السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

65 % من هجمات «الأبيض» في العمق.. و5 توغلات تنتج هدفين

65 % من هجمات «الأبيض» في العمق.. و5 توغلات تنتج هدفين
16 نوفمبر 2016 21:17
عمرو عبيد (القاهرة) حفلت مباراة منتخبنا الوطني مع العراق أمس الأول بالعديد من الأرقام والإحصاءات الخاصة بها، في وقت كان صاحب المحاولات الهجومية الأغزر على المناطق الدفاعية العراقية، حيث شن 37 هجمة عبر اللقاء بمعدل هجمة واحدة كل دقيقتين ونصف، مقابل 24 هجمة لأسود الرافدين بمعدل هجمة كل 4 دقائق تقريباً. واكتملت لمنتخبنا 12 هجمة بنسبة نجاح بلغت 32%، في حين نجح العراق في الوصول إلى مناطق قريبة من مرمى الإمارات في 10 محاولات بنسبة نجاح 41%. واعتمد «الأبيض» على الهجوم عبر العمق، حيث نفذ 24 هجمة عبر تلك الجبهة، أي ما يوازي أكثر من ثلثي هجمات المنتخب، ورغم أنها كانت الجبهة الأكثر نجاحاً على المستوى الهجومي بعد اكتمال 8 هجمات عبرها، بنسبة 67% من إجمالي هجماتنا الصحيحة، فإن التكتل الدفاعي العراقي وازدحام تلك المنطقة يظهر كأحد أهم أسباب عدم تسجيل المزيد من الأهداف وعدم وصول المنتخب إلى قمة الأداء الهجومي الفعال في هذا اللقاء. لاعبونا كانوا الأغزر محاولة وتسديداً على المرمى العراقي في مجمل الإحصاءات، حيث سددت الكرة من جانبنا 13 مرة مقابل 8 تسديدات للجانب العراقي، ولكن كانت دقة محاولاتنا هي الأعلى والأخطر ومنحت الفوز للأبيض، بعد 4 محاولات بين القائمين والعارضة من جانبنا مقابل 2 للأسود، لتبلغ دقة التسديدات الإماراتية 31% مقابل 25% للشقيق العراقي. ومن ناحية أخرى، ورغم وصول المنتخب العراقي عدة مرات إلى مناطق الخطورة في دفاعاتنا، فإن رباعي خط الظهر ومن خلفهم المخضرم علي خصيف، نجحوا في منع الأسود من هز الشباك الإماراتية وقدموا مباراة جيدة جداً، خاصة في التعامل مع الكرات العرضية وإيقاف التسديدات، حيث تألق إسماعيل ومهند في الألعاب الهوائية وقطعا العديد من التمريرات حيث بلغ إجمالي قطع الكرات للأول 26 كرة وللثاني 18 كرة، كما قام الدفاع بإيقاف 5 تسديدات للعراق ومنع خطورتها مبكراً، و تصدى علي خصيف لتسديدتين رأسيتين خطرتين للغاية بين القائمين والعارضة ببراعة ورشاقة واضحة. ومن خلال مراجعة أماكن ووضعية تسديدات المنتخبين، نجد أن كليهما قد توغل 5 مرات داخل منطقة الجزاء بشكل فعال انتهى إلى تسديدات على المرميين، سجل منتخبنا منها مرتين وأضاع ثلاثاً أخرى في فرص تكاد تكون مؤكدة، في حين يجب تأكيد نجاحنا الدفاعي في إبعاد تلك الاختراقات العراقية، سواء عبر لاعبي الدفاع وعبر حارس المرمى، ولعل هذا التوازن المهم بين قدرة هجومنا على الحسم وصلابة دفاعنا في التصدي هو ما ساهم بوضوح في إنهاء المباراة لصالحنا. ولا يمكن إغفال استراتيجية «الأبيض» في الاستحواذ على الكرة والعدد الكبير من التمريرات، وهو ما منح منتخبنا أفضلية واضحة وقدرة على تسيير المباراة كما شاء، فنسبة 55% في امتلاك الكرة تعني أن الإمارات كان صاحب الكرة أغلب فترات المباراة، خاصة في التوقيت الحرج في آخر ربع ساعة مع رغبة العراق العارمة في المغامرة والاندفاع الهجومي، ومرر لاعبونا الكرة في تلك الفترة 87 مرة بشكل صحيح بمعدل 6 تمريرات تقريباً في كل دقيقة مقابل 12 تمريرة خاطئة فقط من جانبنا، وفي الجانب الآخر مرر العراق 70 تمريرة صحيحة في نفس الفترة مقابل 23 تمريرة خاطئة، وهو ما أفصح عن سيطرة الأبيض واستحواذه على الكرة في تلك المرحلة المهمة من المباراة، بالإضافة إلى ارتفاع دقة تمريراته لتصل إلى نسبة 88% مقابل 75% للعراق، ولهذا مر منتخبنا من تلك الفترة الحرجة بتكتيك جيد وناجح. وبرز دور القدير إسماعيل مطر في تلك الدقائق عقب مشاركته في تبديل رائع وناجح للغاية، ليس بسبب هدفه فحسب، ولكن لأن «الأبيض» وجد ضالته في نقطة ارتكاز جديدة في وسط الملعب مع قدرة فائقة على تمرير الكرة بنجاح واستلامها وتسليمها بسرعة وبسهولة مكنت منتخبنا من التحكم في تلك الدقائق وساهمت في تهدئة اللعب تماماً، وإيقاف خطورة المنتخب العراقي. ومرر مطر 14 كرة بدقة 80% خلال ربع ساعة من اللعب تقريباً، ونجح في تخفيف الضغط عن عموري وتكوين ثنائي