الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مقاهي الإنترنت تبيح المحظور بمقابل مادي

مقاهي الإنترنت تبيح المحظور بمقابل مادي
1 يوليو 2014 17:04
عالم الإنترنت الواسع والعميق يحتوي النافع والضار، وقد فرض نفسه وسيلة سريعة للحصول على المعلومات، والاتصال بالآخرين، ولم يتوقف فضول بعض الأشخاص عند الظاهر والمفيد من هذه الوسيلة، بل دفعهم إلى البحث عن المجهول والممنوع. تحقيق: منى الحمودي تعتبر مقاهي الإنترنت مزاراً لكثير من المراهقين والشباب وحتى صغار السن الذين يجدون خلف الشاشات ملاذاً للتخلص من رقابة الأهل والإشراف العائلي على ما يطلعون عليه. واتفق معظم الأفراد على أن مقاهي الإنترنت تمكنت في وقت سابق من جذب عدد كبير من الشباب خصوصاً في بداية افتتاحها، أما في الوقت الحالي فالإنترنت موجود في كل بيت بل في كل هاتف محمول، ولربما يتجه بعض العمال لمقاهي الإنترنت للتواصل مع أهلهم، أو بعض المراهقين للتخلص من رقابة الأهل، مطالبين بوجود رقابة على هذه المقاهي لمعرفة نوعية الخدمات ومدىة التزامها بالقوانين. تقول هيفاء الأمين: إن هدف أصحاب مقاهي الإنترنت هو الربح، وغالبية مرتاديها هم شريحة الشباب للتسلية، ومحادثة الجنس الآخر عبر الإنترنت، كما أن بعض المقاهي تستطيع فتح أي موقع محظور، خصوصاً المواقع الإباحية ومواقع التعارف التي تحرض على إقامة علاقات غير شرعية. وتضيف هيفاء: إن مرتادي مقاهي الإنترنت يجب أن يكونوا على يقين بأنهم يهدرون أوقاتهم، ولن يدركوا أهمية هذا الوقت إلا عند الكبر، ويجب عليهم العثور على بدائل تمكنهم من قضاء أوقات فراغهم بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق. وتوضح أن سبب اتجاه بعض الشباب والمراهقين لمقاهي الإنترنت هو تهربهم من مراقبة الأهالي لهم في المنزل عند استخدام الإنترنت، حيث منهم من يقيم علاقات مشبوهة، وفتح مواقع إباحية وغيرها، ويؤثر ذلك على الشباب سلبياً، حيث إن هذا النوع من الشباب يكون غير سوي، ويتأثر اجتماعياً، ولن يستطيع التقدم والتطور كون أن جُل تفكيره يصب في أمور أخرى تعيده إلى الوراء. ويرى حمد محمد السعدي أن خدمة الإنترنت في الإمارات خصوصاً أصبحت متوفرة ومن السهل الحصول عليها في كل الأماكن، ولكن اتجاه البعض إلى مقاهي الإنترنت يكون لأسباب خاصة أو رغبة في الحصول على بعض الخصوصية وفتح المواقع المحظورة، حيث إن بعض مقاهي الإنترنت تستخدم برامج خاصة لفتح هذه المواقع، مشيراً إلى أن أغلب المتجهين لها هم المراهقون والشباب. والمقاهي تعمل على تهيئة المكان والجو لزائرها، حيث يجلس الزائر بمكان لا يطلع على الذي أمامه، مما يوفر خصوصية عالية لمرتاديها. ويضيف: إن الهم الأول والأخير لأصحاب مقاهي الإنترنت هو الربح فقط، بغض النظر عن المواد التي يطلع عليها مرتادو المقهى، فمنهم من يتجه للاطلاع على المحظور، ومنهم من يرتادها حتى لا يتعرف عليهم أحد من وعلى مكان إقامتهم، كما يتجه البعض للحديث مع الجنس الآخر عبر برنامج الدردشة الصوتية أو الكتابية، مع توفير بعض المقاهي برامج تفتح جميع مواقع الإنترنت، التي تحظرها الجهات المختصة في الدولة لتنافيها مع الأخلاق العامة، ومواقع تنشر معتقدات خاطئة أو تحارب نظام الدولة، إضافة إلى ترويج المواد المخدرة وغيرها. ويوضح أن بعض الشباب يتجهون لمقاهي الإنترنت لأنهم ليس لديهم حاسب آلي أو خدمة انترت وقد يكون الشاب فقير خبرة في هذه الأمور