الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إياد محفوظ يسرد تفاصيل فردية من حكاية صبي يمسح أحذية

إياد محفوظ يسرد تفاصيل فردية من حكاية صبي يمسح أحذية
17 يونيو 2011 00:14
استضاف نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقر الاتحاد، على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول القاص السوري إياد جميل محفوظ في قراءة قدم خلالها قصته “صورة طبق الأصل” ضمن النشاط الأسبوعي للنادي، وقدّمه الروائي والناقد المصري عبدالفتاح صبري. وأشار صبري إلى أن “صورة طبق الأصل”، قصة ذات لغة “متفجرة” وتنطوي في داخلها على عدد من القصص أو المشاهد القصصية التي من الممكن التعامل معها بوصفها قصصاً منفردة. ثم قرأ إياد جميل قصته التي جاءت في ثلاث صفحات من السرد المتواصل غير المتقطع من ذلك النوع الذي يولي اهتماماً حقيقياً بالنثر بوصفه جملة بُنى تركيبية ونحوية لافتة للاهتمام بإيقاعها الخاص. وتتحدث “صورة طبق الأصل” عن تفاصيل فردية صغيرة لدى صبي أو فتى يعمل ماسح أحذية، وهي مهنة انتقلت إليه بالوراثة، لكن القصة أيضاً ليست تداعيات أو ردود فعل مباشرة للصبي على الواقع وقسوة العالم المحيط به وما ينوء به كاهله الصغير من مسؤوليات تجاه الأم، أي الأسرة التي يبقى حضورها طفيفاً، أو من صندوق تلميع الأحذية الذي يطوف به في السوق. وثمة العديد من الرموز على مستوى الأمكنة والأسماء والأشياء التي يوظفها القاص في قصته تجعل من التأويل ذي مستويات متعددة بدلالاتها المرتبطة بشخصية الصبي وتقلبات حياته وأشواقه العليا، من اسمه “آدم” ثم صديقته المرآة التي تتحدث إليه دائماً بنوع من القسوة والبئر والصبي الشبيه ورقص الزار، وكل هذه الرموز تبدو محورية جداً في توصيف شخصية الطفل بالإيحاء والمواربة، وكذلك بالنسبة لتحولات القص نفسه، بحيث السرد تبعاً لهذه الرموز ودلالاتها مقنعاً بانتقالاته المفاجئة والمقنعة أيضاً. ولعل الوعي بالكتابة بوصفها شركاً يقود القارئ إلى متاهة السرد هي أفضت بصاحبها القاص إياد جميل محفوظ إلى ما يمكن وصفه بفانتازيا حلمية مشحونة بمعالجات فنية، حيث تتوالى المَشاهد لتقييم البناء الفني للقصة في سياق هندسي مدروس، كما لو بناء على منطق رياضي خاص بها مستفيدة في الوقت ذاته من اللقطة السينمائية، حيث من الممكن التقاط أربع وعشرين صورة لكل ثانية إنما مع اختلاف طفيف في السرد يقوم على تداخل المشاهد وانبثاقها واحداً من الآخر حتى لكأن المشهد الواحد هو إحالة من نوع ما إلى ما يختزنه لا وعي الشخصية الرئيسة من رموز. في الوقت نفسه، من الصعب القول إن القصة غامضة أو إن الغموض فيها قائم على منطق أن الغموض هو بلاغة المقموعين، على ما قالت العرب قديما، بل إنها كما تأويل الحلم الذي لا يمكن تفسيره، بل هو قابل للقسمة على أكثر من تأويل، إذ إن النص رغم مفاتيحه العديدة متمثلة بالرموز ودلالاتها، كما لو أنها رئتي الرؤيا الحلمية التي يتنفس بواسطتهما السرد والتي يعيشها الصبي ماسح الأحذية على السواء، لتعبر جميعاً عن “واقع” الصبي على ما هو عليه. من أجواء القصة نقتطف التالي: “عند أحد التقاطعات شاهد رجالاً أشداء.. لاحظ أن أياديهم الغليظة تحمل زجاجات مكرعة بالدم القاني.. لم يكترث لهم لولا أن التقطت عيناه فتى مسجى فوق راحات ناعمة.. كانت النسوة يتبعن الرهط الأول بخطوات صامتة. انتابته رعشة خفيفة، فقد ظنّ أن ذلك الفتى قد عاد مجدداً.. حاول تبيّن ملامحه.. لم يفلح.. دنا منهم.. وإذ بهم يتبخرون بطرفة عين. استولى عليه شيء من الانقباض.. تبدد حين طبع بصره صورة فتاة تلبس زياً أبيض خالصاً.. تمشي بخطى رشيقة وهي تسحب خلفها كلباً ضخماً ذا بشرة داكنة.. لمْ يدْرِ لِمَ تعلق بها، فقد مرّت أمامه كالبشرى”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©