الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجمعية الشهرية.. قرض «حسن»

الجمعية الشهرية.. قرض «حسن»
23 نوفمبر 2016 08:43
أبوظبي (الاتحاد) انتشرت «الجمعية الشهرية» بين كثير من ربات البيوت والموظفات والموظفين، وباتت تلعب دوراً كبيراً في الموازنة المالية للأسرة. وهي تعني أن تتفق مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ شهري لمدة معينة، ويقبض أحد المساهمين المبلغ الإجمالي نهاية كل شهر بالترتيب المتفق عليه. وهي وسيلة فعالة خاصة عند مواجهة الأزمات مثل زواج الأبناء أو المرض أو سداد دين، كما تصلح لشراء سيارة أو حتى وسيلة للادخار. وقد يفضل البعض الجمعيات النسائية لشدة حرصهم على سداد الجمعية في وقت مبكر. تحرص شيخة عبد الله، «الموظفة»، على المشاركة في الجمعية الشهرية، التي تنتشر بين الموظفات أو ربات البيوت. وقد استفادت كثيراً من خلال اشتراكها مع زميلاتها بالعمل، وقالت: إن وجود أبنائها في مدارس خاصة فرض عليها الاشتراك لسداد بقية الرسوم الدراسية، مضيفة: «اقتطاع مبلغ من الراتب من أجل الجمعية الشهرية أهون من الاقتراض من البنك، فالجمعية بلا فوائد بعكس القروض البنكية التي ثقل كاهل المقترض». وأكدت أن الجمعية تلعب دوراً كبيراً في الموازنة المالية للأسرة خاصة لأصحاب الدخل المحدود. واعتادت أمل، «ربة بيت» المشاركة في الجمعية الشهرية مع جاراتها منذ فترة طويلة، وقد استفادت منها في كل مرة بأمر ما، مثل تسديد الرسوم المدرسية وشراء سيارة، والتجهيز لزواج ابنها، وشراء أثاث جديد. واتفقت معها خلود عبيد «موظفة»، وقالت: إنها، ومن خلال تلك الجمعيات التي تصل إلى مبالغ كبيرة تصل إلى 5000 درهم، استطاعت تغير أثاث منزلها وديكور غرفتها»، مشيرة إلى أنها لم تكن لتقدر على تغيير الأثاث لولا هذه الجمعية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ومتطلبات الحياة، التي جعلت من الكماليات أساسيات. أما هند «33 سنة» فاعتادت المشاركة في هذه الجمعيات الشهرية منذ سنوات، بدافع التوفير والاحتفاظ بالمال لوقت الحاجة، وقالت: «بدأت اشترك في الجمعيات الشهرية مع الأهل منذ فترة بعيدة، وقد استفدت كثيراً منها، ولولاها لما وفرت»، مشيرة إلى أنها لا تحدد فيما ستصرف نقود الجمعية، عندما تشترك بها، ولكنها تقرر ذلك لاحقاً. وقالت مريم: «لم أكن أعرف قيمة الجمعيات إلا بعد ما حدث لي»، فقد «كان زوجي يهتم بها، ويشارك فيها إلا أنني لم أهتم به وأرى بأنه بالإمكان الاحتفاظ بالمبلغ الذي سأوفره في بنك، إلا أن رأيي تغير بعد أن مرضت ابنتي، وقرر الأطباء إجراء عملية لها لكني فضلت بأن تجرى لها العملية خارج الدولة، فاحتجت إلى المال، واكتشفت أنني لم أكن أستطيع توفير مبلغ من راتبي كما كنت اعتقد، إلا أن مشاركة زوجي في تلك الجمعيات أنقذت الموقف». وقالت روضة «29 سنة»: «بدأت أشترك في الجمعيات الشهرية بمبلغ بسيط من راتبي، ومن دون هذه الجمعيات لا يمكن توفير المال، وأحلم ببيت العمر، ولذلك اشتركت بالجمعية الشهرية لأتمكن من شراء أفخم أنواع الأثاث له، في ظل الظروف الاقتصادية ومتطلبات الحياة من رسوم المدارس الخاصة، والمعيشة، والكماليات التي تحولت إلى أساسيات». أثر اجتماعي عن تأثيرها على استقرار الأسر مادياً، قالت فاطمة سجواني، موجهة نفسية، إن الجمعيات الشهرية تساعد على حل الأزمات المالية الصغيرة، التي يمر بها أحد المشاركين بشكل دوري، وتعد تمويلاً من غير فوائد، وبأقساط مريحة، مشيرة إلى أنها تساعد على الادخار من خلال اقتطاع جزء من الدخل الشهري للموظفين، فضلاً عن أنها تخفف ضغط طلب الموظفين السلف والقروض من المؤسسات من التي يعملون فيها. ومن الناحية الاجتماعية، بينت سجواني أن الجمعيات تنمي روح الفريق بين المشاركين، كما أنها تنمي روح الإيثار من خلال تقديم موعد أحد المشاركين على حساب الآخر إذا ما دعته الحاجة لذلك، فضلاً عن أنها تعلم الشخص الادخار والالتزام من حيث مواعيد الدفع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©