني بالحمص واللحم واللبن. فيدخل الناس قائلين “عيدكم مبارك”. فيجيبهم صاحب البيت “علينا وعليكم”. ومع توافد المهنئين تقتصر الضيافة اللبنانية في عيد الفطر على تقديم فنجان قهوة مع صحن المعمول على اختلاف أشكاله من التمر والجوز والفستق. أما أصحاب النصيب الأكبر من فرحة العيد هم الأطفال الذين ارتبط ذلك الأخير لديهم بالمفرقعات وزيارة مدن الألعاب لقضاء وقت جميل فيها أو يتنزهون مع ذويهم على شاطئ الرملة البيضا أو عين المريسة ليلا حيث يركضون ويلعبون بالكرة أو الدراجة. أما المراهقون فيحبذون التجمع مساءً مع أصدقائهم في أحد المقاهي لاحتساء العصير أو القهوة مع النرجيلة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©