الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فاراج».. وسيط بين بريطانيا وترامب

16 نوفمبر 2016 22:47
لطالما كانت بريطانيا حريصة على «علاقتها الخاصة» مع الولايات المتحدة، ولكن بعد تصريحات سلبية أدلى بها أعضاء من حزب «المحافظين» الحاكم حول دونالد ترامب خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، باتت هذه العلاقة في حاجة إلى بعض الدعم والرعاية اليوم. ومن هو أفضل لتولي هذه المهمة، كما يعتقد هو على الأقل، من نايجل فاراج، المتاجر في السلع الذي تحوّل إلى زعيم لحزب «الاستقلال» البريطاني؟ فاراج، الذي اشتهر بدوره الصاخب في الترويج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان أول سياسي أجنبي يلتقي ترامب، بعد ثلاثة أشهر فقط على انضمامه إليه خلال إحدى محطات الحملة الانتخابية. ويوم الاثنين، تصدرت صورة للرجلين داخل برج ترامب، وهما مبتسمان، الصفحات الأولى للجرائد البريطانية. وبينما اقترحه البعض في حزب فاراج ليكون سفير بريطانيا المقبل إلى الولايات المتحدة، سارع مكتب رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» يوم الاثنين إلى كبحه قائلاً: «لن يكون ثمة «وسيط» في علاقتها مع ترامب». وفي تعليقه على رد الفعل الفاتر لمكتب رئيسة الوزراء، قال فاراج «هذا يؤكد لنا أنهم ليسوا مهتمين حقاً بالبلاد أو المصلحة الوطنية، وأنهم أشد حرصاً على السياسات الحزبية ومحاولة إبقائي بعيداً عن كل شيء». دبلوماسية «فاراج» غير المعلَنة تمثل مصدر إزعاج لـ«ماي»، التي قيل إنها لم يكن لها علم مسبق بزيارته إلى نيويورك. وكان مكتبها قد قلّل من شأن حقيقة أنها كانت العاشرة فقط بين زعماء العالم في تهنئة ترامب بعد انتخابه الأسبوع الماضي، وأشار أحد المسؤولين إلى أن فرنسا تأخرت أكثر من بريطانيا ضمن ترتيب المهنئين. وقال «كريسبن بلانت»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، إن منح دور وساطة لفاراج، وهو عضو في البرلمان الأوروبي فشل في الفوز بمقعد في البرلمان البريطاني، «أمر غير محتمل كلياً». وعلاوة على ذلك، يقول وزير المالية فيليب هاموند «ماي وترامب ليس لديهما مسائل عاجلة ليناقشاها». غير أن بعض القياديين في حزب ماي، «المحافظين»، اعترفوا يوم الاثنين الماضي بأن ثمة مسألة عاجلة تتمثل في نسج علاقات قوية مع بيت أبيض جديد يمكن أن يكون مختلفاً اختلافاً جذرياً، داعين إياها إلى الاستعانة بفاراج من أجل إعادة بناء الثقة. ويشار هنا إلى أن العلاقات كانت قد تأثرت في ديسمبر الماضي عندما اتهم بوريس جونسون، وزير الخارجية حالياً، المرشحَ بـ«فقد صوابه» وبـ«جهل يبعث على الاندهاش» ويجعله غير أهل للرئاسة. ولكن يوم الاثنين، تبنى جونسون نبرة أكثر دبلوماسية حيث قال «ثمة الكثير من الأمور التي تبعث على التفاؤل»، مضيفاً «من المهم جداً عدم إصدار حكم مسبق على الرئيس المنتخب أو إدارته». غير أن الكثيرين قلقون لأن ضرراً معتبراً قد وقع، ويعتقدون أن فاراج يوجد في وضع جيد يسمح له بإصلاح ما فسد من العلاقات. وفي هذا السياق، قال «إيدي ترول»، وهو مستثمر خاص في الأسهم وأحد المتبرعين البارزين لصالح حزب المحافظين، لصحيفة «ذات تايمز أوف لندن» «تستطيع أن تقول إنه يمثل 52 في المئة من السكان»، في إشارة إلى البريطانيين الذين صوتوا في يونيو الماضي لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ومن جانبه، قال المبعوث التجاري البريطاني السابق «جونثان مارلاند» لهيئة الإذاعة البريطانية الـ«بي بي سي»: «إن أي شيء يمكن أن نقوم به على أي مستوى من أجل إعادة بناء تلك العلاقة سيكون في مصلحة بريطانيا، وإذا اتفق أن كان فاراج أحد الأشخاص الذين يشجعون تلك العلاقة، فليكن». وكانت المتحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية أشارت يوم الاثنين إلى مكالمة هاتفية أجرتها «ماي» مع ترامب يوم الخميس قائلةً: «الرئيس المنتخَب دعا «ماي» لزيارته في أقرب وقت ممكن وتحدث عن ضرورة التمتع بنفس العلاقة القوية التي كانت بين ريجان وتاتشر في الثمانينيات». وفي خطاب في وقت متأخر من يوم الاثنين وُصف بأنه أول خطاب رئيس لها حول السياسة الخارجية، قالت ماي «إن التغيير بات في كل مكان» بعد التصويت للانسحاب من الكتلة وانتخاب ترامب، مضيفة أن بريطانيا لديها الآن فرصة للعب دور جديد باعتبارها المدافع العالمي عن التجارة الحرة ولإعادة التفكير في العولمة حتى لا تستفيد منها فقط فئة قليلة محظوظة. يذكر أن استمالة الفئات التي لم تستفد من العولمة كانت أحد أبرز مواضيع حملة كل من ترامب، الملياردير ورجل الأعمال الذي تلقى تربية خاصة بأبناء الأغنياء، وفاراج، الذي درس في مدرسة خاصة نخبوية وبدأ مشوراه المهني كتاجر في البورصة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©