أمين الدوبلي (أبوظبي)
الحوار مع ريم الهاشمي بطلة الجو جيتسو وأسرتها الرياضية يحمل رائحة المستقبل، ويحلق في آفاق المجد، ويعطي نموذجاً لدور الأسرة الحقيقي في دعم الأبناء علمياً ونفسياً ورياضياً وذهنياً.. فريم الهاشمي صاحبة برونزية ألعاب الصالات في عشق آباد، والتي لم تستعد للبطولة إلا أسبوع واحد بسبب عرض صحي لها، بدأت علاقتها مع الجو جيتسو منذ عامين فقط، وطريقها نحو المنتخب كان كله من ذهب، ففي كل البطولات المحلية وأبوظبي جراند سلام وكأس العالم للناشئات على مدار العامين، كانت تحصل على الذهب «أكثر من 14 ذهبية في عامين»، وريم الهاشمي التي التقيناها مع أسرتها طالبة في كلية الهندسة قسم علوم الفضاء، وطموحها في الهندسة يسير في اتجاه مواز تماماً مع طموحها في رياضة الجو جيتسو، والعبقرية هنا أن الاثنين لا يتعارضان أبداً، فبطلة آسيا التي صعدت منصات التتويج، هي نفسها التي حصلت على نسبة 97.6 % في العام الماضي في دراستها الثانوية، وريم الهاشمي التي تتدرب 5 مرات أسبوعياً هي نفسها التي تتصف بالدقة والتركيز في دراستها لهندسة الفضاء.
ريم الهاشمي التي تملك تصميماً كبيراً لمواصلة مشوارها إلى آخر العمر مع «فن الترويض»، لتصبح بطلة عالم في الحزام الأسود، وأن تؤسس أكاديمية لتعليم الجو جيتسو، هي نفسها التي تخطط لأن تكون جزءاً من «مسبار الأمل» للصعود إلى الفضاء، وهي نفسها التي أفصحت بهذا الأمل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبالها مع أسرتها في مطلع الأسبوع الجاري.
اللقاء مع أسرة ريم الهاشمي كان مسكوناً بالأمل، مغلفاً بالانضباط والجدية، والصبر والتحمل، والتألف، والفخر، والانتماء للوطن وهي نفسها القيم التي تغرسها الجو جيتسو في ممارسيها.. تقول ريم: أسرتنا كلها رياضية تعشق الجو جيتسو، فشقيقي باسل الذي يدرس في الصف الثاني عشر بطل في فئة «الحزام الأزرق»، وهو نفسه الذي كان سبباً في حبي لتلك الرياضة، وشقيقتي الصغرى بلقيس ابنة الـ 13 عاماً هي بطلة العالم في البلقان وصاحبة الميدالية الذهبية مع منتخب الأشبال الذي تصدر المنافسات في مونتينيجرو الأسبوع الماضي، وشقيقي الأصغر عبدالله «12 عاماً» يمارس اللعبة، ويشارك بقوة في المنافسات المحلية.
وتضيف البطلة: نادي أبوظبي للسيدات بمدرسة الريم كان له دور مهم في تجربتي مع الجو جيتسو، فقد شهد بداية احترافي لهذه الرياضة، وتعلمت فيه كيف أدافع عن نفسي؟، وكيف أطور من ذاتي؟، وكيف أعزز قيم الالتزام والتواضع والاحترام؟، وقررت أن أتميز حتى أحظى بشرف مصافحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي وداعم هذه الرياضة، بعد أن نال شقيقي هذا الشرف منذ عدة سنوات، ومن حسن حظي أن شقيقي باسل شجعني على دخول هذه اللعبة، وأسرتي كلها شجعتني، وتعلمت منه الإصرار وقوة الإرادة، وعدم الاستسلام، ووضعت لنفسي مثلاً أعلى وقدوة هي سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد، التي حققت بطولات كثيرة في الكثير من ميادين وساحات الألعاب القتالية.
وتقول ريم: قبل البطولات المحلية نتدرب في المنزل، فلدينا بساط نتدرب عليه أنا وباسل، وبلقيس، وعبدالله، ونطبق الحركات للاستعداد بشكل جيد للبطولات، وأشارك في العديد من الأوزان، لكن الوزن المناسب لي حالياً هو 45 كجم، وفي ظني أن أهم إنجاز حققته هو برونزية عشق آباد، لأنه ولد من رحم المعاناة، لم أستعد كثيراً للبطولة، بسبب عارض صحي، لقد كانت بطولة قوية؛ لأن الأحزمة فيها مفتوحة، والفئات مختلفة، وتقام تحت مظلة المجلس الأولمبي الآسيوي، واللجنة الأولمبية الوطنية، وبها منافسات شرسة، وتمكنت فيها من إحراز البرونزية وصعدت إلى منصة التتويج.
وعن التحدي القادم بالنسبة لها قالت: كل يوم جديد فيه تحدٍ جديد، سواء على مستوى الرياضة أو على مستوى العلم، ولكن أسياد جاكرتا في الصيف المقبل هي أهم أولوياتي في المرحلة المقبلة، فأنا أتدرب بشكل يومي في انتظار هذا اليوم، ولن يرضيني إلا الذهب فيها، وقبلها كل بطولة أشارك فيها سأبحث عن «الرقم واحد».
وعن أصعب نزال خاضته تقول ريم: النزال الأخير على الميدالية البرونزية ضد وديمة اليافعي الذي فزت فيه بنتيجة 3 / صفر، كما أن أول نزال كان صعباً مع لاعبة فيتنامية لديها حزام أسود، ولم تفز علي إلا بأفضلية في الثواني الأخيرة، ولو فزت عليها للعبت على الذهبية.
عدد اليوم
