الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مستخدمو الدراجات الهوائية تائهون بين طرق المركبات وأرصفة المشاة

مستخدمو الدراجات الهوائية تائهون بين طرق المركبات وأرصفة المشاة
20 يناير 2014 16:07
يستخدم سلمان، وهو عامل بقالة آسيوي، دراجته الهوائية في توصيل ما يطلبه المتصلون ببقالته بأسرع ما يمكنه، مستخدماً طرقاً مختصرة، قافزاً بين الشوارع تارة، ومسارات المشاة تارة أخرى. ولا يجد سلمان ضيراً في تحويل دراجته من مركبة تسير على الطرق، إلى أحد المشاة الذين يسيرون على الرصيف، عند إغلاق أو فتح الإشارة الضوئية، أو السير بعكس اتجاه السير أو احتلال مسار في الطريق، كما لا يجد غضاضة في افتقار دراجته لعاكسات أو إضاءة تدل عليه لدى مسيره في الشوارع المظلمة. وتسببت حوادث وقعت لمستخدمي الدراجات الهوائية في وفاة شخصين وإصابة ثلاثة آخرين في شوارع أبوظبي على مدار ثلاث سنوات من 2011 وحتى نهاية العام الماضي 2013، وذلك بسبب عدم التقيد بإشارات المرور وعدم إفساح الطريق والسير عكس الاتجاه. ويتردد مستخدمو الدراجات الهوائية في التصديق بمقولتين؛ الأولى مفادها «أن كل مركبة بلا محرك تعد من المشاة»، والثانية: «أن كل ما له عجلات يعد مركبة». ويدافع هؤلاء عن أنفسهم بالقول إنهم لا يجدون مسارات خاصة بالدراجات في جميع شوارع المدينة، مستنكرين منعهم من قيادة دراجاتهم في الطرق وأرصفة المشاة. وأكد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن دليل تصميم الشوارع الحضرية يتضمن تخصيص مسارات للمشاة والدراجات الهوائية، بما يتماشى مع أهداف خطة 2030 الرامية إلى تعزيز نمط الحياة الصحي في كل أرجاء الإمارة، وتوفير بيئة أكثر ملاءمة للمشي وركوب الدراجات الهوائية. وقال منصور ابراهيم، آسيوي يعمل في أحد محال البقالة، إنه يعتمد على الدراجة الهوائية سواء في الذهاب إلى عمله والعودة منه أو في توصيل طلبات المنازل في بعض الأحيان، معبراً عن قلقه من أن يلقى حتفه دهساً، كون «العديد من السائقين لا يمنحون الأولوية لسائق الدراجة الهوائية على الطريق». كذلك أكد زميله راجيل رافيندرا أن الدراجة الهوائية وسيلة تنقل رخيصة وسريعة ومتاحة في كل الأوقات، إلا أنه نبه إلى أن كثيراً من الشوارع تخلو من المسارات الخاصة للدراجات الهوائية ما يعرض راكبيها لخطر الدهس. وقال العامل بيجا كالوتا إن المشكلة تتلخص في عدم وجود مسارات بعيدة عن الشارع، إضافة إلى أن أغلب سائقي السيارات لا يعطون الأولوية للدراجات الهوائية. وأكد سائقون أنه لابد من الحذر في القيادة عند مرور مستخدمي الدراجات الهوائية لتفادي وقوع الحوادث ولابد من عدم الاقتراب منهم حتى لا يسبب ذلك الارتباك والسقوط. وقال عرفات حسين: «إن القانون يلزم سائق السيارة بضرورة الانتباه لراكب الدراجة الهوائية، حيث إنه معرض للسقوط ولا توجد وسائل أمان في الدراجة على عكس الحال في السيارات التي تتوافر بها العديد من وسائل الأمان». واعتبر حسام فاروق، مقيم، أن إعطاء الأولوية لراكب الدراجة الهوائية من أخلاق القيادة، ولابد من الابتعاد عنهم بمسافة كافية حتى لا نتسبب في سقوطهم وتعريض حياتهم للخطر. وأضاف أن وجود مسرب للدراجات الهوائية أمر مهم وضروري مثل الوضع على كورنيش أبوظبي وبعض المناطق المختلفة ولابد من تعميم هذه المسارب حتى يكون مستخدم الدراجة في أمان. وقال المقدم جمال العامري رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي: «إن الدراجات الهوائية وسيلة انتقال سهلة ورخيصة، وهناك فئتان يكاد ينحصر فيهما ركوب الدراجات الهوائية، الأولى هي العمال والباعة وعاملو البقالات، والثانية هي الأطفال، مشيراً إلى أن الفئتين تتسببتا في حوادث بسبب عدم الالتزام بقواعد استخدام المركبات. وأشار العامري إلى أن هناك تعليمات مرورية لابد من الالتزام بها وأن يعرفها من يستخدم الدراجة الهوائية في الشوارع، مثل الالتزام بالسير بعيداً عن