الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آسيا تتحدى الهيمنة الأميركية في مجال الأبحاث التكنولوجية

آسيا تتحدى الهيمنة الأميركية في مجال الأبحاث التكنولوجية
14 فبراير 2009 01:30
في حال رغبت في الاطلاع على جغرافية صناعة التكنولوجيا العالمية الحالية، فما عليك إلا أن تقوم بفتح أحد أجهزة ''آي فون'' المتقدمة والواسعة الانتشار، فعلى الرغم من أن هذا الجهاز من إنتاج شركة آبل الأميركية، إلا أنها لا تصنع أياً من الأجزاء والقطع الداخلية والتي تأتي بالكامل تقريباً من القارة الآسيوية· إذ إن شاشة الجهاز يتم إنتاجها في اليابان، بينما تزوده الشركات في كوريا الجنوبية بلوحات الذاكرة قبل أن يتم تجميع الجهاز بشكل نهائي في الصين· أما مساهمة آبل، فقد ظلت تقتصر على وضع التصاميم وتوفير برنامج المعلومات، والأهم من ذلك العمل على تكامل اختراعات الآخرين في هذا الجهاز المتقدم؛ بل إن ما يحدث في هاتف ''آي فون'' أصبح أمراً واقعاً في جميع أنحاء صناعة التكنولوجيا على اتساعها· ولما كانت الشركات الأكبر والأكثر خبرة في مجال التكنولوجيا معظمها أميركية أو أوروبية، فإن هيمنتها السابقة في مجالات البحوث والاختراعات والإنتاج أصبحت تواجه العديد من التحديات من الشركات الآسيوية· وقد صدر مؤخراً تقرير من منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي يكشف بوضوح عن مدى هذا التحول المستمر، وجاء في التقرير أن مبلغاً بحوالى تريليون دولار يتم إنفاقه في كل عام على أعمال البحوث والتطوير في مجالات الكمبيوتر والاتصالات الهاتفية والأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم بمساهمة أميركية بمقدار يزيد على ثلث هذه الاستثمارات· ولكن وفي الوقت الذي شهدت فيه المؤسسات في أميركا وأوروبا نمواً في الإنفاق يتراوح ما بين واحد واثنين في المائة في الفترة ما بين 2001 و ،2006 فقد قفز هذا المعدل في الصين الى 23 في المئة· وأصبحت الصين الآن في طريقها لأن تتجاوز اليابان في إجمالي الإنفاق على البحوث مقارنة بمستوى الصفر قبل عقد من الآن، وكنسبة من إجمالي الناتج المحلي فإن إنفاق المؤسسات في الصين في مجال البحث والتطوير أصبح في مرتبة واحدة تقريباً مع إنفاق الاتحاد الأوروبي بأكمله· وكشفت أرقام منظمة التنمية أيضاً عن ان تايوان قد أصبح لديها الآن عدد أكثر من الباحثين في مجال التكنولوجيا المتقدمة مما هو في بريطانيا· كما أوضحت قائمة أكبر 250 شركة للتكنولوجيا في العالم أن الشركات التايوانية قد أنفقت أموالاً على البحث والتطوير أكثر مما أنفقته كل من بريطانيا وكندا· هذا على الرغم من اختلاف أنواع الوظائف التي تباشر هذه الدول، إذ ن تايوان قد درجت بشكل عام على القيام بأعمال نادراً ما تتعلق بالطبيعة النهائية للمنتج مثل صناعة أشباه الموصلات، في حين أن الأعمال الأكثر تقدماً مثل تصميم الدوائر الإلكترونية في الرقائق ظل معظمها ينتج في الغرب· على أن النمو الأكثر إثارة للدهشة ظلت تشهده كوريا الجنوبية، ففي عام 2007 أنفقت شركة سامسونج مبالغ على البحث والتطوير أكثر مما أنفقته شركة آي بي إم العملاقة الأميركية· وتمكنت بذلك سامسونج من القفز الى المرتبة الثانية في قائمة الشركات التي حازت على جوائز مكتب براءة الاختراع الأميركي في إعداد هذه الاختراعات علماً بأن هذه الشركة لم تكن، قبل عقد فقط من الزمان، حتى ضمن قائمة أكبر عشر شركات· وأنفقت الشركات الكورية أكثر مما استثمرته الشركات الأوروبية واليابانية على البحث والتطوير كنسبة من المبيعات بمعدل 6,5 في المئة مقارنة بنسبة 5 في المئة فقط في أوروبا واليابان، بينما أصبحت تقترب من المعدل الأميركي بنسبة بحوالى 8 في المئة· وأصبح لدى كوريا الجنوبية الآن أعداد من الباحثين في التكنولوجيا المتقدمة أكبر مما لدى ببريطانيا وألمانيا· وتسلط هذه الأرقام الضوء أيضاً على التنافس الشديد ما بين ''آسيا الجديدة'' و ''آسيا القديمة'' كما يقوم ساشا وونش فينسنت العضو في إدارة منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وأحد المشاركين في إجراء الدراسة· فالعمالة الراسخة في القارة في مجال التكنولوجيا مثل اليابان وتايوان أصبحت تواجه تحديات كبيرة من دول مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية· وكذلك فإن الإنفاق على البحوث والتطوير كنسبة من المبيعات في كبريات شركات التكنولوجيا في أميركا وأوروبا واليابان، إما بقي على حاله أو تراجع في الفترة ما بين عامي 2000 و ،2006 بينما ازداد بشكل ملحوظ في دول آسيا ''الجديدة''· بيد أن أكبر هذه التحولات قد حدثت في خدمات الكمبيوتر وفي مجال التصنيع، حيث تباينت أدوار أميركا وشرق آسيا بشكل دراماتيكي في هذه المجالات، فكمية الأموال التي أنفقتها الشركات الأميركية على البحوث في خدمات الكمبيوتر قد ازدادت الى ثلاثة أضعافها تقريباً خلال فترة العقد الماضي، بينما لم تنفق الشركات اليابانية والكورية الجنوبية أية مبالغ تذكر من أجل تطوير هذه الخدمات، حيث ظلت تركز اهتماماتها عوضاً عن ذلك على قطاعات مثل صناعة الأجهزة والمعدات الأكثر استدامة وأقل تداولاً وربحية· عن مجلة الايكونوميست
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©