الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبير سنغافوري: المفاجآت تأتي بشكل أسرع وتتطلب من الحكومات التخطيط المستقبلي

خبير سنغافوري: المفاجآت تأتي بشكل أسرع وتتطلب من الحكومات التخطيط المستقبلي
17 نوفمبر 2016 00:12
أبوظبي (الاتحاد) استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البطين مساء أمس، محاضرة بعنوان «استشراف المستقبل ومستقبل الحوكمة» ألقاها بيتر هو هاك ايان، مستشار أول مركز المستقبل الاستراتيجي في سنغافورة. شهد المحاضرة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين والدبلوماسيين في الدولة، وحشد من المهتمين المدعوين. وأكد المحاضر أن التحدي الدائم الذي تواجهه الحكومات يتسم بطابع المفاجأة، وكما هي الحال مع غالبية الدول، واجهت سنغافورة الكثير من المفاجآت، والتي تأتي بأشكال عديدة. وسبق أن توقّع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ضرورة أن تستعد الإمارات لمواجهة تغيرات مفاجئة في طريقها. وكذلك الأمر بالنسبة لسنغافورة، فقد قال رئيس وزرائها المؤسس الراحل لي كوان يو: «إن الماضي لم يكن مقدَّراً علينا، وكذلك المستقبل. وكما واجهنا كثير من المشكلات في الماضي، فأمامنا الكثير من المشكلات غير المتوقعة في المستقبل». ووصف الكاتب نيوكولاس نسيم المفاجآت التي يصعب التنبؤ به والتي تؤدي إلى تداعيات هائلة، حيث يسميها «البجعة السوداء»، ومن الأمثلة على هذه المفاجآت: هجمات 11 سبتمبر، وانهيار ليمان برذرز الذي شكّل بداية الأزمة المالية العالمية. وهناك أنواع أخرى من المفاجآت التي تصدمنا باستمرار، وكثير منها ناشئ عن تحيزاتنا الإدراكية. صعوبة التنبؤ بما سيحدث وأضاف: اليوم، أصبحت الصدمات والمفاجآت تأتي بشكل أسرع وبوتيرة أكثر تكراراً، نظراً لأن عالمنا متصل جداً ومعقد للغاية، وإن طبيعة العالم المعقدة تزيد من صعوبة التنبؤ بما سيحدث لأن غالبية السلوك الذي تتمّ ملاحظته في الأنظمة المعقدة هو سلوك عرضي وغير متوقع. وبالتالي يصعب علينا إيجاد طريقنا في مثل هذا العالم. ومن المفيد أن نكون مجهزين بالأدوات الملائمة والعقلية المناسبة كي نتمكن من النجاة ومواجهة المفاجآت على النحو الأمثل. وأوضح أن ثمة العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها لمساعدة الحكومات في إيجاد طريقها في عالمنا المعقد، وأحد هذه الطرق هو استشراف المستقبل. وإحدى أدوات استشراف المستقبل التي نستخدمها في سنغافورة هي تخطيط السيناريوهات. تساعد السيناريوهات على توضيح الأوضاع المستقبلية المحتملة، ولكنها ليست نوعاً من التنبؤ، بل هي بمثابة أداة للتفكير في الأوضاع غير المحتملة ولحثّ صانعي السياسات على التفكير خارج النطاق المريح المعهود وتحدي أساليبهم المعتادة في التفكير. وتعدّ عملية وضع السيناريوهات تمريناً مفيداً يساعد المسؤولين في المعاينة الدقيقة للقوى التي ستؤثر علينا، وكيف أن تفاعل هذه القوى يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة جداً. وأضاف: لكن تخطيط السيناريوهات وحده غير كافٍ لمساعدتنا على التعامل مع عالمنا المعقد والسريع التغير، لذا فنحن نستخدم أدوات أخرى لاستشراف المستقبل من أجل التعامل مع المخاوف المباشرة أو المتوسطة الأجل. وتشمل هذه الأدوات استكشاف الآفاق، والتخطيط المستقبلي القائم على التصور العكسي، ومؤشرات المراحل المستقبلية المختلفة، وغيرها. وهناك أيضاً منصّات يمكنها أن تدعم هذه الجهود مثل الأدوات الرقمية لاستكشاف الآفاق. وفي حين أن استشراف المستقبل قد لا يمكّننا من الحد من المفاجآت، فإننا نعتقد بأنه يساعد على الحد من تأثيراتها عند حدوثها. وفي ختام المحاضرة، أجاب المحاضر على مجموعة من أسئلة الجمهور، أهمها: كيف سيكون المستقبل بعد 20 أو 50 سنة، حيث قال: إن عالم اليوم في تغير متسارع، من الممكن أن يحدث أسرع من خلال التكنولوجيا وتغير المجتمعات، مشيرا إلى أن المستقبل يكمن في الحوارات والمشاورات والتعاون المشترك من أجل وضع السياسات للدول من خلال استشراف المستقبل. وفي سؤال حول ملامح ورؤية الثورة الصناعية الرابعة ودور دولة الإمارات، أثنى المحاضر على خطوات الدولة من أجل إعداد وتكوين أرضية لبناء مستقبل أفضل عبر اتباع سياسات تركز على التنوع والابتكار والتطور من خلال استشراف المستقبل. وحول اختفاء بعض الوظائف في المستقبل، أشار المحاضر إلى أن «مانراه في المستقبل هو أن يكون للحكومة حوار ومحادثات مع العامة ومع القطاع الخاص، حيث إنه لا يوجد احتكار للخبرة وبالتالي فلابد من تدريب القدرات من خلال إجراء برامج تجريبية عديدة والبحث عن خطوات عملية على الواقع من أجل استشراف المستقبل. يشار إلى أن بيتر هو هاك ايان أستاذ مساعد بكلية «اس راجاراتنام» للدراسات الدولية بسنغافورة، وزميل أول بكلية الخدمة المدنية، وتقاعد من دائرة الخدمة الإدارية سنة 2010 بعد فترة عمل تقدر بنحو 34 عاما، ليصبح رئيسا لدائرة الخدمة المدنية فضلا عن مناصب أخرى. كما تولى منصب السكرتير الدائم للشؤون الدفاعية والسكرتير الدائم للشؤون الخارجية والسكرتير الدائم للأمن الوطني والتنسيق الاستخباراتي والسكرتير الدائم للمهام الخاصة في مكتب رئيس الوزراء السنغافوري، إضافة لمنصب رئيس مجلس إدارة سلطة الشؤون البحرية والموانئ بسنغافورة. مشكلات عويصة قال بيتر هو هاك ايان: إن المستقبل المعقد يمهد السبيل لوقوع مشكلات معقدة، يسميها البعض مشكلات عويصة أو مستعصية لعدم وجود حلّ واضح لها، ولأنها تتطلب تضافر الكثير من المعنيين من أجل حلها. ومن الأمثلة على هذه المشكلات العويصة التغير المناخي، والشيخوخة، والتلوث. وللتعامل مع هذه المشكلات، يجب اتباع منهج يبدأ على مستوى الأنظمة نفسها، ومن الضروري توافر قدرات عالية على استشراف المستقبل. ففي سنغافورة، تتعامل الحكومة مع مثل هذه المشكلات بأسلوب يشمل كل أركان الحكومة. وعلى الرغم من أن التنظير أسهل من التنفيذ، فإن ذلك ممكن، ونجحت سنغافورة بالفعل في تنفيذه في العديد من الحالات، مثل التعامل مع مشكلات التخطيط العمراني في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©