الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مصدر» يرفد المجتمع بنخبة جديدة من المتخصصين في مجال الطاقة المستدامة

«مصدر» يرفد المجتمع بنخبة جديدة من المتخصصين في مجال الطاقة المستدامة
15 يونيو 2013 21:56
احتفل معهد مصدر في أبوظبي، بحصاد سنتين كاملتين من العمل والبحث، وبتخرج الدفعة الثالثة للمعهد، وجني حصاد سنتين كاملتين من العمل والبحث من خلال رحلة تخللتها العديد من التحديات لتفرز نخبة متميزة من الباحثين في مجال الاستدامة، بحيث سترفد البلد بجيل يتمتع بالمعرفة الكافية في هذا المجال، وذلك استنادا إلى الإيمان الراسخ بضرورة بناء المعرفة وتنمية رأس المال البشري في حقل الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة في مجالها والحفاظ على البيئة وأهمية التنمية المستدامة، وذلك بحضور عائلات الطلاب والهيئة التدريسية والمشرفين في المعهد (أبوظبي)- لم يقتصر الاحتفال والتكريم على الطلبة فحسب، بل شمل أيضا الأسر التي دعمت وحفزت الطلاب نظرا لطبيعة الدراسة التي تستغرق وقتا طويلا في مجال البحث، وهكذا تأتي الدفعة الثالثة من طلبة معهد مصدر لعام 2013 لتؤكد أن الاستثمار في الطاقات البشرية بات ضرورة ملحة في الإمارات العربية المتحدة التي تعنى بتنشئة وإعداد الأجيال أفضل إعداد، وقد منح الحفل الذي كان بمثابة تكريم لكل الأطروحات الجيدة شهادات التخرج للطلاب، كما أعلن خلاله بتأسيس جمعية خريجي معهد مصدر. إلى ذلك قالت الدكتورة بهجت اليوسف، عميد حياة الطلبة خلال الحفل الخاص بمناسبة تخريج الدفعة الثالثة من طلاب معهد مصدر لعام 2013، إن الشكر موصول للأسر والأصدقاء وأسر الطلاب، وأضافت: « ونتقدم بشكر خاص أيضاً لأعضاء هيئة التدريس والمستشارين الأكاديميين والموجهين من معهد مصدر الذين قدموا كل الدعم اللازم للطلاب، مؤكدة أن يوم التخرج هو يوم للتفكير والفخر والتقدير والمكافأة على العمل الشاق والساعات الطوال التي قضيتموها في تحصيل العلم واكتساب المعرفة». «أيرينا» وقالت اليوسف إن معهد مصدر وفر كل العوامل الضرورية لبناء مستقبل ناجح، وأن الواقع أن المعرفة والمهارات التي تزودتم بها جعلتكم على أتم استعداد لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً في هذا القرن، وبهذه المناسبة، أعلن بكل فخر عن إطلاق «جمعية خريجي معهد مصدر» (MIAA)، لقد أظهرت لكم الدراسة والتجارب العملية خلال فترة دراستكم في معهد مصدر كيف يمكن أن تؤثر المعرفة على حياتنا اليومية، وحصل البعض منكم على منحة دراسية من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا»، حيث توفر «أيرينا» 20 منحة دراسية لمعهد مصدر سنوياً، من خلال هذه المنحة، يحضر الطلاب اجتماعات “أيرينا” ويتواصلون مع مندوبيه، وقد أسهم هذا التعاون في ترسيخ مكانة متقدمة لمعهد مصدر على الخريطة العالمية للطاقة المتجدد، إننا هنا الليلة لتكريم كل أطروحة متميزة من كل برنامج أكاديمي. لقد تلقينا 7 أطروحات عبر كافة البرامج، حيث أظهرت كل أطروحة أعلى مسويات التميز في البحث وأكدت تأثيرها ومساهمتها في تحقيق رؤية إمارة أبوظبي لعام 2030 بشأن بناء المعرفة، وقد خضعت الأطروحات لعملية تقييم صارمة، وكانت عملية الاختيار دقيقة للغاية، ثم تم تحديد جائزة أفضل أطروحة بشكل شامل على أساس الأصالة والابتكار والتأثير والإنجاز بالنسبة للقضية الأكثر إلحاحا لدولة الإمارات والمنطقة. وأضافت اليوسف: « مهما كانت خياراتكم المستقبلية، سواء اخترتم الالتحاق بقطاع الأعمال، أو القطاع الحكومي، أو الصناعي، أو الميادين البحثية، فأنتم اليوم تمتلكون المعرفة والخبرة والثقة التي تمكنكم من التفوق في كل جانب من جوانب الحياة». خبرات عالية من جانبها قالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي للعلاقات العامة بمعهد مصدر خلال الحفل:« إن طلاب معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا يقطفون ثمار الصبر والاجتهاد، ويتمتعون بأرقى مستويات التدريب