الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التدخين يتسبب بوفاة 2900 شخص في الإمارات

التدخين يتسبب بوفاة 2900 شخص في الإمارات
10 أغسطس 2018 01:17

سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشف تقرير «أطلس التبغ 2018» الذي تعده الجمعية الأميركية للسرطان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتصدره كل عامين أن أكثر من 2900 شخص بدولة الإمارات ماتوا خلال عام بسبب مضاعفات الأمراض التي يسببها التدخين وفقاً لإحصاءات عام 2016، بواقع 52 حالة وفاة بين الرجال أسبوعيا أي ما يعادل 12.84% من إجمالي حالات الوفاة بصورة عامة بين الرجال في الدولة، ووفاة 5 نساء أسبوعياً من جراء التدخين، بنسبة 6.05% من وفيات النساء بصورة عامة.
ولفت التقرير إلى أن 903 آلاف من الرجال البالغين بدولة الإمارات الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة فأكثر يستخدمون التبغ يومياً وتحديداً السجائر، بنسبة 14.35% من هذه الفئة العمرية، بينما توجد 35.500 امرأة تدخن «السجائر» يومياً، وهو ما يمثل 1.89% من النساء اللواتي أعمارهن فوق 15 سنة في الدولة.
وأظهر التقرير الذي اطلعت عليه «الاتحاد» أن 2300 طفل في الدولة تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة يدخنون بنسبة 1.31% من إجمالي عدد الأطفال في هذه الشريحة العمرية، بينما تدخن 1000 فتاة «من نفس الفئة العمرية للذكور» وتمثلن 0.61%. وكشف التقرير أن العبء الاقتصادي على دولة الإمارات بسبب استخدام التبغ، يصل إلى 1.044 مليار درهم، وهذا العبء يضم تكاليف مباشرة، وهي زيادة النفقات على الرعاية الصحية، وتكاليف غير مباشرة تتمثل في انخفاض الإنتاجية بسبب معدلات الوفاة المبكرة وانتشار الأمراض.
وأشار التقرير في نسخته السادسة إلى أن العوائد المجمعة لأكبر 6 شركات لإنتاج التبغ في العالم العام الماضي، فاقت 346 مليار دولار، ونوه إلى وجود أقل من ألف طن متري من التبغ أنتج في الإمارات، ويمثل إنتاج التبغ نسبة ضئيلة من القطاع الزراعي بالدولة، حيث لا تتعدى الأراضي الزراعية المخصصة للتبغ 0.01%، من إجمالي الأراضي الزراعية بالدولة.
وأوصى التقرير بضرورة أن تكون جهود مكافحة التبغ «مستمرة وقوية» وتصل إلى كل المجتمع، وتدعم بكل المصادر والوسائل للتغلب على هذا الخطر، مشددا على أهمية أن تكون الجهود أكبر لإحداث التغير.
من جهته، قال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع لقطاع العيادات والمراكز الصحية، لـ «الاتحاد»: إن التبغ أحد عوامل الخطورة التي تلعب دورا محوريا وهاما في الإصابة بالأمراض غير السارية كأمراض القلب والشرايين، والسرطان، السكري، الاعتلالات النفسية، ويؤثر التبغ على البيئة والاقتصاد، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بجهود كبيرة في مكافحة التبغ، حيث يعد جزءا هاما وحيويا للحفاظ على الصحة العامة، وحماية الأرواح وقد تم إدراج سياسات مكافحة التبغ ضمن استراتيجية الوزارة، كما أن الوزارة هي الجهة المسؤولة عن تحقيق مؤشر خفض استهلاك التبغ للأجندة الوطنية 2021 ولتحقيق أفضل النتائج وذلك وفقا لمنهجيات واستراتيجيات مكافحة التبغ لمنظمة الصحة العالمية.
ونوه الرند، إلى تنظيم الوزارة، حملات التوعية بمخاطر استخدام التبغ مثل: اذكي من أن تبدأ، وكل التدخين ضار فلتكن صاحب قرار، واهتم صحتك اهم، وتطبيق أبطال الصحة، وانا ودرت والحين دورك، والعديد من الحملات، مشيرا إلى تشجيع الإقلاع عن التدخين من خلال إنشاء وتعزيز خدمات الإقلاع عن التدخين في مختلف إمارات الدولة، وتدريب وتمكين الموظفين وإعداد دلائل العمل بخدمات الإقلاع عن التدخين، وإدخال أدوية حديثة، وإدخال الاستفسار عن حالة التدخين في جميع منشآت الوزارة لتشجيع التدخل المبكر والتشجيع على الإقلاع عن التدخين.
وتطرق إلى جهود التشريع ووضع السياسات الرامية للحد من استهلاك التبغ، وكان نتيجة ذلك صدور القانون الاتحادي بشأن مكافحة التبغ وقرار مجلس الوزراء 34/‏2013، وقرار تغليف وتوسيم التبغ، ومواصفات أنواع من التبغ كالمعسل والدوخة، وكذلك قرار وضع الضريبة على منتجات التبغ.

