الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

كيف تؤدي المناسك.. حتى يكون الحج صحيحاً؟

كيف تؤدي المناسك.. حتى يكون الحج صحيحاً؟
10 أغسطس 2018 00:14

القاهرة (الاتحاد)

في الحج يعقد المسلم النية إلى قصد بيت الله الحرام،‏ والحج من أركان الإسلام‏، وهو عبادة العمر،‏ وتعد الشعائر والمناسك تربية عملية على الطاعة التامة لله‏،‏ والإخلاص في العبودية له، والامتثال لأمره‏، وهناك العديد من الآداب والأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها الحاج، ومنها التجرد‏ وأن ينأى بنفسه عن هموم الحياة لتصفو نفسه وتسمو روحه.
ومناسك الحج وأحكامه من آخر ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، بعد أن بلَّغ ما أُنزل إليه من ربه على أكمل وجه وأتمه، وهنا يقدم العلماء شرحاً وتوضيحاً للمناسك والآداب التي ينبغي للحاج التحلي بها في جميع المراحل حتى يكون الحج صحيحاً ومقبولاً بإذن الله.

أركان أساسية
بداية يقول الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، للحج أركان أساسية لا يكون إلا بها وهي: الإحرام، الوقوف بعرفات، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة، ويضاف إليها ركن آخر عند الشافعية وهو الحلق أو التقصير، والإحرام هو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج، كالتلبية أو التجرد، والوقوف في عرفة، يوم التاسع من ذي الحجة، وطواف الإفاضة ويبدأ وقته من فجر يوم العيد، والسعي بين الصفا والمروة، ومن أراد الإحرام بالحج فعليه أن يحرم في الوقت المحدد فلا يتقدم أو يتأخر، ومن المواقيت المكانية وهي ذو الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل الشام والمغرب وأفريقيا، يحرمون الآن من رابغ، ثم يلملم «السعدية» لأهل اليمن وأهل الجنوب في المملكة، وقرن المنازل «السيل الكبير» لأهل نجد والخليج، وذات عرق لأهل العراق والبصرة، وأما أهل مكة فيحرمون للحج من منازلهم.
وأضاف: لا يجوز تجاوز الميقات بلا إحرام لمن أراد النسك، بخلاف من لم يرد وكان ذاهباً إلى مكة للتجارة ونحو ذلك، ولا بأس من الإحرام قبل الميقات المكاني، ومن كان مسافراً عن طريق الجو ونحوه فإنه يحرم إذا حاذى ميقاته، والإحرام هو نية الدخول في النسك من حج أو عمرة وليس مجرد لبس الإزار والرداء ونحوهما، ويستحب التلفظ بتعيين نية النسك كقول المحرم «لبيك اللهم عمرة أو لبيك اللهم حجا أو لبيك اللهم حجا وعمرة»، وإن لم يتلفظ بها فلا بأس.
وأوضح أن هناك سنن وآداب ينبغي الأخذ بها قبل الإحرام، منها التنظف من تقليم أظافر، والقص والحلق ونحو ذلك، والاغتسال والتطيب في البدن لا في ثوب الإحرام، وإظهار التلبية بالنسك الذي يريد من تمتع أو قران أو إفراد فيتلفظ بتعيينه، والإحرام عقب صلاةٍ، فرضاً كانت أو نفلاً وليس هناك صلاة خاصة للإحرام، ولباس الإزار والرداء الأبيضين للرجل، وأما المرأة فتحرم بثيابها العادية من دون تخصيص لون معين. ولفت إلى أنه يحظر على المحرم أخذ شيء من الشعر أو الأظفار أو البدن، والتطيب في الثوب أو البدن، وقتل الصيد البري أو الإشارة إليه أو الصيد لأجل المحرم، ولبس المخيط للرجال، وأما الحزام والساعة والنظارة والخاتم والنعلين ونحو ذلك فلا حرج فيها، ويمكن لبس الخفين إذا لم يجد النعلين، ولا يغطي الرأس بملاصق لغير حاجة كالعمامة ونحوها بخلاف المظلة ونحو ذلك فلا حرج فيه.
وأشار إلى أنه يحظر على النساء، لبس النقاب ومثله البرقع، والقفازين بخلاف الجوارب فلا حرج فيها للمرأة خاصة، ولكن إذا كانت في حضرة أجانب فإنها تغطي وجهها ويديها بثيابها، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان الركبان يمرون بنا ونحن حرمٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسدل إحدانا جلبابها على وجهها».