ويكون معتاداً على مقاهي الانترنت منذ سنوات! وقال عبدالرحمن بن حماد: إن سبب اتجاه بعض الشباب والمراهقين لمقاهي الإنترنت هو وجود برامج تخترق أنظمة حظر المواقع، ويستطيع الشخص الدخول لأي موقع يريده خصوصاً المواقع الإباحية والتعارف والزواج والعلاقات غير الشرعية، مطالبا الجهات المختصة بتشديد الرقابة على مقاهي الإنترنت، لأن الفئة التي ترتادها هي فئة المراهقين والذي يقضون وقت تسلية وترفيه يؤدي بالنهاية إلى نتائج لا تحمد عقباها، منها الابتزاز، والفضائح. ويشير إلى الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه الرقابة الأسرية على الأبناء، ومحاولة استيعاب التغيرات في نفسياتهم، مع ضرورة إرشادهم إلى الاستخدام الواعي لشبكة الانترنت، حيث إن التربية وثقافة الالتزام من شأنها أن تنشئ جيلاً واعياً وخلوقاً. mيوضح إبراهيم مصطفى، مدير مقهى إنترنت، أن مرتادي مقاهي الإنترنت يكونون من الجنسين ومن جميع الأعمار والجنسيات، خصوصاً الآسيويين والعرب، الذين لا يمتلكون حواسيب آلية أو خط إنترنت في المنزل، وعدد المواطنين الذين يرتادون المقهى قليلون، ويكونون في معظم الأحيان جاهلين بكيفية التعامل مع الحاسب والإنترنت. ويقول: «نحن لا نتدخل فيما يتصفحه الزبون، حفاظاً على خصوصيته وراحته»، مشيراً إلى أن المواقع المحظورة لا يستطيع أحد الدخول إليها عبر المقهى الخاص بنا، ونحن لا نوفر أي برامج تفك الحظر. ويذكر إبراهيم أن بعض المرتادين للمقهى من الجنسيات الآسيوية والعربية يستخدمون برامج المحادثات الصوتية والفيديو مع أصدقائهم وأقاربهم في البلدان الأخرى، إضافة إلى برامج الدردشة الكتابية معهم. ويوضح أن بعض المرتادين يحضرون معهم وحدات تخزين أو أقراص تحتوي على مواد منافية للآداب ويريدون مشاهدتها في المقهى، وهو تصرف أرفض السماح به. وحول أهم استخدامات مرتادي المقهى، يشير إلى أن مواقع المحادثات بشتى أنواعها تأتي بالمرتبة الأولى، ومن بعدها البريد الإلكتروني ومواقع البحث مثل «جوجل» و«ياهو». ويقول: في نهاية الأمر يعتبر الانترنت سلاحاً ذا حدين، له فوائده وله سلبياته، ولكن شخص الحرية في الاتجاه الذي يفضله، والرقابة الذاتية والخوف من الله هو الرادع الوحيد لمن يريد أن يتجه لسلبيات هذه الشبكة والتي تُعتبر بحراً واسعاً وعميقاً. تنظيم الاتصالات: عقوبات المخالفين تصل إلى الإغلاق أوضحت هيئة تنظيم الاتصالات أن أهم السلبيات التي ترد إليهم هي استغلال الخدمات المتوفرة في مقاهي الإنترنت في التعدي على الآخرين بالسب والشتم أو القذف والتشهير وهو ما يعاقب عليه قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، وذلك ظناً من مستخدم الخدمة عدم إمكانية ملاحقة الذي يتعرض له بملاحقته قانونياً ومن التجاوزات التي لفت انتباهنا هي تردد الأطفال ومن هم دون السن القانونية على مقاهي الإنترنت وهو ما يعرضهم للتصفح بدون رقابة أولياء الأمور. وتقوم الجهات المختصة في كل إمارة بإجراءات قانونية للمخالفين تبعاً للوائح المعمول على حسب الإمارة، وتختلف العقوبات على حسب المخالفة فمنها الإنذار والغرامة المالية وتعليق او سحب الرخصة التجارية والإغلاق. أما إذا تم استغلال الخدمة لأمور تخالف الشروط المقدمة من مزودي خدمات الاتصالات فيمكن أن يتم قطع خدمات الاتصالات وإذا ما ثبت مخالفته لقانون الاتصالات فإنه يتعرض للغرامة أوالحبس تبعاً لنوع المخالفة. وبالنسبة للقوانين