فريق عمل للتواصل مع الجهات المحلية
قالت الدكتور وداد الميدور، الخبير بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، والمتابع لملف مكافحة التبغ بالوزارة،: قامت الوزارة بتشكيل فريق العمل للتواصل الجيد بين مختلف الجهات المحلية التي تزيد على 20 جهة لتنسق الدعم لتطبيق الجيد للقوانين، مما نتج عنه حماية المجتمع بتوفير أماكن خالية من التبغ وانبعاثاته، وتنظيم بيع منتجات التبغ حتى أصبحت لا تباع في البقالات في إمارتي الشارقة وعجمان، ويقتصر البيع على محلات التجزئة الكبرى.
وأكدت الميدور، انه لا يباع التبغ للقصر ولا يباع في المحلات القريبة من المدارس، وقد تم تعديل أوضاع وإزاله عدد من المقاهي المخالفة لمتطلبات اللائحة التنفيذية، ويمنع اصطحاب الأطفال والحوامل للمقاهي، لافتة إلى أنه يتم عمل المسوحات الدورية باستخدام التبغ بين البالعين واليافعين والنتائج جيدة حيث تم خفض استهلاك التبغ بين فئة اليافعين من 21% في 2002 إلى 16% في 2013، وخفض استهلاك التبغ بين البالغين من 28% في 2003 إلى 21% في 2010.
ونوهت إلى جهود دولة الإمارات في مكافحة التبغ، أبرزها ما تم مؤخرا، بوضع ضريبة انتقائية على منتجات التبغ في أكتوبر 2017، ومنع الدعاية والإعلان والترويج المباشر عن منتجات التبغ. وأضافت: لدينا حاليا 12 عيادة لمكافحة التدخين في مراكز الرعاية وعيادة في مستشفى القاسمي، وفي عام 2018 تم افتتاح عدد 2 في عجمان والشارقة، ونخطط لزيادة عدد 4 عيادات في عام 2019، وسننظم في النصف الثاني من العام الجاري دورة تدريبيه لعدد 30 مدربا في علاج الإدمان على النيكوتين بالتعاون مع مركز الملك حسين للسرطان ومايو كلينك، وكذلك إعادة مسح استخدام التبغ بين اليافعين، بالإضافة إلى تفعيل تطبيق إجراءات حظر الإعلان غير المباشر «مشاهد السينما والمسلسلات».
ولفتت الميدور إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تحديث مواصفة تغليف التبغ لزيادة حجم الصور التحذيرية 70% بدلاً من 50%، بالإضافة إلى استمرار التنسيق مع مختلف الجهات لمتابعة تطبيق إجراءات مكافحة التبغ، مشيرة إلى أن خطط الوزارة في العام القادم لمكافحة التدخين، تتضمن الاستمرار في تفعيل فريق مكافحة التبغ، وتفعيل التطبيقات الإلكترونية في مكافحة التبغ، بالإضافة إلى مشروع التغليف المبسط لمنتجات التبغ.

250 مادة سامة
أوضح براسانث مانغات، الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي لمجموعة «أن أم سي» هيلث المحدودة، ان العبء المالي الناجم عن فقدان الإنتاجية وتكاليف الرعاية الصحية، يُقدر بنحو 2 تريليون دولار أو ما يعادل 2% من إجمالي الناتج الاقتصادي العالمي وذلك على الصعيد العالمي، وخلال السنوات الماضية حدث ارتفاع مفاجئ في عادة التدخين في الإمارات، ولذلك تم تطبيق الضريبة الانتقائية على التبغ خلال الربع الرابع من عام 2017، بغية دفع المزيد من المدخنين على الخروج من السوق وتشجيعهم على الإقلاع عن التدخين.
وأكد مانغات أن التدخين يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بل قد يمثل مؤشراً خطيراً مباشراً لسرطان الرئة، حيث إن دخان التبغ يتألف من مزيج من أكثر من 4000 مادة كيميائية، منها 250 مادة سامة، وما لا يقل عن 50 مادة تسبب السرطان.
ولفت إلى أن الغالبية العظمى من حالات الوفاة بسبب التدخين في دولة الإمارات جاءت بين الرجال بنسبة 92%، فيما توفي 8% فقط من النساء جراء التدخين، متوقعا أن يحدث انخفاض في أعداد المدخنين، بعد تطبيق الضريبة الانتقائية، الا انه حذر من أن تتفاقم المشكلة نظرًا للاستخدام المتزايد للسجائر الأرخص ثمناً، مما يجعل المدخنين عرضة لأكبر قدر من الآثار الضارة للتدخين.

5 دقائق من العمر
ذكر الدكتور شريف فايد، استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الزهراء دبي، أن الدراسات أثبتت أن المدخن المنتظم يفقد 5 دقائق من عمره مقابل كل سيجارة يدخنها، وان معدل وفيات المدخنين ضعف وفيات غير المدخنين، وحجم ضحايا التدخين بلغ 3,5 مليون شخص سنويا حسب آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية، ولفت إلى أن 85% من حالات سرطان الرئة تحدث بين مدخنين، فيما يظهر سرطان الحنجرة بنسبة 10% لدى المدخنين أكثر من غيرهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©