الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظلمناك يا الأبيض..

16 نوفمبر 2016 21:47
بماذا تريدونني أن أستشهد في أداء الأبيض الإماراتي البراغماتي أمام أسود الرافدين، لأقيم الدليل على ما قلت إنه حكم قيمة بعد ثلاثية الألم أمام السعودية، من أن ما أتى به الأبيض ليس سوى كبوة سيقوم بعدها الفارس ليترجل حلمه ويمضي إلى حيث السعادة؟ بالروح الجماعية التي هزمت الإحباط والشك؟ بالواقعية التي طبعت تدبير مباراة على درجة عالية من الخطورة؟ أم بالينابيع التي تدفقت على استاد محمد بن زايد فأهدتنا شلالاً من العطاء والإبداع المتفرد بسحره وجماله؟ ما كان يجب أن نرهن حظوظ الأبيض أو نعدمها لمجرد هزيمة أمام «الأخضر»، ما اختلفنا أبداً على أنها ثقيلة على الهضم، وما كان يجب أن نهزم بداخلنا ما كان من يقين من أن الأبيض ما أتى في مباراة الأخضر إلا بنقيضه، مما ليس من طبعه، وبما لا يمكن أن يكون قاعدة لأي حكم جازم، فقد شاهدت مئات النزالات تحضر فيها أشباح أندية ومنتخبات وتكون الخواتم مرعبة ومزلزلة، ومن شاهد البرازيل تضرب تانجو ميسي بثلاثية، لا يقول إن هذا الفريق البرازيلي جرى إذلاله قبل عام ونصف العام على أرضه من الألمان بما سمي وقتذاك سباعية العار. كان لا بد وأن ينهض الأبيض سريعاً من رماد الخسارة بالثلاثة، أن يتحرر بسرعة من طوفان الإحباط وبكل ما يورم المعنويات بأورام الشك الخبيث، فقد احتاج أمام العراق إلى منتخب إماراتي مؤمن بقدراته، ليعبر بنجاح أحد المطبات الخطيرة التي تنتصب عادة أمام أي فريق يسلك طريق المجد، ويهنأ مهدي علي على أنه عبر بلاعبيه كل تلك الفيافي القاحلة، وأيقظ فيهم روح الثأر، ليكون الأبيض بتلك العزيمة المتوثبة التي جعلته يلين الحديد ويروض منتخباً عراقياً كان يلعب ورقته الأخيرة في مجموعة الجنون. ومن يقارن بين مباراة السعودية ومباراة العراق، يجد فوارق على مستوى بناء العمق الدفاعي، والتحول من الهجوم إلى الدفاع، والتركيز في تجاوز اللحظات الصعبة، فلم نجد برغم صحوة أسود الرافدين في الثلث الأخير من المباراة تلك السماجة التي طبعت على الخصوص المنظومة الدفاعية في مباراة السعودية. وكم كان جميلًا أن تكون خاتمة جولة ختام المرحلة الأولى من التصفيات، فوزاً ذا قيمة كبيرة، فالوصول للنقطة 9 اقترن بالصعود إلى المركز الثالث بعد خسارة السعودية باليابان وتعادل أستراليا الغريب بتايلاند، وهذا أجمل سيناريو يحلم به «أبيض» فرض علينا أن نحترم إصراره على النجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©