«الانضباط» تكشف أسباب معاقبة الذباحي بالعقوبة القصوى

معتز الشامي (دبي) أكدت لجنة الانضباط باتحاد الكرة على ضرورة احترام أطراف اللعبة لقوانين الاتحاد وجميع لوائحه، وشددت على أن جميع قراراتها أول من أمس، في أحداث مباراة شباب الأهلي ونادي العين، بالإضافة لتصريحات عيسى الذباحي رئيس مجلس إدارة نادي كلباء، صدرت بالإجماع. وشهدت جلسة أول من أمس، استدعاء الخبير الدولي المونديالي علي بوجسيم للوقوف على رأيه في الكرة المشتركة بين توماس لاعب شباب الأهلي ومحمد عبد الرحمن لاعب العين، وأقر بوجسيم بتعمد اللاعب للخشونة ما يستوجب ضرورة معاقبته. ودافع عيسى الذباحي عن نفسه أمام اللجنة بالتأكيد على أن تصريحاته تعتبر حرية رأي، وتحدث بها للتأكيد على وجود مشكلات في الاتحاد، متعللاً بوجود العديد من المسؤولين والنقاد الذين يوجهون النقد اللاذع للاتحاد ورئيسه والأعضاء وليس هو فقط. ومن جانبه قال المستشار منصور لوتاه رئيس لجنه الانضباط، في تعليقه على قرارات اللجنة أول من أمس وما وجه لقراراتها، خصوصاً معاقبة عيسى الذباحي بسبب تصريحات تندرج تحت إطار حرية الرأي وكشف الحقائق للشارع الرياضي، أن المشكلة في من ينتقد أنه لا يقرأ ما تنص عليه اللوائح وما هي حدود اللجنة وصلاحياتها واختصاصاتها، ولكن من ينتقد يميل لإصدار الفتاوى والأحكام والاتهامات بغير علم. وتابع: اللجنة تسير على لوائح وقوانين تلزمها وتلزم غيرها، وتلزم جميع أطراف الساحة الرياضية، واللوائح لا يتم إعدادها من لجنة الانضباط، ولكن عبر آلية متبعة منذ زمن، وهي باقتراح التعديلات أو إضافات القوانين ومن ثم تعرض على العمومية لإقرارها، لذلك نحن نتخذ قراراتنا وفق اللوائح وقوانين موافق عليها من الأندية أولاً، ولا نحكم بالعواطف، والجميع سواسية أمام القوانين المنظمة لعمل اللجنة وما يحكم عملنا وأيضاً يحكم العقوبات التي نصدرها، هي اللائحة التي أقرتها الأندية والعمومية. وعن وقائع مباراة العين وشباب الأهلي قال: عبد العزيز هيكل أحيل لنا بناء على تقرير مراقب المباراة، بينما قامت اللجنة برفض الشكوى التي قدمها نادي العين، لأن الحالات التي جاءت في شكوى العين هي نفسها الحالات التي كانت في تقرير مراقب المباراة، في حين أن التقرير يكون له حجية أكثر وقوة قانونية كونه تقريراً رسمياً، بل وتضمن التقرير حالات أكبر، وقد تم تصعيد تقرير المراقب عبر لجنة المحترفين. وأضاف: قمنا بأمور أكثر في الجلسة، حيث تم استدعاء خبير لإبداء رأيه في واقعة توماس ومحمد عجب، عبر طلب للأمانة العامة، وقد تم انتداب الحكم المونديالي علي بوجسيم، الخبير التحكيمي الدولي، لقول كلمته في الحالة الخاصة باللاعب توماس وتعمده الخشونة مع محمد عبد الرحمن، وبعد مشاهدتها من أكثر من زاوية، وأقر بوجسيم بتعمد توماس ونيته في إيذاء لاعب العين، وبناء عليه قررت اللجنة معاقبته، وهو تقليد جديد تقوم به اللجنة، خصوصاً في الحالات التي تحتاج لرأي فني، كما قمنا باستدعاء المراقب لسؤاله عن التقرير الذي رفعه، بينما لم نستدع أي عضو من لجنة الحكام حول حالة محمد عجب وتوماس، لأن الخبير يجب أن يكون محايداً، ولا يعمل في الاتحاد، ونحن نفذنا المادة 6 في اللائحة التي تتيح لنا الاستعانة بخبراء متخصصين متى ما