الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة تخترق قلب دمشق وتهدد سيطرة الأسد

المعارضة تخترق قلب دمشق وتهدد سيطرة الأسد
14 يونيو 2012
يطلق أفراد من الشرطة متمركزون قرب القصر الرئاسي في دمشق الذي تم تشييده بالرخام الرمادي على الطراز السوفيتي، نيران الأسلحة الآلية ليلاً بينما يقترب مقاتلون من المعارضة من مقر سلطة الرئيس بشار الأسد. ويقول سكان ودبلوماسيون في العاصمة إن مسلحين يحرسون الشقة الفاخرة لضابط مخابرات في مكان مجاور يتابعون حركة المرور القادمة من وراء أسوار خرسانية أقيمت حديثاً وحواجز طرق أصبحت منظراً مألوفاً في الأحياء السكنية. ومع مضي 15 شهراً على اندلاع الانتفاضة السورية التي أصبحت ممزوجة حالياً بتمرد مسلح على حكم الأسد، تمكن مقاتلو المعارضة من اختراق دمشق. وبدأوا يهاجمون معاقل الجيش وقوات الأمن ويخوضون معارك بالأسلحة النارية مع القوات الموالية للأسد مما أجبر الرئيس السوري على تخصيص المزيد من الموارد لحماية دمشق وسط تزايد احتمالات خروج العاصمة من تحت سيطرته. ومن الممكن أن تتحول الاضطرابات إلى حرب مدن كاملة مما يفتح جبهة جديدة للقوات التي تعاني ضغطاً أصلاً ويزيد من التوترات الطائفية في المدينة التي يسكنها 3 ملايين نسمة. ويمثل العلويون الذي ينتمي لهم الأسد، غالبية ميليشيات “الشبيحة” الموالية له وكذلك الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس. ولم يمنع هذا حركة الاحتجاج من الانتقال إلى العاصمة التي تتمتع بحراسة مشددة حيث تتعرض نقاط التفتيش وخطوط الإمداد التابعة للجيش لهجوم من مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة. ويقول سكان إنه مع حلول الليل أصبحت المظاهرات التي كان الشبيحة يخمدونها بسهولة، تندلع تحت حماية مقاتلي المعارضة في أماكن ليست بعيدة عن وسط المدينة. وبخلاف المحتجين، فإن الشوارع سرعان ما تخلو من المارة وتقيم قوات الأسد حواجز طرق تفصل بين المناطق الرئيسية. وأظهر تسجيل فيديو وضعه نشطاء على موقع يوتيوب ولم يتسن التحقق منه من جهة مستقلة، حشوداً في تجمع مناهض للأسد الاثنين الماضي، وهم يرقصون ويلوحون بأعلام كبيرة باللونين الأبيض والأخضر تعود إلى عهد ما قبل هيمنة حزب البعث منذ انقلاب 1963. وقال دبلوماسي غربي ما زال موجوداً في المدينة بعد أن أغلقت الكثير من السفارات أبوابها، “أعتقد أننا نتجه إلى المرحلة التي لن يصبح فيها النظام مسيطراً إلا على أغلب الأجزاء المركزية من دمشق والطريق المؤدي للمطار. ربما يتمكن من مواصلة شن غارات على مناطق أخرى لكن لن يكون له وجود حقيقي هناك”. وانتشرت المعارك بالأسلحة النارية من الضواحي التي يجد الجيش صعوبة في السيطرة عليها، منذ بداية العام الجاري. ويقول سكان إنهم يسمعون دوي إطلاق الأسلحة النارية يومياً الآن في الأحياء السكنية الشمالية مثل برزة والقابون التي فر أغلب سكانها، وفي منطقة كفرسوسة غرباً التي تضم مقر المخابرات والذي يشبه القلعة الحصينة. وقالت لانا وهي سيدة أعمال تعيش في كفرسوسة مع زوجها وأبنائها الثلاثة، “أصبحت حلقة مفرغة الآن. القوات تطلق النار على المتظاهرين صباحاً ومقاتلو المعارضة يردون بمهاجمة نقاط التفتيش والحافلات ليلاً”. وأضافت “ما من أحد يجرؤ على الخروج والقوات التي تحرس حواجز الطرق أصبحت متوترة للغاية خاصة ليلاً. أخطأت وقررت العودة سيراً على الأقدام من منزل صديقة لي الساعة العاشرة ليلا أحد الأيام ولم يكن هناك شخص واحد في الشارع. تمكنت من العودة. هناك آخرون لا يتمكنون من ذلك في بعض الأحيان”. وأوردت مثالاً لناشط سلمي عثروا على جثته في صندوق سيارته بالقرب من مجمع أمني بشارع الخطيب. وأضافت أن المعزين تعرضوا للضرب بيد الشبيحة. لكن مقاتلي المعارضة يردون الهجمات. فقد هاجم المقاتلون الجمعة الماضي، حافلات الشبيحة الذين تم جلبهم لإخماد الاحتجاجات في القابون مما أسفر عن سقوط 20 من أفراد الشبيحة بين قتيل وجريح ودفع قوات الأمن من مجمع مخابرات القوات الجوية المجاور لإطلاق نيران مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر الثقيلة على المنطقة طبقاً لما قاله نشطاء من المعارضة. وقالوا إن هذه كانت المرة الأولى التي يقصف فيها الجيش دمشق ذاتها لا الضواحي مضيفين أن قوات مدعومة بحاملات جند مدرعة انتشرت في القابون بعد يومين وقامت بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل. وأظهرت لقطات وضعها نشطاء على موقع يوتيوب، شاحنات الجيش والجنود وهم يرتدون زي القتال داخل استاد العباسيين لكرة القدم في دمشق والذي أصبح قاعدة للقوات والشبيحة ممن يواجهون أحياء المعارضة مثل جوبر وزملكا وعربين إلى الشرق. وقال ناشط في عربين التي تتعرض بشكل منتظم لقصف من الجيش مع اشتباك مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة زراعية على أطراف العاصمة، “كان الشبيحة يأتون ويطلقون النار على المحتجين في عربين كالذباب. الآن لا يجرؤون على المجئ دون حماية من الجيش”. وفي المنطقة القديمة من دمشق التي كان يرتادها السائحون قبل الانتفاضة، قالت مصادر في المعارضة إن تجار البازارات الذين كانوا منذ زمن طويل داعمين مخلصين للنخبة الحاكمة، بدأوا إضراباً منذ أسبوع احتجاجا على المجازر.
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©