عيد غزة.. فرحة يسلبها الحصار والاعتداءات الإسرائيلية

استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عيد الفطر السعيد بآلام الحصار والقصف الجوي الاسرائيلي المتكرر، وما أن بدأ شهر رمضان المبارك يطوي صفحات أيامه التي مرت بسرعة، حتى بدأت تظهر في قطاع غزة أجواء العيد الذي ينتظره الجميع بلهفة عله يخرجه من أجواء الحصار وضيق الحال وغيرها من معكرات صفو الحياة التي تسيطر على القطاع. فالعيد في غزة ليس كأي عيد في العالم إنه عيد مغموس بألم الحصار الذي مازال يضرب القطاع منذ ما يربوا على 4 سنوات، حيث قطع الأوصال وأردى الحال وزاد من المعانات إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة وقلة العمل، فعيد غزة مأساة. وقال المواطن الفلسطيني سامي حمدان «إن العيد في غزة ليس له طعم ولا يتذوقه الفلسطينيون بطعمه الذي يتذوقه العالم أجمع، ففي جميع الدول تبدأ مراسم العيد بالزينة التي تملأ الشوارع والأضواء إلا أنها في غزة معدومة ولا يشعر بها الإنسان ومثلها كأي يوم إلا أن اسمها هو الذي يميزها عن غيرها». وأشار حمدان إلى أن البضائع المنتشرة في الأسواق على أشكالها وألوانها المختلفة لا تلقى رواجاَ كالذي كان في السابق حيث الجميع ينظر إليها بعين الحسرة، لافتاً إلى أن الذي يشتري لا يشتري إلا الأشياء الأساسية فقط بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.وقال المواطن فادي أبو عودة، إنه لا يشعر بأجواء العيد في قطاع غزة منذ سنوات رغم أن الأسواق تزدحم بالمتسوقين والبضائع المكدسة. وذكر أبو عودة أنه يتمنى أن يتوافر لديه المال حتى يتمكن من شراء كسوة العيد لأولاده التي اصبحت من الاماني، مشيراً إلى أنه لا يعمل منذ أربعة سنوات ولا يوجد لديه مصدر رزق إلا بعضاً من المساعدات العينية من قبل عائلته التي تقوم بجمع المال وتوفير جزء من احتياجات أبنائها العاطلين عن العمل. من جانبه، قال توفيق عبد الهادي، صاحب بسطة لبيع ملابس الأطفال، إنه لا يبيع كالأعياد في الأعوام السابقة حيث إن الجميع يسأل فقط عن الاسعار ولا يشتري إلا عدد قليل منهم. بدوره، أشار المواطن إبراهيم عبد المحسن، صاحب بسطة لبيع ألعاب الأطفال، إن المبيعات هذا العام أدنى من الأعوام السابقة خاصة بيع الألعاب الحربية. أما الطفل محمد عمر عبد الله (15 عاماً)، فتمنى من والده أن يتمكن من توفير بعض المال ليشتري له ملابس العيد واحتياجات المدرسة، مطالباً الجهات المسؤولة بأن توفر ما يلزم لأبناء العائلات الفقيرة.