الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صديقة الزوجة صورتها مشوهة واتهامها بخطف «أبو العيال» باطل

صديقة الزوجة صورتها مشوهة واتهامها بخطف «أبو العيال» باطل
16 يونيو 2011 22:22
يلقى موضوع الصديقة اهتماماً واسعاً من قبل الزوجات، ويظهر الأمر جليّاً أثناء جلسات النساء وتجمعاتهن، حيث يتم الحديث عنه مطّولاً من خلال الاستشهاد بقصص حدثت بالفعل تشير إلى ضرورة الحرص والحذر من بعض الصديقات، اللواتي يؤدي تدخلهن في الشؤون الزوجية إلى خراب بيت الأسرة ودمارها. لكن واقع الحال، عموماً، يشير إلى أن الدنيا ما زالت بخير، فثمة صديقات للزوجة يمكنهن أن يساهمن بشكل كبير في الإصلاح وإعمار بعض البيوت الآيلة للسقوط. صديقة الزوجة كارثة تهدّد الحياة الزوجية.. بهذه العبارات الرنانة والمليئة بالإثارة تتناول العديد من الصحف والمجلات موضوع صديقات الزوجة، فصديقة الزوجة هي السبب في المشاكل الزوجية، وهي «خطافة الرجال» وهي «الخائنة».. وغيرها من الاتهامات التي شوّهت صورة الصديقة الحقيقية، ودفعت بعض الزوجات لاعتزال الحياة الاجتماعية وإغلاق أبواب منازلهن عليهن تجنباً للمشاكل وصداع الرأس. قصة حقيقية وتورد العديد من النساء اللواتي التقيناهن في هذا التحقيق أمثلة عايشنها أو سمعن عنها، تشير إلى دور سلبي مارسته صديقات أدى إلى خراب بيوت بعض الأسر، أو إحداث مشاكل مستعصية في نسيجها. وتستشهد فاتن حسون، وهي ربة بيت، بقصة حقيقية وقعت مع إحدى زميلاتها في العمل، حيث فجعت بوجود علاقة بين زوجها وإحدى صديقاتها، ما دفعها لطلب الطلاق، والذي حصلت عليه أخيراً، لتنتهي حياتها الزوجية، مشيرة، أي فاتن، بأن هذه القصة وما تسمعه من قصص أخرى من هذا النوع في مجالس النساء، قد دفعها لاتخاذ إجراءات احتياطية لكي لا يحدث معها هذا الشيء، ومن بين هذه الإجراءات أنها لن تعرّف زوجها على أحد من صديقاتها، أو الحديث عن أسرارها الزوجية أمام أي منهن. إلى ذلك، تقول رائدة محمود، موظفة بنك، إنها تؤمن بالمبدأ القائل «زوجك وخادمتك، لا تمتدحينهما أمام أحد»، فهنالك نفوس مريضة، وهنالك عيون حاسدة، وأكثر هذه النفوس والعيون هي من النساء، وقد تكون من أقرب المقربين كالأخت أو الصديقة، لذلك فإنها لا تثق أبداً بمسألة إفشاء الأسرار للصديقات خاصة في هذه الأيام، التي انعدم فيها الضمير، وباتت الخيانة أمرا مشروعا. ويورد أحد الأزواج، مشكلته الزوجية، والتي نشأت، بحسب اعتقاده، بسبب تدخلات صديقة زوجته الكثيرة والمبالغ فيها في حياته، ما قلبها إلى جحيم لا يطاق. ويشير الزوج إلى أنه يعلم علم اليقين، أن ضعف شخصية زوجته هو الذي أدخل صديقتها إلى قلب الأحداث في حياته الزوجية، مضيفاً أن محاولاته مع زوجته لإبعاد شبح الصديقة عن البيت لم يفلح، وأنه عجز عن حسم الأمر بسبب حبه الشديد لزوجته وخوفه من تفاقم المشاكل بينهما. هذه «الخائنة» وتدلل أم عبد الله، على ذلك بالقول «إن تواجد الأصدقاء في حياة الإنسان ضروري جداً، وله فوائد نفسية كبيرة، لذلك لا يمكنني أن أستغني عن وجود صديقة في حياتي، حتى لو نشأ عن ذلك بعض المنغصات، فنحن بشر والخطأ وارد في العلاقات الإنسانية أيضا». تضيف قائلة «إنني اختار صديقتي بعناية، وثمة مواقف حياتية كثيرة قادرة على أن تظهر لي هذه الصديقة بوجهها الحقيقي، فإذا وجدت أنها لا تعمل لمصلحتي فإنني بالتأكيد قادرة على وقفها عند حدّها، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن ليس الأسرار يجب أن تشاع أو تذاع أمام الأصدقاء». وتروي إحدى الزوجات تجربتها الشخصية مع الصديقات، مشيرة إلى أنها تعرّضت للغدر من إحدى الصديقات، التي دخلت بيتها وتسببت لها بالكثير من المشاكل الزوجية، كان آخرها محاولة الاستيلاء على الزوج وخطفه، لكنها استطاعت أن تضع حدا لهذه «الخائنة» بقطع العلاقة معها والردّ عليها. تضيف الزوجة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها «إن هذه التجربة لم تجعل الدنيا سوداء أمامي، ولم تفقدني الثقة في جميع الصديقات، فما حدث في السابق كان ابتلاء ودرس تعلمت منه الكثير من الدروس والعبر، وقد عوضني الله عن تلك الصديقة الغادرة بصديقة رائعة، أمينة ومتدينة، وهي تقدم لي النصح والمشورة التي