الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خراريف» يسافر إلى الماضي ويستعيد حكايات الجدات

«خراريف» يسافر إلى الماضي ويستعيد حكايات الجدات
1 يوليو 2014 00:46
ضمن خطتها البرامجية الجديدة لرمضان هذا العام، طرحت قناة «بينونة» في حلتها الجديدة، برنامجاً بعنوان «خراريف»، الذي يقدم على شكل سلسلة حكايا، مستغل العطلة الصيفية ووجود الأطفال في البيت، لتربطهم حلقات البرنامج بطريقة سحرية بالخروفة الإماراتية.. كلمة «خراريف» تعني «حكايات شعب»، وهي جمع خروفة، وتندرج تحت الأدب الشفاهي، أي الذي تناقلته الجدات والأمهات من جيل إلى آخر، وغالباً ما ارتبطت تلك الحكايات بأوقات الظهيرة، أو وقت ما قبل النوم. تامر عبد الحميد (أبوظبي) تولى إخراج البرنامج مينا ألبيرت، وأشرف عليه مؤيد حمزة، وصور كاملاً في القرية التراثية بأبوظبي، وكان الدافع من مسؤولي قناة «بينونة» لتنفيذ وإطلاق هذا البرنامج في رمضان، إيماناً من القناة الإماراتية بأهمية الحكاية في التربية والتكوين النفسي، بل في ترسيخ قيم المجتمع والعادات والتقاليد، لذلك فإن إحياء هذه الحكايات تأكيد على أن نهر الحياة مستمر في الحضور، وعبر أجيال وأجيال. بيئة إماراتية ومع اختلاف البيئات والأماكن في الإمارات، تختلف الحكاية الشعبية في موضوعها وصياغتها، فاهتمامات أهل البحر وأدواتهم أو أفكارهم المستخدمة في صياغة الخروفة لابد وأنها تختلف عن أولئك الموجودين في الصحراء ويتعرضون يومياً لقسوتها.. من هنا جاءت فكرة برنامج «خراريف» ليكون مشروعاً يأتي ضمن خطط جمع التراث المعنوي والتاريخ الشفاهي، وتقديمه للطفل بطريقة مبتكرة، وبمواضيع اجتماعية متعددة تؤدي غرضاً أخلاقياً وتربوياً. «الراوية» وأوضحت سلامة المزروعي «الراوية» في البرنامج الجديد «خراريف» التي استطاعت أن تعيد إلينا أجواء الماضي، بسحرية الحاضر التي عكستها الرؤية الإخراجية للعمل، والتي تنسجم مع وعي أطفال اليوم، أنها طرحت بطريقة غير مباشرة من خلال «خراريف» تساؤلات عدة، من بينها: هل يخاف طفل اليوم من شخصيات كانت تخيفه بالأمس؟، ومهما كانت النتيجة فإن رسالة الحكاية هي حفظ التراث واللهجة المحكية، والقيم الإيجابية، وهذا بالتأكيد يخاطب خيال الطفل ووعيه. وأضافت: سعدت كثيراً بهذا البرنامج الذي صور في قرية تراثية، وبطريقة سينمائية مسرحية، أعادتنا إلى أجواء «الحكواتي»، في المقاهي الشعبية وربما إلى مسرح الفرجة الشعبي، إلى جانب استعادة صورة المرأة (الجدة – الأم) إلى الحضور كي نلمس سحريتها وإبداعها سواء في ابتكار الحكاية، أو الإضافة عليها، أو تأديتها أداء تمثيلياً، بعد أن يتحلق الأطفال حولهن، وهنا تبدأ تلوين صوتها، ترفعه تارة، وتخفضه تارة أخرى، أو تحوّله إلى أصوات تتناسب تماماً مع شخصيات الخروفة، فنرى الدهشة في عيون الأطفال. وأشارت سلامة إلى أن «الخروفة» مدتها 7 دقائق تقريباً، لكل حلقة من البرنامج، الذي يهتم بالبيئة الإماراتية القديمة. «بنت الصياد» وكشفت المزروعي أنها ستروي في «خراريف» مجموعة كبيرة من الحكايات للأطفال من بينها «بنت الصياد»، والتي تدور أحداثها حول بنت السمّاك التي تعيش مع والدها في عالم البحر، وكذلك «سندريلا»، و«الشجرة المسحورة»، و«حورية البحر»، كما ستقدم الحكاية المشهورة خروفة «أم دويس»، وسط أجواء سحرية، تلعب فيها الإضاءة دوراً مؤثراً مع الموسيقى، وتداخل صوت الراوية مع نظرات الأطفال ودهشتهم في الإنصات لتلك الحكايات، و«أم الدويس» وهي خرافة عن امرأة جميلة من الجن، يشاع أنها ذات جمال أخاذ ورائحة ذكية وجميلة تلاحق الرجال في الليل وتجعلهم يفتتنون بجمالها، وما إن يلاحقونها حتى تقتلهم وتأكلهم، ويشاع أنها تخاف النساء وتظهر فقط للرجال، وهي من القصص التي ظهرت لدى الأجداد في الإمارات. حكاية الـ «خراريف» في الإمارات تسمى الحكايات الشعبية بـ «الخراريف»، وهي من أقدم الأفكار والموضوعات التي قام الخيال القديم بابتكارها وصياغتها، وفيها الكثير من الحكم والخلاصات الأخلاقية والتربوية ذات الطابع السلوكي، حيث عُرفت الخرافة بأنها الحكاية الخيالية التي يصعب أن يصدقها عقل بشر، وغالبًا ما تحكى بالليل، لتأخذ طابع التشويق والحماسة عند الاستماع لها، وكانت الجدات والأمهات يمزجنها بالواقع، ليسهل حفظها وسردها على الأطفال، وليسهل دمجها بفائدة وعظة ودرس يعجب الصغار ويتعلمونه في ذروة تشويقهم، والحقيقة أنها أسهمت في تربية جيلٍ بأكمله في الوقت الذي كان فيه المجتمع الإماراتي منغلقاً على نفسه وبسيطاً في أسلوب حياته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©