الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كابوس بملايين الدولارات

14 يونيو 2012
من بين المنتخبات العربية الستة التي تركب صهوة التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل وقد دخلت حلقتها الثانية، كان منتخب المغرب هو المستثنى الكبير من الانطلاقة الواثقة التي تعزز الثقة في النفس وفي القدرات، فهو الوحيد بين هذه المنتخبات الذي لم يحقق الفوز في أي من المباراتين، هو الوحيد الذي تجمعت له نقطتان فقط، وهو الوحيد الذي خسر أول جولة من التصادم القوي مع المنافس المباشر له على البطاقة الوحيدة الموصلة لآخر شرفة مطلة على كأس العالم منتخب كوت ديفوار عندما سمح للفيلة بالعودة من مراكش بنقطة التعادل. وقد كان رائعا أن تنهض منتخبات مصر، وتونس وليبيا كالمارد من رماده بعد الذي ساد من اعتقاد بأن الاحتقان الذي خيم على هذه الدول الشقيقة وهي تعيش ثورات نمطية في التاريخ السياسي العربي الحديث سيعطل الحركة الرياضية أو لربما سيصيب المشهد الكروي بالسكتة القلبية.. كان رائعا أن يقبض فراعنة النيل بطريقة ولا أجمل على النقاط الست، وكان الأروع من ذلك أن يكسروا شوكة منتخب غينيا بقلاعه، كما كان جميلا أن لا يتثاءب نسور قرطاج في الحصول على العلامة الكاملة من فوزين جديرين بالتقدير على غينيا الاستوائية بمسرح قرطاج وعلى الرأس الأخضر. وتتملك غيرنا الدهشة أن يقود حفدة عمر المختار مجموعة نارية بعد ترويض “أسود” كاميرونية قلما تركع وأن يتصدر “صقور الجديان” مجموعة يوجد بها نجوم غانا السود بسحرتهم الرائعين ومنتخب زامبيا بطل أفريقيا، بينما نتبين نحن بوضوح أن هذه البدايات النموذجية والتي قد يحشر فيها أيضا “محاربو الصحراء” الجزائري الذين حصلوا على فوز أول سقطوا بعده أمام مالي، ما هي إلا إفرازات طبيعية لمقاربات موضوعية على أساسها وضعت استراتيجية فنية هادفة بالأساس إلى مطابقة الذات مع متطلبات المرحلة. شكل منتخب المغرب إذا الاستثناء القاسي والحزين ومثل تعادلاه بكابو أمام غامبيا وبمراكش أمام فيلة الكوت ديفوار عنصر قلق مزمن يستبد اليوم بالمغاربة الذين قبلوا بجريتس البلجيكي مدربا على مضض وتجاوزوا عن الذي ينفق عليه لأنهم وثقوا بخطاب التطمين الذي أذاعه اتحاد الكرة وهو يرتبط بالبلجيكي في مسلسل مثير، خطاب بشر بأن منتخب المغرب سيتحول مع الربان المستورد إلى منتخب معافى، متماسك ومالك للقدرة على إنجاز مشروع الانعتاق. النتيجة الصادمة أن البلجيكي جيرتس أعاد “أسود الأطلس” من كأس أفريقيا للأمم 2012 يجرون أذيال الخيبة وقد أقصوا من دورها الأول ولم يمنحهم من المباراتين الأوليين عن تصفيات كأس العالم 2014 سوى نقطتين من أصل ست نقاط ممكنة، ما يقول إن حلم المونديال أصبح نصفه الأول كابوسا، كابوس بملايين الدولارات.. وإلا بلاش. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©