تساهم في الحفاظ على بيتي وحياتي الزوجية». خطف الصديقة من جهتها دافعت رولا أحمد، أم لثلاثة أطفال، عن الصديقات، بالقول: «ليست كل الصديقات خائنات، فهنالك صديقات أمينات ويحفظن العشرة، لماذا تتهم الصديقات بخطف الأزواج دائما، فربما كان الزوج هو السبب، وربما هو الذي سعى لخطف الصديقة من زوجته، نتيجة امتداحها أمامه». تضيف قائلة: «لقد روت لي امرأة قصتها مع صديقة لها، حيث كانت تربطهما علاقة وطيدة وحب كبير، لكنها اضطرت إلى قطع علاقتها مع هذه الصديقة، بسبب مضايقات زوجها الذي طاردها لفترة طويلة، محاولا إنشاء علاقة بينه وبينها، لكنها لم تستطع أن تجاريه خوفاً على مصلحة صديقتها وخوفاً من خراب بيتها، كما لم تستطع أيضاً إخبار صديقتها بالأمر لهذه الأسباب أيضا، ما دفعها إلى الابتعاد عن صديقتها، والهروب دون تقديم أعذار أو أسباب، أو حتى وداع تلك الصديقة». شخصية الزوجة حول هذا الموضوع تحدثت الاستشارية الأسرية إنعام المنصوري، والتي من خلال معاينتها ومعالجتها للكثير من المشاكل الأسرية في مركزها بالعين، دعت إلى التفاؤل والاحتفاظ بعلاقات وديّة مع صديقات، شريطة توخي الحذر في هذه العلاقات، واختيار صديقات ذات خلق ودين، مشهود لهن بحسن النصيحة. وتضيف إنعام المنصوري، بالقول إن الأصدقاء عموماً لهم إيجابيات وسلبيات، لكن دور الصديقة في الحياة الزوجية أو في حياة الأسرة بشكل عام يتحدّد حسب نمط شخصية هذه الصديقة وكذلك حسب شخصية الزوجة نفسها، فإذا كانت الزوجة ممن يبحن بأسرارهن إلى الصديقات، فإنها بذلك تسمح بدور أكبر من التدخل للصديقة في حياتها. وتشير إنعام المنصوري إلى أن هنالك أنواعاً مختلفة من الصديقات، فمنهن الصالحة والودودة والأمينة على أسرار صديقتها، وهي تحرص في نصائحها التي تقدمها أن ترضي الله ورسوله، وبالمقابل فهنالك الصديقة السلبية، والتي تعمل من خلال نصائحها على دمار الأسرة بصورة مباشرة أو على تعقيد المشاكل الموجودة أصلا، أي بطريقة غير مباشرة. لافتة إلى أن بعض الصديقات ذات نفسية مريضة ولديها غيرة شديدة تدفعها لتعقيد وخراب حياة صديقاتها، في حين يوجد لدى البعض الآخر منهن أطماع شخصية وأهداف خبيثة غير معلن عنها. فضفضة زوجية من جهة أخرى، حذرت المنصوري، من خلال تجربتها واطلاعها على العديد من المشاكل الزوجية والأسرية، من مخاطر الفضفضة الزوجية وإفشاء الأسرار الأسرية، لا سيما في المجال الوظيفي، حيث تعمد بعض الموظفات المتزوجات إلى التفاخر بأزواجهن وما قدموه لهن من هدايا وامتيازات، ما يثير غيرة موظفات أخريات، ويؤدي إلى مشاكل أسرية. موصية الزوجات بعدم إفشاء الأسرار الزوجية إلى الأخريات، لا سيما أسرار العلاقة الزوجية الخاصة، واعتماد مبدأ الحلال والحرام فيما يسرّ إلى الآخرين. وقالت المنصوري: «إذا لم تستطع الزوجة نفسها الاحتفاظ بسرّها، فكيف تستطيع امرأة أخرى أن تحمله؟ ومن هنا أوصي النساء بعدم الإفشاء بأسرارهن إلا للصديقة التي تستحق أن تسمعه وتستطيع أن تحافظ عليه، والصديقة الجيّدة هي التي توصي صديقتها في حال تعثر حلّ المشاكل الزوجية أو الأسرية بالذهاب إلى الاستشاري المشهود له بالدين والأمانة والمصداقية». صديقة أمينة لدى الحديث عن الصحبة الصالحة والأمثلة الإيجابية للصديقات، استشهدت إنعام المنصوري، بمثال لإحدى السيدات، التي جاءت إلى مركزها، برفقة صديقة لها، وعند الحديث مع تلك السيدة طلبت أن تتحدث عن مشكلتها أمام صديقتها، إلا أن المنصوري اعتذرت عن ذلك، بالقول إن لكل حالة واستشارة خصوصية يجب أن تحظى بها، وهذا هو قانون المركز. تضيف المنصوري: «احترمت صديقة المرأة كلامي، وانتظرت صديقتها خارج المكتب، وقد أكبرت ذلك فيها، وبعد ذلك بأيام اتصلت بإحدى السيدات التي تتواصل معي على الهاتف، وقلت لها أين أنت، ولماذا لم تقومي بزيارتي لأتعرّف عليك؟ فأخبرتني بأنها جاءت برفقة صديقة لها إلى المركز منذ أيام، وأنها من أشارت على هذه الصديقة بالقدوم إلى المركز وأخذ النصيحة من استشارية». تواصل بالقول: «هذه هي النماذج الإيجابية للصديقات، التي تقدم لصديقتها النصيحة الأمينة، ونحن نشجع على أن تكون كلّ الصديقات بهذا الشكل والتصرّف».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©