أنواع الأنساك
وأكد الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار علماء بالأزهر الشريف، أن المسلم مخير بالإجماع بين الإحرام بأحد الأنساك الثلاثة وهي «التمتع»، بأن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج ثم يحل منها فيحرم بالحج دون أن يرجع إلى أهله، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم عمرة» فيأخذ عمرته حتى إذا فرغ منها أصبح قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام فيبقى كذلك حتى اليوم الثامن وهو يوم التروية فيحرم بالحج من مكانه الذي هو فيه ويؤدي أعمال الحج.
وقال: «الإفراد»، بأن يحرم بالحج وحده في أشهر الحج، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجا» فيطوف ويسعى لحجه فقط وله أن يطوف عند قدومه مكة استحبابا، فيبقى محرما وملبيا حتى يرمي جمرة العقبة ثم يقطع التلبية فيحلق رأسه أو يقصره والحلق أفضل وأولى ثم يطوف طواف الإفاضة، ويسعى، فيكون بذلك قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام، ولا هدي عليه.
وأشار إلى أن «القران»، بأن يحرم بالحج والعمرة معاً، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجا وعمرة» فيعمل مثل أعمال المفرد إلا أن عليه هديا وكسب عمرة مع حجته.. ويبدأ الحاج أو المعتمر بطواف القدوم، بعده يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن أمكن وإلا صلاهما خلفه بعيدا أو في أي مكان من المسجد الحرام، يقرأ سورة الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الثانية ويشرب من ماء زمزم.
يوما التروية عرفة
ويضيف د. واصل: يوم التروية الثامن من ذي الحجة، يوم عظيم من أيام الحج، فيه يسير الحاج إلى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتبدأ أحكام الحج في هذا اليوم بالوصول إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والعشاء «ركعتين» والمغرب والفجر في وقتها، ويوم التاسع يتوجه إلى عرفة، فهذا اليوم العظيم هو أول أعمال الحج، وفيه يكثر الحجيج من التلبية وأداء الصلوات، ولا توجد أذكار خاصة به غير التلبية والدعاء والاستغفار ولا شعائر بعينها يتعين إتيانها، وأفضل الذكر فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله»، ويستحب الإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء يوم عرفة، فإنه يوم إجابة الدعاء، وإفاضة الخير من الجواد الكريم، وليتحر الأدعية المأثورة والواردة في الكتاب والسنة.
وقال إن الوقوف بعرفة يتحقق بالوجود في أي جزء منها وهو الركن الأعظم من أركان الحج لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، وعرفة كلها موطن للوقوف إلا بطن عرنة، ولا يخرج عن عرفة حتى تغيب الشمس، ثم ينصرف الحجيج إلى مزدلفة، ملبين ويصلون بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، وينصرف من مزدلفة بعدما يبيت فيها تلك الليلة وصلى الفجر، ويتجه إلى مكة، أو يقيم في منى، يوم العيد والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، يقصر ولا يجمع، ويوم العيد يرمي الجمرة ويطوف طواف الإفاضة يوم العيد ويسعى بين الصفا والمروة، ثم يحلق شعره، وبعد الرمي والحلق، يتحلل بالطيب وإن كان عنده هدي ذبحه بعد الرمي، وبذلك تكون أعمال الحج قد تمت، ولم يبق على الحاج إلا طواف الوداع، وهو آخر عهده بمكة قبل أن يغادرها عائداً إلى موطنه.

الرفق والتوبة
أما الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، فأوضح أن الحج المبرور لا تخالطه المعاصي ولا المخالفات، وعلى الحاج أن يحرص على حسن معاملة إخوانه، وقبل الشروع في أداء مناسكه أن يرد ما في ذمته للناس فيقضي ديونه وواجباته المالية، ويرد الودائع والأمانات لأهلها، وأن يرضي مَن خاصمهم، ويستسمح كل من كان بينه وبينه شحناء فظلمه بشتم أو غيبة، وأن يتوب من جميع المعاصي والمكروهات، وأن يكثر من الأدعية لنفسه ولغيره، وأن يداوم على الطهارة، ويجتنب الإكثار في المأكل والمشرب، ويحرص على فعل المعروف، ويستحب له أن يتفرغ للنسك فلا يشتغل بتجارة، وإن كان ذلك جائزاً، وينبغي أن يجتنب ما يفعله الجهال من المشاتمة والمخاصمة، وأن يستعمل الرفق في الأمور كلها. والحاج يعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه إذا كان حجه مبروراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©