التي تضبط مقاهي الإنترنت فهي تخضع للقوانين المحلية لكل إمارة حالها حال أي منشأة تجارية وكذلك تخضع لشروط الجهات المختصة مثل دوائر الترخيص التجاري، والبلدية وغيرها. وأن الهيئة على تواصل مع المشغلين لوضع ضوابط للحد من المخالفات. خبير تربوي: نتائج سلبية لاستخدام الإنترنت بعيداً عن أعين الأهل أوضح الدكتور يوسف محمد شراب، الخبير الاجتماعي والموجه التربوي، الباحث الأول في مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي، أن أسباب إقبال الشباب والمراهقين على مقاهي الإنترنت هي قضاء وقت الفراغ، واللهث وراء الممنوع والمحظور، وغياب رقابة الوالدين، وتوفر الأموال بين أيديهم. وأكد أن التعمق في استخدام الإنترنت بعيداً عن رقابة الأهل ينجم عنه نتائج سلبية منها انحدار في الأخلاق والسلوك، وآثار أمنية واجتماعية واقتصادية، وصحية ونفسية، إضافة إلى تدني المستوى الدراسي. وأوضح أن المرتاد لمقاهي الإنترنت سيبدأ بإهمال واجباته المدرسية ومراجعة دروسه، مما سيؤدي إلى تدني المستوى الدراسي. والآثار السلبية التي تخلفها مقاهي الانترنت على الأخلاق والسلوك هي التعمق بالعلاقات مع الجنس الآخر، وإدمان المحادثات، وتبادل الصور والأفلام الإباحية، والتعرف على أصدقاء السوء، والسلوك العدواني والعنف والعزلة والكذب. وقال: لا أحد يستطيع منع الشاب أو المراهق من مواكبة الحداثة والتطور، وأن الشباب دائماً ما ينظرون حولهم وخصوصاً ما يتبعه أقرانهم، وبالنسبة لمقاهي الانترنت فإن الأمر يتخذ احتمالين، هو أن يكون المتجه لها بالفعل ليس لديه خدمة إنترنت في المنزل، أو يكون متجهاً لها للتخلص من رقابة الأهل، مشيراً إلى أن الإنترنت سلاح ذو حدين يعتمد على استخدام الشخص له، ويمكن أن يكون سلبياً في حالة غياب الوازع الديني والرقابي لمستخدمه. وقال: إن في حالة منع ولي الأمر لابنه من الذهاب لمقاهي الإنترنت فإنه لا يملك القدرة على منعه من استخدامه، لأن الحصول على الإنترنت بات سهلاً، لكن التنشئة السليمة والحوار والتفاهم والتشاور جميعها أمور تقود إلى ابن سوي قادر على معرفة الصواب من الخطأ. وأشار إلى أن الاستخدام الخاطئ للإنترنت والبعيد عن رقابة الأهل يمكن أن يتسبب بمشاكل أمنية مثل الاتهامات والشبهات، ومشاكل اقتصادية واجتماعية، كما يسبب «كوارث» خصوصاً للبسطاء والذين لا يفقهون كثيراً في عالم الإنترنت، كما أن الكثير من المراهقين وصغار السن تم استدراجهم وإفسادهم والإساءة إليهم عن طريق «خبراء الاستدراج» في الإنترنت والذين يختارون ضحاياهم بعناية، بعد التأكد من عدم وجود رقابة وإشراف من قبل الأهل، إضافة لذلك بعض مقاهي الإنترنت «السيئة» تعزز الانحراف لدى بعض مرتاديها، وذلك بتمكينهم من الدخول وفتح المواقع التي تحوي على مواد جنسية وإباحية من صور وأفعال، مشدداً على أهمية التوجيه والتوعية من الأهل ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية. شرطة أبوظبي: رقابة صارمة على المقاهي لتحقيق الفوائد ومنع الأضرار يؤكد المقدم مبارك بن محيروم، مدير إدارة الشرطة المجتمعية بشرطة أبوظبي، أن مشروع مقاهي الإنترنت يعتبر من الأمور المهمة والمؤثرة في المجتمع، لأن المقاهي مصدر للعلم والثقافة، إلا أنها تحتاج إلى مراجعة اللوائح التي تنظمها، والاستفادة منها بالشكل السليم والمطلوب، خصوصاً أن هناك العديد من الفئات التي تستخدمها تحتاج إلى توعية دائمة وتوجيه مثل صغار السن