الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

اليوم..تحري هلال رمضان من جبل حفيت

اليوم..تحري هلال رمضان من جبل حفيت
16 يونيو 2015 07:25
أحمد السعداوي (أبوظبي) مع غروب شمس الليلة تتطلع أعين الكثيرين من المهتمين بالفلك وعلومه إلى أعماق السماء، محاولين استشراف هلال شهر رمضان المعظم، والتعرف بدقة على مدى ظهوره والساعة التي يظهر فيها على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حتى يشرعوا في صوم أيامه وقيام لياليه، ومن أبرز فلكيي الإمارات الذين يترقبون بشغف هذا اليوم من كل عام، نزار سلام، رئيس مرصد الإمارات الفلكي، الذي سيقوم بعملية التحري اليوم باستخدام 5 تليسكوبات فلكية في أعالي جبل حفيت بمدينة العين. الهلال الدقيق يقول سلام، إن عملية التحري ستبدأ من على ارتفاع 1100 متر في قمة جبل حفيت، باستخدام مرصد الإمارات الفلكي، وهو تقليد صار عليه منذ سنوات عديدة بهدف المساهمة في إدخال الفرحة على قلوب المسلمين في كل مكان، ومعايشة الأجواء الجميلة لاستقبال الشهر الكريم التي تصاحب الإعلان عن رؤية ظهور هلال رمضان. وستوجه 5 تليسكوبات فلكية إلكترونية نحو الأفق الغربي، وتستخدم كاميرا فلكية لتصوير منطقة تواجد الهلال، وسيجري إرشاد الجمهور لآليات وتقنيات رصد الأهلة باستخدام الحسابات والأجهزة الفلكية والبرامج الرسومية، التي تحاكي الواقع كحركة القمر حول الأرض، وخلال عملية التحري سيرصد كوكب الزهرة وكوكب المشتري قبل وبعد غروب الشمس. ويفصل طريقة رؤية الهلال، بقوله: إن إحداثيات موقع مرصد الإمارات الفلكي تأخذ إمارة أبوظبي كمرجع جغرافي لحساب بيانات القمر، ونجد أن الاقتران وهو وقوع الشمس والقمر والأرض على نفس خط الطول السماوي وهنا يكون الوجه المظلم للقمر مواجها للأرض «محاق» ويحدث بمشيئة الله قرابة الساعة السادسة و6 دقائق مساءً بنفس ليلة التحري، ويغرب القمر في هذا اليوم الساعة السابعة مساءً بينما تغرب الشمس الساعة السابعة و12 عشر دقيقة، وعليه نجد أن الشرط الجوهري في تحري الهلال «وهو غياب القمر بعد الشمس» لم يتحقق في هذا اليوم لأن القمر غاب قبل الشمس بنحو 12 دقيقة، ناهيك عن شروط الرؤية الأساسية الأخرى مثل البعد الزاوي بين الشمس والقمر «الزاوية المحصورة بين الخط الواصل بين الراصد والشمس والخط الواصل بين الراصد والقمر، حيث من المفترض أن لا تقل عن 8 درجات»، ويعتبر هذا الشرط مسؤولاً عن إمكانية مشاهدة شكل حرف الهلال الدقيق، وهو ما لن يتحقق خصوصاً وأن القمر يكون وقتها تحت الأفق، بالإضافة إلى شرط عمر القمر «أي أن يفارق القمر اقترانه مع الشمس والأرض باتجاه الشرق»، بحيث لا يقل عن 12 ساعة لكي يرى بالتليسكوب و15 ساعة لكي يرى بالعين المجردة وفي يوم التحري لن يزيد عمر القمر عن 66 دقيقة ناهيك عن أن القمر تحت الأفق. مشاهدة مستحيلة وعليه فإن جميع دول العالم الاسلامي بما فيها الدول العربية لن تتمكن من رؤية الهلال، سواء تلك الموجودة في شرق او غرب الكرة الأرضية، حيث سيغرب القمر في معظم الأحوال، أما قبل أو مع غياب الشمس وفي جنوب وغرب الكرة الأرضية يغرب القمر بعدها بدقائق معدودة فقط