أردنا الاستعانة برأيهم. وأكمل: كما قمنا باستدعاء مراقب المباراة لسؤاله عن الحالات المكتوبة في تقريره، وما إذا كان شاهدها، لاسيما واقعة بصق جمهور العين على لاعبي الأهلي، أم أنه سمع عنها، وقد أقر برؤيته لكل تلك الأمور وقام برصدها في تقريره. وأوضح لوتاه أن كل القرارات التي صدرت عن اللجنة في اجتماع أول من أمس كانت بالإجماع، لاسيما في عقوبة عبد العزيز هيكل، وفق المادة 7 التي تمنع أي تصرفات مسيئة، خصوصاً في الفقرة 4 منها، والتي قررت اللجنة اتخاذ أشد عقوبة في اللائحة المرتبطة بفعلة اللاعب وهي الإيقاف 4 مباريات وغرامة 60 ألف درهم. وعن عقوبة عيسى الذباحي ولماذا تم اختيار أقصى عقوبة، لاسيما أن رئيس اتحاد كلباء عبر عن رأيه دون سب أو قذف أو اتهام في النزاهة والذمم، قال: استدعينا الذباحي لسؤاله حول التصريح الذي صدر عنه لصحيفة «الاتحاد»، وما إذا كان هو من أدلى بتلك التصريحات التي شكته بسببها الأمانة العامة على اعتبار أنها تصريحات مسيئة وفق الشكوى المقدمة ضده، وقد أكد الذباحي إجراءه للحوار، ولكنه استند إلى مسألة حرية التعبير التي هي مكفولة للجميع، وأن هناك غيره ينتقد الاتحاد بشكل يومي ولا يقدم للانضباط بحسب دفاعه عن نفسه. وعن السر في معاقبة الذباحي وحده وليس غيره رغم كثرة من انتقدوا اتحاد الكرة قال: نحن كلجنة يحق لنا التصدي لأي مخالفة في الساحة الرياضية حتى لو لم يأت فيها شكوى أو تحويل، لكن اللجنة تنظر فقط لما يردها من شكاوى لأننا ننأى بأنفسنا من الدخول في خصومة مع أطراف اللعبة، سواء إداريين أو لاعبين، وبالتالي نحن ليس هدفنا أن نقرر، بل الأمانة العامة للاتحاد هي التي تحول الشكاوى للجنة، بينما لم تحول لنا من انتقدوا الاتحاد سابقاً، وهذا أمر يخص الأمانة العامة ولا يخصنا، وهي التي تقرر متى تحول مسؤولاً أو لاعباً ومتى لا تقوم بذلك، وهذا لا دخل لنا به كلجنة. وعن شدة العقوبة على الذباحي قال: هناك مواد تحذر على الأشخاص الاعتباريين للأندية، وخصوصاً رؤساء الأندية والإداريين وأعضاء الاتحاد بالإدلاء بتصريحات مسيئة أو تتضمن السب أو القذف، وقد عاقبت المادة 79 من اللائحة من يرتكب تلك المخالفة وهي تتعرض بغرامة مالية بحد أقصى 100 ألف درهم، وقد استقر في وجدان اللجنة بأن التصريحات تستدعي عقوبة بمبلغ الـ100 ألف درهم، والسبب في ذلك لأن الذباحي في تصريحاته طال رئيس الاتحاد وجميع الأعضاء وجميع اللجان، وكلهم رماهم بالفشل وعدم القدرة على إدارة العمل اليومي في الاتحاد، واستخدم ألفاظاً من قبيل تدمير كرة الإمارات، تخريب كرة الإمارات، والأعضاء يهتمون بالتصوير وليس التطوير، والاتحاد يدار بالواتس آب، وأن هناك ضرابة بين الأعضاء، إلى آخره من التصريحات الصادرة عنه وأقرب بها أمام اللجنة. وأضاف: أعطيناه المخالفة لأنه رئيس مجلس إدارة ومسؤول، ويحق له وضع كل تلك الأمور أمام الجمعية العمومية، ويتحدث بكل حرية خلال العمومية بما فيها المطالبة بحل الاتحاد، أو سحب الثقة من أعضائه، كما أن لديه إجراءات قانونية يستطيع أن يسلكها لإثبات وجود فشل أم لا، كما أن هناك سبباً آخر وهو أن اللجنة الموسم الماضي قررت معاقبة أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد بنفس المبلغ، لكن المحللين أو