الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

النص الدرامي الإماراتي يبحث عن الطريق الصحيح إلى البنية الاجتماعية

النص الدرامي الإماراتي يبحث عن الطريق الصحيح إلى البنية الاجتماعية
17 يونيو 2011 00:13
يقع على كاهل النص الدرامي مهمة تمثل المعطيات والمتغيرات في البنية الاجتماعية والثقافية عبر عرضها، وإيجاد الحلول الموضوعية التي تنسجم مع الرؤية الاجتماعية التي يعيشها النص. وفي الإمارات، يقدم الفنانون الإماراتيون أعمالهم الدرامية المسرحية والسينمائية والتلفزيونية ضمن محاولات دائمة لتجسيد المتغير الاجتماعي في نصهم الدرامي، والذي بالتأكيد يمر أحياناً في معضلات إبداعية، تتجسد في الفكرة ونوع القضية التي يناقشها النص. “الاتحاد” استطلعت آراء أربعة من الكتاب والمشتغلين في هذا الحقل، وطرحت تساؤلات تتعلق بالنص الدرامي الإماراتي في المسرح والسينما والتلفزيون، وأين يقف الآن؟ وإلى أين يتجه؟ وماهي البنى التي يحاول تجسيدها؟ ومدى مقاربته للواقع والتغيرات الاجتماعية وكيف يتشكل خطابه؟. العصر الاستهلاكي يقول الكاتب والسيناريست محمد حسن أحمد” يقف النص الدرامي اليوم تحت وطأة عدة إشكاليات، منها اتجاه كل الفنانين الى التمثيل والإخراج، واتجاه القنوات التلفزيونية المحلية الى الإنتاج للخارج، وشراء نصوص مستوردة للتلفزيون، وهذا ما شكّل غياب الثقة، وهو بالأساس مفقود، لأن الكتابة تحتاج الى دعم معنوي كبير ليستمر كمشروع، إذاً النص يواجه إشكالية درامية هي نفسها تحتاج إلى من يكتبها، قبل أن تكون دراما مفتوحة على الحياة، فلا يوجد مؤلف نص درامي يكتب لنفسه لأن النص الدرامي هو نص ذاهب للمخرج، وفريق العمل، ولايمكن أن نحوله إلى نص أدبي كل الوقت للقراءة، وهذا ما يجعل النص الدرامي اليوم يتجه إلى الخمول والانتظار، وأتمنى أن تكون لدينا الشجاعة الكافية بأن نطلب من القنوات الإماراتية أن تدعم المؤلف الإماراتي لأننا نملك مبدعين كباراً، ولأن الممارسة في النص الدرامي هي حراك ضمن الوعي، ففي كل عمل هناك نضج تراكمي يستوعبه المؤلف ليكون لدينا عمل درامي جيد في المستقبل، وهذا الفهم يلاحق صناعة الأفلام بدولة الإمارات” ويضيف أحمد” النص الدرامي هو النص الذي يشكّل ويصور البنية المجتمعية في المنطقة الصادقة التي يحفر فيها، وأظن وهذا الكلام أقوله بصريح العبارة بأن نصف مسلسلات الخليج ضعيفة درامياً، والنصف الآخر جيد، وفي الإمارات كان البطل دائماً هو النص المسرحي، والآن نجد أن النص السينمائي مميز، وربما السينما نفسها، هي أكثر تميزاً رغم سنوات عمرها وقلة الإنتاج فيها”. مجاميع فنية أما الكاتب التلفزيوني علي إبراهيم فيقول “أجد أن الدراما التلفزيونية حكر على مجاميع فنية، وبالضرورة لا يسمح ذلك لكثير من الفنانين المبدعين عرض تجاربهم في أعمالهم المنجزة”. ويشير ابراهيم إلى أهمية دخول الفنان إلى ساحة الدراما التلفزيونية ولهذا، فإنه يجد أن الدراما الإماراتية تبحث عمن يحاول تبنيها دون النظر إلى كون الكاتب جديداً بالرغم من أنه يقدم سيناريو فيه من الحداثة والابتكار والأفكار الجديدة البحتة التي لم يصل إليها الكثير من الفنانين