من المراهقين وصغار طلاب المدارس الذين يمارسون بعض الألعاب من خلال الإنترنت. ويشير المقدم ابن حيروم إلى أن الإنجازات التي حققتها الدولة في مجالي الأمن والسلامة مكتسبات مهمة تتطلب الحفاظ عليها وتدعيمها بما يسهم في حماية أفراد المجتمع، خصوصاً الشباب من السلوكيات السلبية لاستخدام مقاهي الإنترنت، من خلال طرح المقترحات والمبادرات التي يمكن من خلالها أن نضع قاعدة ثابتة لنظام هذه المقاهي، ومنع التجاوزات التي يلجأ إليها البعض للتحايل على النظم الموضوعة في إدارتها. ويضيف: لا نغفل أن هذه الشبكة تحوي الكثير من الفوائد التي يستفيد منها الجيل الحالي والمقبل، ولكن يجب وضع المزيد من الرقابة من الجهات المعنية بجانب الآباء الذين يجب أن يكون لهم دور كبير في متابعة أبنائهم، والتقرب إليهم لمعرفة ما يدور حولهم عن كثب، لأننا نرى أن هذا الجيل الشاب هو مستقبل أمتنا الذي سيحمل لواء حضارتها وتقدمها ورفعة اسمها بين دول العالم المتقدم. وإننا نبحث عن كيفية التعامل مع استخدامات هذه المقاهي بالطريقة والأسلوب الأفضل حتى نحصّن أبناءنا والأجيال القادمة من بعض الأخطار التي يمكن أن يتعرضوا إليها من خلال استخدامهم هذه الشبكة العنكبوتية. ويلفت إلى أن إدارة الشرطة المجتمعية في شرطة أبوظبي ناقشت مع الشركاء من مختلف الهيئات والدوائر والمؤسسات، تنظيم المقاهي في إمارة أبوظبي، وبحث أفضل السبل والأساليب التي يجب تطبيقها على هذه المقاهي، بما يوفر الأمن والسلامة لجميع أفراد المجتمع الذين يستخدمون الإنترنت في تلك المقاهي، واتباع الطريق السليم في استخدام تلك الشبكة العنكبوتية بما يحقق الفائدة من استخدامها، إضافة إلى الإشراف والرقابة على مقاهي الإنترنت والتصدي لبعض السلبيات التي تحدث في تلك المقاهي، كون مرتادي هذه المقاهي هم من فئة الشباب والمراهقين. وفيما يتعلق بالإجراءات التي يتم اتخاذها بحق مقاهي الإنترنت المخالفة للضوابط والقوانين، يوضح المقدم مبارك أن هناك إجراءات تتخذ في هذا الشأن، وبالنسبة للمخالفات فإنها تعتمد على نوع المخالفة، حيث إن هناك العديد من الجهات الحكومية تشترك في العملية الرقابية على مقاهي الإنترنت مثل (دائرة البلديات ودائرة التنمية الاقتصادية - ومؤسسة الإمارات للاتصالات ووزارة العمل ومديريات الشرطة ومجلس أبوظبي للتعليم - وبعض الجهات الرقابية الأخرى)، ولكل جهة من تلك الجهات الأسلوب والإجراء الخاص بها للتعامل مع المخالفة، ومن خلال التنسيق بين تلك الجهات يتم تطبيق الضوابط والإجراءات الخاصة بتنظيم العمل في مقاهي الإنترنت. وحول الضوابط التي تم وضعها بالنسبة لمقاهي الانترنت، أوضح بن محيروم أن الجهات المختصة وضعت ضوابط عدة على المواقع التي تشكل خطراً على الشباب والمراهقين من منطلق الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، إلا أن ذلك لا يمنع الدور الكبير والفعال الذي يقوم به الآباء في التوعية والنصح والإرشاد لأبنائهم؛ بالاستخدام الصحيح والتعامل السليم مع شبكة الإنترنت، حيث إنها تعتبر عالماً مفتوحاً لا يمكن الاستغناء عنه، قائلاً: إن معظم مرتادي هذه المقاهي من المراهقين نظراً إلى أن الشباب والمراهقين يتمتعون بروح وملكة حب الاستطلاع والبحث عن خفايا تلك الشبكة العنكبوتية المليئة بالأسرار والمعلومات من الأشكال كافة، والكثير منها يرتبط بالحياة العامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©