مبدع في وسط الملعب، تبادلا الكرات وتناقلا التمريرات بسلاسة، وكاد مطر أن يصنع هدفاً لمبخوت من تمريرة طولية سريعة في هجمة مرتدة نموذجية. بعيداً عن آخر ربع ساعة من عمر اللقاء، فإن لاعبي الأبيض قدموا مستوى رفيعاً فيما يتعلق بتمرير الكرة، وهو ما مكن المنتخب من الحفاظ على النسق والسيطرة على منطقة المناورات، وبرز طارق أحمد بنسبة دقة في التمرير بلغت 95%، ومرر صنقور الكرة بدقة 85% وعموري 84% و كذلك وليد عباس 82%، والأهم أن هذا الرباعي كان الأغزر تمريراً للكرة أيضاً بواقع 73 تمريرة من عموري العقل المفكر، ثم 55 لطارق، و 44 لوليد و 41 لصنقور، وهذا الرباعي تحديداً كان له فضل كبير في سيطرة الأبيض واستحواذه على الكرة خلال أغلب فترات المباراة. كان لوليد عباس دور دفاعي مهم جداً في تلك المباراة، وقدم التغطية العكسية بثبات ووعي كاملين، وكان هو الثاني في ترتيب أغزر اللاعبين استخلاصاً وقطعاً للكرات، بمعدل 21 كرة. والحقيقة أن معدلات استخلاص وقطع الكرة على المستوى الدفاعي تحسنت كثيراً جداً في تلك المباراة، فبعد ثنائي قلب الدفاع ومعهم وليد عباس الذي أثبت أنه الاختيار الأنسب للجبهة اليسرى دفاعياً، نجد أن ثنائي ارتكاز الوسط قد قاما بهذا الدور على أكمل وجه، وقطع طارق أحمد 19 كرة هو الثالث في الترتيب، واستخلص خميس 12 كرة، وظهر عبدالعزيز صنقور أيضاً بصورة مميزة للغاية في الجانب الأيمن، على المستويين الدفاعي والهجومي، وكان محطة انطلاق وتحول مهمة للغاية لمنتخبنا خاصة في استلام الكرة وتسليمها وتمريرها بشكل جيد جداً، وقطع صنقور 9 كرات، وهو ما تكرر مع عموري الذي لم يكتفِ بمهامه الهجومية ونفذ الواجب الدفاعي المطلوب منه بشكل ممتاز. وإذا كان الدفاع الإماراتي قد نجح في محو الصورة السابقة التي شهدناها في مبارياته الأخيرة فيما يتعلق بالتعامل مع الكرات العرضية، والتي تسببت في اهتزاز شباكنا بعدة أهداف كان يمكن بسهولة تفاديها، فإن أجنحة الأبيض في هذا اللقاء ظهر بصورة طيبة، خاصة في إرسال العرضيات التي غابت كثيراً عن مبارياتنا الأخيرة، ومرر لاعبونا 16 كرة عرضية، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق مقارنة بمباريات التصفيات النهائية الأربع السابقة، حيث مرر المنتخب 10 عرضيات فقط في مواجهتي السعودية وأستراليا مقابل 4 عرضيات أمام اليابان، وكانت مباراة تايلاند قد شهدت إرسال الطرفين 13 كرة عرضية، وهو ما يعني تحسناً ملحوظاً في المهام الهجومية للأطراف، سواء عبر الظهيرين والأجنحة. في المواجهات السابقة اعتدنا رؤية اسم عمر عبدالرحمن كأغزر اللاعبين إرسالاً للكرات العرضية، ولكن في هذه المباراة، ظهر عبدالعزيز صنقور، الظهير الأيمن، كأكثر اللاعبين تمريراً للعرضيات، بإجمالي 5 كرات، وحتى لو لم تكن الدقة كافية هذه المرة، فإن منح الحرية لأحد الظهيرين أو كليهما في هذه المباريات هو أمر مهم وضروري للغاية، لمنح المنتخب ورقة ورئة هجومية مهمة في بعض الفترات، كما برز المثلث الهجومي في الأمر ذاته بعدما أرسل خليل وعموري 3 عرضيات لكل منهما، ومرر مبخوت عرضيتين منها تمريرة الهدف الثاني القصيرة الرائعة بعد رؤية ممتازة من جانب المهاجم الدولي المميز. في تلك المباراة أيضاً، استعاد المثلث الهجومي الذهبي رونقه، وكانوا هم الأغزر والأكثر محاولة وتسديداً على المرمى العراقي، ويمكن إضافة إسماعيل مطر إليهم بعدما قدم أداء رفيعاً خلال دقائق لعبه، سواء على مستوى التمريرات كما ذكرنا وعلى المستوى الهجومي، حيث سدد الكرة مرتين وأحرز هدف الحسم الجميل في النهاية، وكان عموري هو الأكثر تسديداً بإجمالي 4 محاولات منها 2 بين القائمين والعارضة من تصويبتين بعيدتي المدى كادت كل منهما أن تخادع الحارس العراقي، وسدد كل من خليل ومبخوت 3 كرات، أحرز الهداف الأول في التصفيات هدف التقدم الرائع من محاولة واحدة من داخل منطقة الجزاء، بينما أضاع مبخوت فرصتين للتهديف من توغلين داخل منطقة الجزاء، إلا إنه افتقد الدقة في التصويب بعدما ابتعدت كل محاولاته عن المرمى، وإن يحسب له تمريرة الهدف الثاني بعد التعامل الهادئ والذكي جداً مع تلك الهجمة الحاسمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©