السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلامة في الضــبـاب

السلامة في الضــبـاب
3 أكتوبر 2017 22:40
بدأ موسم الضباب وبدأت معه حوادث السير وعشوائية التعامل مع من يتأخر بسبب الضباب، سواء كان طالباً أو موظفاً، وقبل أن ننتظر المزيد من تداعيات الضباب نتساءل أين القرارات التي سبق أن أعلنتها جهات عديدة دون أن تفرض آلية واضحة لتطبيقها؟ أعلن مجلس أبوظبي للتعليم قبل سنوات عن عدم تحرك حافلات المدارس خلال الضباب ويتم تأجيل الدوام المدرسي ساعتين. ما حدث بعد ذلك هو تخبط بين المدارس ومؤسسة المواصلات، حيث نرى الصغار يقفون بانتظار حافلاتهم فلا تأتي، وحين يمر الوقت ويدخلون منازلهم تبدأ جولة الحافلة ويخسرون يوماً دراسياً كاملاً. وبالنسبة لمن يذهبون بالسيارات الخاصة فهم على حالتين، إن عرضوا أنفسهم للخطر ووصلوا إلى مدارسهم مبكراً وجدوا المدرسة خالية وتبدأ الدراسة بعد الفسحة إلى أن يتوالى وصول بقي الطلاب، وإن تأخروا قليلاً تتم مساءلتهم عن أسباب التأخير ولومهم عليه من قبل إدارات المدارس، لدرجة تكذيبهم حين يشرحون أن منطقتهم بها ضباب! أيضاً طلبة وطالبات الجامعات الذين يقودون سياراتهم يتعرضون لاحتسابهم كغياب في الدروس التي تبدأ مبكراً، دون أي تعليمات من إدارة الجامعة بشأن الظروف الجوية الاستثنائية، ما يعرض شباباً وفتيات حديثي العهد بقيادة السيارة إلى الخطر الجسيم، وهم بأعمار غضة تقل عن العشرين عاماً، إذ بدلاً من أن تنصحهم إدارات جامعاتهم بتوخي الحذر للوصول سالمين، تفرض عليهم ضغوطاً نفسية للحاق بـ«كلاساتهم» المبكرة، معرضين أنفسهم للحوادث خوفاً من اعتبارهم متغيبين إن هم تأخروا ولو لربع ساعة فقط بعد الثامنة صباحاً! علماً بأن الضباب لا يبدأ في الانقشاع أحياناً إلا قرب التاسعة. وأكثر المتضررين من عدم مراعاة هذه الظروف هم المواطنون، نظراً لكون أغلبهم يقطن في الضواحي البعيدة عن مراكز المدن. يحدث هذا رغم أن المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قد أصدر تعميماً العام الماضي إلى الجهات والشركات الحكومية لوضع ضوابط مرنة لضمان سلامة الموظفين، فمن باب أولى أن تلتزم الجامعات الحكومية «كجامعة زايد» وغيرها بهذا التعميم، نظراً لأن طلبتها وطالباتها في سن صغيرة ولا يتمتعون بالخبرة الكافية لتفادي المخاطر، التي لم ينجُ منها بعض الكبار ما بالنا بمن هم في عمر الشباب؟ وأخيراً فإن كثيراً من جهات العمل لم تتبع آلية محددة لتطبيق قرارات السلامة على موظفيها، ولا زالت تعاملهم خلال فترات الظروف الجوية السيئة بنفس معاملتها للمستهتر بدوامه عامداً. بو يوسف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©