كتاب الأعمدة أو كبار الشخصيات الرياضية التي تنتقد الاتحاد ومسؤوليه فمن يجب أن يشكوهم، سواء للانضباط لو كانوا مسؤولين في أندية أو للقضاء الطبيعي لو كانوا من خارج الأندية والاتحاد كنقاد أو إعلاميين أو حتى جمهور عبر وسائل التواصل، وهناك لوائح تمنح المنتمين للحقل الرياضي من إداريين ولاعبين ومدربين من الإساءة لأطراف اللعبة بأي صورة كانت. وأشار إلى أن اللجنة تحكم بما لديها من قوانين، ومن يريد أن ينتقد عليه أن يقرأ اللوائح قبل أن يوجه انتقاده حتى يجيد اختيار كلماته. وأضاف: اللجنة لا تنظر إلى اسم نادٍ أو مركز لمن تحكم عليه طالما ارتكب خطأ تطوله اللوائح، ونحن نطبق اللوائح بكل حيادية وبكل تجرد. وتطرق لوتاه إلى أن اللجنة اتخذت قراراها بإيقاف لاعبي الأهلي والعين المعاقبين بمسببات تتمنى أن تصل للساحة الرياضية بجميع أطرافها وفق نص في اللائحة. استغرب عقوبة عيسى حماد: بعض قرارات «الانضباط» تفتقد الحياد العين (الاتحاد) أبدى محمد عبيد «حماد»، عضو مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، المشرف العام على فريق الكرة الأول والرديف، استغرابه من العقوبة التي أوقعتها لجنة الانضباط ضد «الدولي» خالد عيسى، حارس مرمى العين ومنتخبنا الوطني، موضحاً: «نرفض التجاوزات الصريحة والخروج عن النص، ولوائح وسياسات نادي العين ضد تجاوز حدود اللياقة أو التعدي على الروح الرياضية؛ لأن العين كيان شامخ يفرض على كل منتسب إليه احترام شعاره والالتزام بخططه الاستراتيجية وقيمه المؤسسية داخل وخارج الملعب». وزاد: تابعنا اللقطة التي رصدتها كاميرات التلفزة عدة مرات، ولا أعتقد أن خالد عيسى جاء بسلوك مخالف للوائح كرة القدم أو تصرف مشين يتعارض مع مفاهيم الروح الرياضية، لأن الإشارة إلى شعار النادي أو رفع القميص احتفالية خاصة تجسد مفهوم الفخر والاعتزاز وليس الاستفزاز، كما اعتقد بعض أعضاء اللجنة المعنية. وأكمل: «أبرز نجوم كرة القدم على مستوى العالم كميسي ورونالدو، وغيرهما من اللاعبين الكبار الذين يعتبرهم الجميع نموذجاً حقيقياً للاحتراف وقدوة للبراعم والناشئين والشباب، اعتمدوا أسلوب الاحتفال بالإشارة إلى الشعار ورفع قميص النادي في تعبير صريح عن فرحتهم ضمن أفضل وأقوى البطولات، ولم يتسبب هذا الأمر في أي عقوبة انضباطية بالنسبة لهم، لا لشيء سوى أن فرحة الفوز المرتبطة بإظهار الولاء والانتماء للنادي لا يجب أن تواجه بفرض عقوبات وغرامات». واستطرد حماد قائلاً: «لا أعتقد كذلك أن احتفالية ديوب لاعب شباب الأهلي بهدف فريقه على مرمى العين، عندما اتجه نحو جماهير «الزعيم» مشيراً لشعار ناديه، جريمة تستدعي فرض عقوبة انضباطية أيضاً؛ لأن متعة كرة القدم وإثارتها تجسدها لحظات التحدي في إطار اللعب النظيف والروح الرياضية، وإن كانت اللجنة ترى أن خالد عيسى يستحق العقوبة فبأي منطق تجاوزت عن احتفالية لاعب شباب الأهلي بهدفه». وأوضح مشرف فريق العين، أن هناك عقوبات انضباطية غير منطقية كالتي تفرضها اللجنة أحياناً على تأخير دخول اللاعبين إلى أرض الملعب بسبب أدائهم لصلاتهم، وكان يجب على اللجنة الأخذ بعين الاعتبار مراعاة فارق التوقيت بين إمارات الدولة المختلفة لمنح الجميع المساحة الزمنية التي تمكنهم من أداء الصلاة.