والتأهيل، ولا شك أن تحقيق هذا الإنجاز المتميز قد سبقه الكثير من العمل والجهد المتواصل، ولكن اليوم يحق لكم أن تحتفلوا بكل فخر واعتزاز بنجاحكم الذي تحقق بفضل عملكم الجاد وإصراركم على تحقيق أهدافكم». وأردفت لمياء فواز:« إن ما يشهده عالمنا اليوم من تعقيدات واحتياجات متزايدة يتطلب التفاني والالتزام بزيادة الوعي وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات البيئية المتنامية التي تواجهنا. وإنني على ثقة بأنكم ستواصلون التزامكم ومساعيكم للمساعدة على تحقيق التغيير المنشود من خلال تطبيق المعرفة والمهارات التي اكتسبتموها لتطوير منتجات وتقنيات تساهم في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاستدامة على مستوى العالم. ولا يقل التدريب الفني المتميز الذي حصلتم عليه في المعهد أهميةً عن الخبرات والرؤى التي اكتسبتموها من خلال العمل والتعاون مع طلاب ومدرسين ينتمون لثقافات وحضارات متنوعة، فمن أهم الأشياء التي تعلمناها كأسرة واحدة في معهد مصدر هي أن الحياة لا يمكن أن تستمر دون هذا الترابط الوثيق بين أبنائها، وعليه، لا بد من أن نتكاتف ونعمل معاً للوصول إلى أهدافنا». تحديات احتفى الجميع بحصاد سنتين من العمل والجهد المتواصل، وعبروا جميعا عن فخرهم بقضائهم هذه السنوات في حضرة هذا المعهد المتميز وبيئته المحفزة على البحث لتحصيل خبرات كبيرة في مجال الطاقة البديلة، كما أكدوا أن معهد مصدر حقق لهم الاحتكاك مع مختلف الجنسيات والخبراء في المجال، بالإضافة إلى السماح لهم بالمشاركة في مؤتمرات دولية ذات صلة ببحوثهم، إلى ذلك قال محمد مرزوق الشرعة ـ الذي حصل على الماجستير في الهندسة الميكانيكية ـ : « إن الدراسة في معهد مصدر متميزة جدا نظرا لتوفرها بيئة متكاملة ومحفزة، فالمعهد أتاح لنا إمكانية التعامل مع مختلف الجنسيات، وخبرات من مختلف أنحاء العالم وتعرفنا على بيئة البحث العلمي، وهي بيئة متميزة جدا عما يتواجد في العالم العربي، كما تعلمنا كيفية الالتزام و إدارة الوقت بطريقة تسمح لنا بتوزيع المواد والبحوث، بحيث لا يطغى جانب على آخر، وأضاف مرزوق الذي كان يعمل بكندا وتعرف على معهد مصدر من خلال بحوثه على معهد أوجامعة جيدة للاستكمال دراسته العليا». وأضاف: « لأنني كنت مهتما جدا بالاستدامة والطاقة المتجددة فإنني قدمت لمعهد مصدر عبر شبكة الإنترنت وتم قبولي، بعد أن اجتزت كل الامتحانات، وبعد ذلك التحقت بالمعهد، ودامت الدراسة سنتين تخللتها العديد من الصعوبات والتحديات والراحة أيضا، بها تحديات من حيث طريقة الدراسة، بحيث تتطلب بيئة الدراسة استغراق وقت طويل في إنجاز البحوث، ومن حيث الجانب المريح في المعهد وهو توفير بيئة إبداعية تحفيزية، بالإضافة لذلك فإن الطالب تتاح له فرصة السفر وحضور المؤتمرات الدولية في مجال له صلة بالبحث الذي يجريه مما يتيح له فرصة الاحتكاك بأعلى الخبرات والإلمام بالتطورات الحديثة،” ومن الأماكن التي سافر لها مرزوق ذكر أنه سافر لتركيا لحضور مؤتمر حول الصناعات المعتمدة على الطاقة المتجددة، وحضر أيضا مؤتمر في الأردن، عن تطوير البيئة التحتية بالاعتماد على الطاقة المتجددة والاستدامة. كما سافر إلى ماليزيا، مؤكدا أنه تطوع ضمن فريق تكون من 16 شخصا من معهد مصدر في برنامج لمحاربة الفقر، ودام ذلك 7 أيام” وأشار مرزوق أن طبيعة البحث في مصدر تتم بطريقة محفزة وإبداعية، بحيث تتكون مجموعات من 4 أشخاص وما فوق لمناقشة وأفكار البحث، وذلك لتنمية روح الفريق وتحقيق الاستفادة وتعميمها على الكل، ومن جانب آخر وضح أن العلاقة جيدة جداً بين الطالب وبين معهد مصدر الذي يحرص دائما على تخريج أناس لهم من السلوك الطيب والحكمة الشيء الكثير». تطبيق يقول محمد حميد الحضرمي ـ حصل على ماجستير هندسة نظم الإدارة ـ من معهد مصدر: «إنه تعرف على المعهد من خلال أحد أصدقائه، حين كان يعمل كمهندس تشغيل وصيانة في شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، وأنه تم قبوله بعد