نهر الطريق، والبعد عن المناطق المزدحمة بالمركبات، وعدم السير عكس الاتجاه وعدم الدخول في الشوارع الممنوعة. ولفت إلى أن هناك أسباباً تؤدي لوقوع الحوادث لراكبي الدراجات الهوائية والتي رصدتها مديرية المرور والدوريات، منها عدم التقيد بإشارات المرور وعدم إفساح الطريق وعدم إعطاء الأولوية وعدم الالتزام بخط الطريق وعدم الإلمام بالقيادة. وقال إن: «الحوادث التي وقعت لراكبي الدراجات الهوائية خلال 3 سنوات من 2011 وحتى 2013، تنوعت بين الدهس والصدم الجانبي والصدم العمودي والسقوط وأسفرت عن وفاتين وثلاث إصابات بسيطة ومتوسطة وبالغة». ونصح العامري البالغين باتباع أقصى درجات الحيطة أثناء قيادتهم للدراجات، مبيناً أن على أولياء الأمور دوراً كبيراً في مراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم باستخدام الدراجات الهوائية إلا في الأماكن المسموح بها مثل المتنزهات أو الحدائق العامة، إضافة إلى استخدام واقيات الرأس والذراعين والركبتين. وناشد سائقي المركبات بضرورة الانتباه لمستخدمي الدراجات الهوائية وتوقع أي تصرف من شأنه يؤدي لانحراف الدراجة أو سقوط راكبها في الطريق والبعد عنهم في أثناء تخطي الدراجات على الطريق وعدم الاقتراب الشديد الذي يؤدي لإرباك سائق الدراجة ويتسبب في وقوع حوادث وإصابات أو وفيات. وقال العامري إن مديرية المرور والدوريات حددت اشتراطات السلامة التي يجب على راكبي الدراجات الهوائية توفيرها فيها وهي مصباح أمامي ابيض وآخر خلفي أحمر وتشغيلهما في الليل وكذلك فترات الغروب وقبل الشروق، ووجود لوحة خلفية عاكسة للضوء، وصلاحية الإطارات ووجود آلة تنبيه مناسبة للمارة، والتأكد من السيطرة على الدراجة باستعمال اليدين معاً في حالة إعطاء الإشارات المرورية. وأضاف أنه على سائقي الدراجات الهوائية الالتزام بالسير على الجانب الأيمن من الطريق في اتجاه حركة السير ويجب عليهم النظر إلى الخلف للتأكد من عدم وجود أي سائق مركبة خلفه يشرع في تخطيه أو أعطى تحذيرا في التخطي، علاوة على التأكد من أنه لن يعرض نفسه أو غيره للخطر قبل عملية الانعطاف وأن يعلن عن رغبته في الانعطاف أو التخطي بإعطاء إشارة بمد ذراعه باتجاه الجهة المطلوبة يميناً أو يساراً، كما يجب عدم تعلق راكب الدراجة بالسيارات أو الدراجات الأخرى أو حمل أوزان تؤثر على توازنه أو سحب حيوان أثناء قيادة الدراجة، والسير لأكثر من اثنين جنباً إلى جنب أو السير بالدراجة على رصيف المشاة. تخصيص مسارات للدراجات الهوائية ضمن أولويات دليل تصميم الشوارع الحضرية أكد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على أن توفير البيئة الآمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، يأتي على ضمن أولويات دليل تصميم الشوارع الحضرية، والذي أشار بشكل واضح إلى ضرورة تخصيص مسارات للمشاة والدراجات الهوائية بما يتماشى مع أهداف خطة 2030 الرامية إلى تعزيز نمط الحياة الصحي في كل أرجاء الإمارة وتوفير بيئة أكثر ملاءمة للمشي وركوب الدراجات وتحسين الربط بين الشوارع. وشددت أولويات التصميم التي ينص عليها الدليل على أهمية توفير بيئة آمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، ومن ثم تحفيز السكان على ممارسة المشي والارتقاء بمستويات الصحة العامة في الإمارة وتحقيق الاستدامة المنشودة. وأشار المجلس إلى أن هناك دوراً محورياً يلعبه دليل «تصميم الشوارع الحضرية» في تحويل أبوظبي من مدينة تعتمد على المركبات الخاصة في التنقل إلى مدينة تعتمد على استخدام وسائل النقل متعددة الأنماط، وأشار الدليل إلى استخدام عناصر تهدئة حركة المرور كالتقاطعات المرتفعة وممرات المشاة المرتفعة ومنصات تقليل السرعة، واستخدام مرافق آمنة للمشاة عند جميع التقاطعات وأماكن مرور المشاة، مع تأمين مرافق آمنة لركوب الدراجات مثل مسارات وحارات الدراجات الهوائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©