لاتسمح بمشاهدته بأكبر التليسكوبات الأرضية. إلا أن مشاهدته تعد ممكنة باستخدام التلسكوب من أقصى غرب المحيط الهادي، ولكن هذه المشاهدة لا تعنينا خصوصا وأن دولاً إسلامية في الشرق تكون قد بدأت يوماً هجرياً جديداً. التلسكوب والعين ويوضح سلام، أنه من المعلوم أن أجهزة التليسكوبات تستخدم مرايا أو عدسات لتجميع الضوء الصادر من النجوم وليس تقريبها، وهي ليست قادرة بأي حال من الأحوال على إظهار ما هو مخفي إن كان بسبب السحب الكثيفة أو نتيجة لتضاريس أرضية طبيعية تعيق وصول الضوء او في حال كان الجرم السماوي المرصود ذو لمعان خافت بالنسبة لقدرة التلسكوب أو في حال كان الجرم المرصود تحت الأفق، وإذا ما أخدنا هذا التعريف لآلية عمل التليسكوب نجد أنه يقارب في عمله عمل العين البشرية باستثناء أنه أكثر دقة وأقوى منها ويتأثر بالعوامل الجوية بشكل أقل منها.. وما يدعو للدهشة ظن بعض العامة من الناس أن العين البشرية أقوى من عدسة التليسكوب وهذا مناف للواقع لأنه من الناحية العلمية والعملية لا يمكن لعين الإنسان والتي تصل فتحة الحدقة فيها بالظروف الطبيعية إلى 5 ملم أن تتغلب على سبيل المثال على تليسكوب مرصد الإمارات الفلكي بقطر عدسته الذي يصل إلى 600 ملم، وبحساب رياضي سريع سنجد أن هذا تلسكوب مرصد الإمارات الفلكي سيكون أفضل من عين الانسان بنحو 2,304 «الفان وثلاثمئة وأربعة» مرة في نسبة تجميع الضوء الصادر من القمر، ومع ذلك لن يتمكن التلسكوب في تحدي قوانين الطبيعة ورصد الهلال تحت الأفق بعد غياب الشمس أو في حال كان القمر في منطقة وهج الشمس وهذا ما سيحدث مساء اليوم. سيناريو ليلة الرصد ويورد أنه بالرغم من الاستحالة المطلقة لرؤية الهلال من الناحية العلمية إلا أنه وعملا بالسنة النبوية الشريفة سيتم تحري هلال رمضان 1436 من قمة جبل حفيت بمدينة العين ومن على ارتفاع 1100 متر باستخدام المراصد الفلكية الخاصة بمرصد الإمارات الفلكي المتحرك. ونجد أنه إذا ماقمنا بيوم التحري، وبعد غياب الشمس بتوجيه أي من التليسكوبات الفلكية الروبوتية التي تحوي قاعدة بيانات تفصيلية لمواقع أكثر من بليون جرم سماوي نحو القمر فإن نظام التحكم بالتليسكوب الإلكتروني سيقوم بتنبيه الراصد برسالة نصية مفادها ان القمر قد غرب عن أفق الراصد، علما بأننا إذا قمنا بتوجيه أمر للتليسكوب للتوجه نحو مجرة اندروميدا، التي تبعد عنا 2.5 مليون سنة ضوئية سيتم التوجه اليها بدقة الثواني القوسية فقط وتوسيطها في عدسة التلسكوب كإثبات على دقة الحسابات الفلكية، ناهيك عن القمر على بعد 384 ألف كم تقريباً، إذا في يوم التحري سيتحتم علينا توجيه التليسكوب الإلكتروني بشكل يدوي لجهة الغرب والبحث بالقرب من منطقة غروب الشمس بشكل رأسي. ويؤكد سلام، الحائز عضوية الاتحاد العربي لعلوم الفضاء، وممثل الإمارات في منظمة فلكيين بلا حدود، أن تميز هلال أول الشهر مسألة صعبة جداً، لأنه في غالب الأحوال يبدو عبارة عن خيط رفيع حاد ومقوس الشكل وقريب جدا من مستوى الأفق ويلعب الغلاف الجوي خصوصا طبقة التربوسفير المليئة بالغبار والأتربة والدخان بالإضافة للرطوبة والسحب دور كبير في حجبه، والكثير