أن قدم أوراقه عن طريق شبكة الإنترنت، لافتا أن الدراسة في معهد مصدر كانت عبارة عن رحلة ممتعة ومتعبة في الوقت نفسه فالمعهد يعتبر جامعة بحثية، يرتكز على البحث، بحيث يحتل ذلك جزءً مهماً جدا من الدراسة، وكنت استغرق في البحث ما يفوق 12 ساعة في اليوم مع العلم أن لي أسرة وولد من عمر دراستي في المعهد، بحيث يتطلب البحث التعمق والغوص في المعلومات وتحليلها” مؤكدا أن المعهد منحه فرصة الاختلاط مع عقول مختلفة من مختلف الجنسيات، منها خوضه لدورة تدريبية في اليابان تعلقت بمجال بحثه” تطبيق السيارات الكهربائية” وكانت الدورة برعاية ميتسوبيشي اليابانية، وبدعم من دائرة النقل في أبوظبي، مؤكدا أنه استفاد كثيراً من هذه الدورة، من عدة جوانب منها طريقة إدارة الوقت، الالتزام بالمواعيد، بالإضافة لجانب مشروعه، مؤكدا أن المشروع بات قابلاً للتطبيق في أبوظبي على حافلات النقل العام، لافتا أن جانب عمله في هذا البحث تعلق بالناحية الاقتصادية والاجتماعية، بينما تكفلت زميلته ريم الجنيبي بالجانب التقني، موضحا أنه حضر العديد من المؤتمرات داخل الدولة منها مؤتمر طاقة المستقبل الذي نظم في أبوظبي». شبكات.. وثلاثة أنظمة من جانبها تقول: ريم الجنيبي ـ الحاصلة على ماجستير هندسة إدارة النظم ـ : « إن بحثها تعلق بتطبيق السيارات الكهربائية في أبوظبي في جانبه التقني، وأن يكون الجانب البحثي في هذا الموضوع، من ثلاثة أنظمة منها شبكة الاتصال الذكية للنقل، شبكة الكهرباء وشبكة النقل والبنية التحية، وكيفية استيعاب البنية التحية في أبوظبي السيارات الكهربائية، وما تأثير هذه السيارات على الشبكات الطرقية في ارتباط بالنظم الثلاثة التي سبق ذكرها، موضحة أن المشروع إن توافرت له كل العناصر للتطبيق وتم اعتماده فإنه سيعمل على التقليل من انبعاثات الكربون وتوفير بيئة نظيفة، والتقليل من استهلاك البترول، لافتة أن السيارات يمكن تشغيلها عن طريق الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح كأحد مصادر الطاقة الكهربائية، مؤكدة أنها ستكون فخورة جدا بتطبيق هذا المشروع على أرض الواقع في أبوظبي، وأضافت” سيعمل على تحقيق رؤية أبوظبي 2030 ، ويوفر خدمة راقية للمواطنين والمقيمين على أرض دولة الإنارات العربية المتحدة». «سلة التوريد» لتقليل الوقت وخفض التكاليف عبدالله سيف الشامسي ـ الذي حصل على ماجستير هندسة الإدارة والنظم ـ، والحاصل سابقا على بكالوريوس هندسة مدنية من الجامعة الأميركية بالشارقة يقول: أن رسالة الماجستير نالها عن بحث تحت عنوان” إدارة سلة التوريد” موضحا أنه برنامج حاسوبي يبحث التقليل من تكاليف ووقت والتأثير البيئي على دولة الإمارات من حيث توريد المواد، مؤكدا أن هذا البرنامج يشمل الموانئ، لافتا أنه يخص الشركات الكبيرة والتي تتوفر على مخازن. وذكر الشامسي أنه حصل على فرصة عمل في مبادلة بعد التخرج مباشرة ، وأنه ينوي الحصول على الدكتوراه في مجال اقتصاد الطاقة، بعد العمل لفترة وتحصيل خبرات ميدانية، وأننا تعلمنا كيفية التعامل مع مجتمع من مختلف الجنسيات من ثقافات متنوعة، تعرفنا على عادات وتقاليد هذه الشعوب وعلى أفكارهم أيضا، مما أغنى معارفنا، وعملنا كيفية تقبل الآخر والحكم عليه بطريقة سطحية، ولعل ذلك يضيف إلينا الشيء الكثير كما أن معهد مصدر يربط بين السلوك والاحترام والتقدير والدراسة، وفي سياق آخر فإنه يغرس فينا كيفية الحفاظ على الطاقة، بحيث يصبح ذلك تصرف نابع منا، لتصبح لا شعوريا، مغروسة فينا، فمثلا عند الوضوء أعمد إلى الاقتصاد في الماء تلقائيا، وكذلك بالنسبة للإنارة، بحث جعلت كل الأسرة تعمل على تشغيل ما يلزم من المصابيح وإنارتها في وقت محدد فقط، وأظن ذلك سيعمل على تغيير بعض السلوكيات، وذلك سينعكس على المحيط الأسري والأصدقاء وهم بدورهم سينشرون هذه السلوكيات، موضحا أنه سافر اليابان في إطار اتفاقية بين اليابان ومعهد مصدر حيث قضى هناك مدة ثلاثة أشهر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©