الأمومة مسؤولية عظيمة شرف الله بها المرأة، والحفاظ على صحة طفلها مسألة تبدأ منذ أن يستقر مضغة داخل رحمها في «قرار مكين»، وخلال فترة الحمل التي قد تمتد لتسعة أشهر، ينبغي على الأم أن تهتم بصحتها وصحة الجنين وتتجنب كل الأمور التي تضر بالحامل
ورغم الأبحاث العلمية العديدة إلا أنه ليس هناك أجوبة حاسمة بشأن صيام الحامل، إلا أن هناك معايير طبية يجب الأخذ بها من الناحيتين الصحية والغذائية.
المتابعة الطبية
وللحفاظ على صحة الحامل أثناء الصيام، لا بد من مراجعة الطبيب المختص قبل بدء شهر رمضان لإجراء التحاليل الدموية خاصة «الهيموجلوبين» وسكر الدم. ومن المفضل في وقت الإفطار تناول الأطعمة التي تستهلك ببطء مثل التمر والبروتينات، والابتعاد عن السكريات البسيطة مثل سكر الشاي والحلويات؛ لأنها ترفع سكر الدم بسرعة، وينخفض كذلك بسرعة مما يسبب الدوار والشعور بالجوع.
وتنصح الحامل بتناول الطعام على وجبات صغيرة عدة متعددة ومتنوعة المحتوى لمنع حدوث التخمة والاضطرابات الهضمية، وعليها أيضاً الحرص على الحصول على كمية كافية من البروتينات من خلال اللحوم والبيض والمكسرات غير المملحة فهي تساعد على نمو الجنين.
ولا مناص للحامل من شرب السوائل بكثرة بين الإفطار والسحور «8-10 كؤوس ماء»، حتى لا تصاب بالجفاف خلال فترة الصيام، لاسيما في أشهر الصيف، إذ إن الجفاف قد يؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم وولادة مبكرة.
تحذير من المخللات
ومن الضروري أيضاً، تجنب أطمعة تحتوي على المخللات «الطرشي»، والتوابل والابتعاد عن القهوة والشاي والمشروبات الغازية لاسيما في وجبة السحور لأنها تسبب العطش.
ولتجنب الإمساك خلال شهر رمضان، تنصح الحامل بأن تبدأ إفطارها ببضع حبات تمر مع كأس عصير البرتقال الطبيعي أو التمر الهندي، كما ينصح بعدم شرب العرقسوس؛ لأنه يسبب احتباس الصوديوم والماء مما يزيد الوذمات «تورمات في الجسم».
ولا بد من الإكثار من الخضراوات والفاكهة خاصة الخضراوات المنعشة مثل الخس والخيار، والحرص كذلك على تأخير وجبة السحور قدر المستطاع للمحافظة على مستوى جيد من سكر الدم حتى ساعة الإفطار. كما أن الحصول على فترات منتظمة من الراحة خلال نهار الصيام أمر ضروري خاصة في فترة الظهيرة، وأيضا لابد من الابتعاد عن الأماكن الحارة والرطبة لتجنب الإصابة بالتجفاف. ولا مناص تخفيف الحامل نشاطها البدني أثناء الصيام، مع إمكانية ممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي بعد الإفطار، شريطة عدم قطع مسافات طويلة.
مراجعة الطبيب.. فوراً
يجب على الحامل الحذر عند حدوث أي من الأمور التالية، ومراجعة الطبيب المختص:
? الدوار أو الإغماء والشعور بالضعف، وهنا ينبغي كسر الصيام، وتناول بعض السكريات مثل التمر أو عصير الفاكهة الطبيعي قبل الذهاب إلى الطبيب.
? الغثيان والقيء لا سيما في أشهر الحمل الأولى فحاولي التمدد، وأخذ قسط من الراحة وإذا استمر القيء تحدثي مع طبيبك.
? الانقباضات المؤلمة، فهي قد تدل على الولادة المبكرة.
? خسارة الوزن أوعدم اكتساب الوزن، فهذا قد يدل على وجود مشاكل.
? الصداع الشديد أو ارتفاع الحرارة أو اضطرابات الرؤية.
? انخفاض حركات الجنين أو توقفها.
? يجب على الحامل الاستمرار في تناول أدويتها وتوزيعها بين وجبتي الإفطار والسحور.
متى لا تصوم الحامل
وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى بعض الحالات التي يمنع معها صيام الحامل، وهي مرض السكري، وأمراض الكلى المزمنة، والربو الشديد الذي تضطر معه الحامل إلى استعمال بخاخات العلاج بانتظام، وأمراض قصور الكبد. كما أن هنا ك حالات يجب الحذر الشديد عند الصيام، وهي: الحمل التؤامي، وأمراض الحمل الحادة، وفقر الدم الشديد، وخطر الولادة المبكرة، وارتفاع ضغط الدم.
عدد اليوم