من الشهود من عامة الناس لا يملكون خبرة كافية في تحري الأهلة وغير مدربين على آلية النظر والبحث في السماء ويقعون في كثير من الأحيان في الظن والتوهم خصوصا مع كثرة التركيز ومع ذلك يتقدمون بشهاداتهم ويقسمون عليها بحسن نية وكمقارنة فإن أجدادنا وآباءنا الأولين كانوا يعلمون الكثير عن حساب حركة القمر حول الأرض ومنازله وأوجه القمر ومواقع النجوم بالنسبة للكواكب وبعضها البعض بل كانوا يعتمدون عليها للاستدلال في كل رحلاتهم وكانت أعينهم مدربة بشكل فطري على تتبع حركة القمر خلاف عما هو عليه الحال الآن. حسابات فلكية وفي كثير من الأحوال، ومن واقع خبرة سنوات عديدة مضت، وجد أنه بعد السماع لشهادة الرآئي عن موقع وهيئة ومواصفات الهلال الذي رآه، يتبين أن ما تراءى له هلالاً كان مجرد انكسار لأشعة الشمس بين السحب أو بخار أو دخان لطائرة نفاثة أو سحب أو ظاهرة جوية وربما مناطيد خاصة بالتنبؤ بالطقس. وهنا لابد من رد شهادة هذا الرائي وعدم حسابها. وتبعا لما سبق فإنه بناءً على الحسابات الفلكية السابقة نجد أنه من المستحيل رصد الهلال بكافة الأدوات البصرية المعتمدة وعليه بالنسبة لجميع الدول العربية والاسلامية التي تشترط رؤية الهلال لبداية الشهر العربي، فإنه من المفترض أن يعلن تعذر مشاهدة هلال رمضان اليوم، وأن يعلن غداً الاربعاء 17 يونيو متمما لشهر شعبان، على أن يكون الخميس 18 يونيو أول أيام شهر رمضان المبارك. فلكياً.. دول العالم الإسلامي لن تتمكن من رؤية الهلال نزار سلام تطبيقات الهواتف يشير نزار سلام، رئيس مرصد الإمارات الفلكي، إلى أن معطيات الحسابات الفلكية أصبحت متوافرة في جميع تطبيقات الهواتف والساعات الذكية، وهذه الحسابات ليست دقيقة فقط في تحديد شروق وغروب الأجرام السماوية بل وبتوجيه الراصد إليها بسهولة ويسر. * كادر/ أطول نهار في أبوظبي أطول أيام النهار ستكون 13 ساعة و39 دقيقة، تستمر لحوالي أسبوعين من بداية الشهر الكريم، وتبدأ بالتنازل تدريجياً، إلى أن يصل أقصر أيام النهار 13 ساعة و30 دقيقة تقريباً بآخر أيام الشهر الفضيل. صور حصرية لهلال نهاية شعبان قال نزار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، إن المرصد تمكن من التقاط صور حصرية في منتصف الظهر لهلال شعبان بعمر 28 يوماً، التقطت الصور بواسطة تلسكوب فلكي بقطر 600 ملم وآخر بقطر 132 ملم، واستغرقت عملية التصوير نحو 4 ساعات، موضحاً أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن القمر سيغرب من معظم الدول العربية والإسلامية قبل غروب شمس 16 يونيو 2015 باستثناء بعض الدول الأفريقية «نيجيريا، موريتانيا، السنغال»، حيث سيغرب القمر بعد الشمس بدقائق معدودة، وبجميع الأحوال من المستحيل مشاهدة الهلال حتى بأكبر التلسكوبات الفلكية، وعليه فإن الدول التي تشترط رؤية الهلال ستعلن الأربعاء متمماً لشهر شعبان على أن يكون الخميس غرة الشهر الفضيل. وأضاف سلام أنه من خلال الصور الملتقطة والحديثة للهلال، يمكن الجزم بأن مشاهدة الهلال اليوم الثلاثاء أمر غير ممكن وفي غاية الصعوبة، «والله أعلم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©