المخضرمين في ساحة الكتابة الدرامية التلفزيونية”ويضيف “نعم هناك شركات كثيرة تريد أعمالاً محلية من التراث والحداثة والطرح الاجتماعي، إلا أننا لا نجد تعاوناً من كثير من القنوات التلفزيونية، وهذا ما يولد الإحباط حقاً”. ويؤكد ابراهيم أن الدراما التلفزيونية بالرغم من امتلاكها نصوصاً جيدة، وشباباً قادرين على إنجازها، إلا أنها لاتزال تراوح في مكانها. ويتابع أن هناك مخرجين من الإمارات يشتغلون في حقل الدراما التلفزيونية يمتلكون خبرة لابد من الالتفات إليها بصدق. تجارب الناس من جهته يقول المخرج والممثل المسرحي ابراهيم سالم “أولاً إن قراءة النصوص سواء إماراتية، أو عربية تمر بمرحلة الاتجاه إلى البنى الاجتماعية كونها ضرورية، ويجب أن نختصر تجارب الناس في العمل الفني”. ويضيف “لقد تعاملنا مع النصوص العربية، ومن قبل ذلك مع المخرجين العرب، ووجدنا أن هناك استفادة أكاديمية على مستوى التمثيل والإخراج والتأليف، ولكن تبقى هناك مسألة مهمة وهي الغربة بيننا، وجمهورنا المحلي الذي يريد الصدق دائماً، بينما نجد الفنانين يعيشون حالات الاستسهال، وعدم المعرفة في التعامل مع الدراما، وهم بذلك لا يمتلكون القدرة على التعامل مع التراجيديا بصورة حقيقية وموضوعية، لذلك نجد المبالغات وتشابه الأعمال في الأداء، أو الكتابة أو حتى الإخراج وتكرار التجارب الموجودة يؤثر على ذلك، في حين أننا في الكوميديا نجد هناك استسهالاً لسبب محاولة الكاتب تنفيذ رغبة الجمهور تحت مبدأ “الجمهور عايز كدة” وعليه، فإننا نتجه إلى أعمال مسفة ونقول عنها كوميديا”. وأضاف “يجب أن نفهم أن هناك مسرحية، وكوميديا أو تراجيديا، وليس عملاً مسرحياً، وعليه يجب أن نبحث عن الصدق لمخاطبة الناس بطرق مختلفة عن ذلك، فلا يعد هذا فناً، ولهذا أجد أن المسرح الإماراتي على مستوى النص يعيش الآن حالة الشكل المقبول والجيد، وهذا بفضل الدعم الذي يجده الفنانون من القائمين على الثقافة في الإمارات”. مشروعية النص من جانبه يقول الممثل والمؤلف حميد فارس “أجد أن النص الدرامي المسرحي يلامس في كثير منها الواقع والشارع العربي، ولكن هناك من التفاصيل ما يقع فيها المؤلف في حيرة، وهي كيفية طرح الفكرة التي تجسد الموضوع إذ نجد بعض المواضيع قد تكون حساسة جداً، ولهذا يرمز لها الكاتب أو يمسها مساً خفيفاً أو يهرب بها إلى مضامين التراث، حيث يعتبره قناعاً لكشف ما هو آت، وهذا ما نجده في المسرح الكلاسيكي والحديث”. ويضيف “أجد أن أغلب نصوص الدراما المسرحية هي قريبة من البنى الاجتماعية، وتلامس مشاكلها وتطرح الحلول لهذه المشاكل وهذا جزء من مشروعية النص الدرامي”. ويضيف “منذ السنوات الخمس الأخيرة، بدأ النص الدرامي يتجه إلى التصاعد، خاصة بوجود مهرجانات شبابية مشجعة على إنتاج نصوص درامية قوية، متنافسة، وأجد أن هذا التنافس يخلق إبداعاً وتطوراً في النص الدرامي الإماراتي”. ويؤكد حميد فارس أن الخطاب الدرامي الإماراتي يمتلك حداثة مع تطورات البلد بشكل عام لمواكبة الحداثة العالمية، وهذا ما يخلق لدينا رؤية أكثر عالمية تندرج تحت فضاء الثقافة العالمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©