الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة تستعد لمواجهة موسم الأعاصير

صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة تستعد لمواجهة موسم الأعاصير
17 يونيو 2011 20:45
مع قلق أسواق النفط من الأحداث الجارية في منطقة الشـرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد يترتب على موسـم أعاصير هذا العام زيادة كبرى في أسعار النفط لو حدث أن ضربت عاصفة عاتية منصات الحفر العاملة في خليج المكسيك، غير أنه من غير المرجح أن تسبب العواصف أي قلق لمتداولي الغاز الطبيعي بفضل ازدهار صناعة استخراج الغاز الطبيعي من الصخور الصفحية في الولايات المتحدة. وقال رئيس بريستيج ايكونوميكس من شركة اوستن تكساس: “سيكون تأثر أسواق النفط في منتجات المصافي أكثر من تأثر أسواق الغاز الطبيعي في حالات العواصف والأعاصير”، ففي الوقت الذي تذخر فيه الولايات المتحدة بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي لاتزال احتياجاتها من النفط تفوق المتاح منه، الأمر الذي يشكّل هاجساً لواشنطن. بدأ موسم أعاصير الأطلسي الأربعاء أول يونيو ويستمر لغاية شهر نوفمبر، وتتوقع الإدارة الأميركية الوطنية للأحوال البحرية والجوية نشاطاً أعلى من المتوسط لموسم العواصف الجاري الذي يتوقع أن يشمل ما بين 12 إلى 18 عاصفة منها ستة إلى عشر أعاصير. ولم تتوقع الإدارة الأميركية الوطنية للأحوال البحرية والجوية عدد العواصف التي ستضرب المناطق الساحلية والبرية أو عدد العواصف التي ربما تداهم خليج المكسيك وتعطل إنتاج النفط والغاز، يذكر أن العام السابق شهد أيضاً موسم أعاصير أعلى من المتوسط غير أنه لم يسبب أضراراً كبرى لبنية الطاقة الأساسية على سواحل خليج المكسيك. وقعت آخر أضرار كبرى عام 2008 حين ضربت أعاصير مثل إعصار جوستاف حقول نفط بحرية بالولايات المتحدة ما انقص الإنتاج بنحو مليون برميل نفط في اليوم وبنحو 4 مليارات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، غير أن آثار تلك العواصف على الأسعار تضاءلت نظراً للركود الاقتصادي السائد آنذاك. غير أنه في عام 2005 تسبب إعصارا كاترينا وريتا في تناقص الإنتاج، الأمر الذي زاد أسعار الغاز الطبيعي وأشعل أسعار النفط آنذاك، واليوم تغيرت ديناميكيات العرض والطلب تغيراً كبيراً. وفي عام 2005 كان غاز خليج المكسيك يشكل 16,5 في المئة من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة منه بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية. وبحلول عام 2010 انتج خليج المكسيك أقل من 10 في المئة من إجمالي إنتاج الغاز بالولايات المتحدة، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام لم تبلغ حصة خليج المكسيك سوى 7,4 في المئة فقط من إجمالي إنتاج الغاز الأميركي. وكان من المعتاد فيما سبق أن يترتب على عطل متعلق بالعواصف زيادة أسعار الغاز الطبيعي على نحو لوغاريتمي بحسب برايان هابا سيفيتش الخبير في فيلون ماكورد لاستشارات الطاقة الذي قال: “أما الآن نحن نعمل في ظل فائض ووفرة، الأمر الذي يقلل من مخاوف موسم الأعاصير”. بل إن بعض المحللين يرى أن الأعاصير قد تخفض أسعار الغاز الطبيعي، ويحتجون في ذلك بأن العواصف ذاتها التي تقلص الإنتاج البحري يمكن أيضاً أن تقلل طلب المناطق الساحلية والبرية من خلال تسببها في قطع الكهرباء على طول الساحل وإغلاق بعض كبار المستهلكين مثل المصافي ومصانع البتروكيماويات ناهيك عن الجو البارد الذي عادة ما يعقب الإعصار ويقلل بالتالي الاحتياج إلى هواء مكيف حسب كايل كوبر المدير المشارك في مؤسسة اي ايه اف للاستشارات. وقال كوبر: “من المرجح جداً أن تعمل العواصف المدارية خلال الموسم أو الموسمين المقبلين على تقليل أسعار الغاز الطبيعي”. يذكر أن خليج المكسيك أنتج 1,6 مليون برميل نفط في اليوم عام 2010 ما كان يشكل 29,7 في المئة من إنتاج الولايات المتحدة بزيادة نسبتها 24,8 في المئة عن عام 2009، وهذا لا يشكل غير القليل جداً من الإنتاج العالمي الذي بلغ متوسطه 87,9 مليون برميل نفط في اليوم السنة الماضية. غير أنه قد تتأثر السوق من عطل من هذا القبيل بالنظر إلى أن المعروض العالمي من النفط يخسر بالفعل نحو مليون برميل في اليوم جراء الأحوال المضطربة في ليبيا. تشهد أسعار النفط ارتفاعاً على خلفية اضطرابات العالم العربي حيث بلغت 115 دولار للبرميل في مطلع شهر مايو، وكان النفط متداولاً بسعر نحو 90 دولاراً للبرميل قبل الاضطرابات التي وقعت في مصر وليبيا وغيرها من الدول في المنطقة. وارتفع سعر عقود تسليم يوليو (في الخميس 2 يونيو) بنسبة 0,1 في المئة إلى 100,4 دولار للبرميل في بورصة نيويورك. ويخشى من العواصف التي تضرب المناطق البرية والساحلية المتزامنة مع موسم ذروة حركة المركبات في الولايات المتحدة أن يتوقف الإنتاج في العديد من المصافي الواقعة على سواحل خليج المكسيك. وإن حدث ذلك فربما تقفز أسعار البنزين إلى أرقام قصوى، بحسب باكس سوندرز المحلل في مؤسسة جيلبر اند اسوشيتس في هيوستن. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©