ذهبت مجلة فوربس الأميركية المتخصصة في الاقتصاد والكشف عن الدخل المالي لأثرياء العالم بعيداً في تحليلها لقضية التهرب الضريبي التي تخص ليونيل ميسي نجم البارسا ومنتخب الأرجنتين ووالده، حيث أكدت أن ما يحدث “بعيداً عن ثبوت تهمة التهرب”، يعد فرصة مناسبة للسلطات الإسبانية للكشف عن نواياها في الإصلاح الإقتصادي والضريبي لانقاذ البلاد مما تمر به من ظروف إقتصادية خانقة.
وتابع التقرير: “السلطات الإسبانية تريد توجيه هذه الرسالة للعالم وخاصة لمحيطها الأوروبي، فقد ضاقت ألمانيا وغيرها من القوى الاقتصادية الكبيرة والمستقرة في القارة من مساعدة الدول المتعثرة اقتصادياً وهي إسبانيا والبرتغال واليونان وقبرص وأيرلندا، ولدى إسبانيا قانون ضرائب يصب في مصلحة الأجانب المقيمين في البلاد، حيث يتكبد دافع الضرائب الاسباني 52% من دخله في صورة ضرائب، بينما يتمتع الأجانب مثل ميسي باعفاءات ضريبية كبيرة، ويمكن العودة بالذاكرة لقضية بيكهام الشهيرة حينما إنتقل من مان يونايتد إلى الريال، فقد صدر في وقتها ما يعرف بقانون بيكهام الذي يمنح الأجنبي المقيم في اسبانيا مزايا تفضيلية فيما يخص الضرائب، وغيرها من الالتزامات”.
وتابع التقرير: “ميسي قد يكون ضحية الرسالة التي تريد السلطات الإسبانية ارسالها للعالم بأنها جادة تماماً في طريق الاصلاح الضريبي والاقتصادي، وهي على ثقة من الرسالة اخترقت العقول والآذان في ظل الشهرة التي يتمتع بها نجم البارسا، كما أن ما يحدث هو رسالة لمشاهير الرياضة وغيرها من المجالات التي يتمتع أصحابها بدخل مالي كبير، حيث لا مجال للتهاون معهم فيما يخص ملفاتهم الضريبية، ويكفي أن ميسي يحتل المرتبة العاشرة في قائمة فوربس لأكثر الرياضيين دخلاً في العالم خلال الـ 12 شهراً الأخيرة، حيث وصل دخله المالي في عام واحد إلى 41.3 مليون دولار منها 21 مليوناً حصيلة الاعلانات والنشاط الدعائي خارج الملعب”.
وكان وزير المالية الإسباني كريستويال مونتورو قد حذر من خطورة تورط مشاهير ونجوم الرياضة وخاصة كرة القدم في فخ التهرب الضريبي، وشدد على أنه يريد الإطمئنان على ما يحدث خلف الكواليس، في إشارة إلى جدية السلطات الاسبانية في التعامل مع هذا الملف، ورغبتها في العمل على تبني قانون للإصلاح الضريبي يعيد الأمور إلى نصابها في ظل تمتع اللاعبين المحترفين الذين أتوا من خارج اسبانيا باعفاءات كبيرة، وتقدر بعض التقارير الإسبانية أن التهرب الضريبي يحرم البلاد من 20 إلى 25 % من إجمالي الناتئج المحلي، وهو ما يؤثر سلباً على الاقتصاد المتعثر في الأساس.
من ناحيتها، كشفت صحيفة “آس” المدريدية عن أن هيتكور رودولفو وكيل أعمال ميسي السابق الذي أطاح به والد النجم الشهير وتولى المهام التي كان يقوم بها بدلاً منه هو الذي يقف وراء الشكوى من تهرب ميسي ووالده من دفع 4 ملايين يورو للضرائب عن الفترة من من 2007 حتى 2009.
وتابع تقرير الصحيفة الإسبانية: “دخلت إدعاءات التهرب الضريبي من جانب ميسي ووالده مرحلة الجدية من الناحية القانونية، وعلى الرغم من نفي اللاعب ووالده إلا أن الأمور تخضع للتحقيق، ويسود اعتقاد بأن هيكتور رودولفو وكيل أعمال ميسي السابق هو الذي يقف وراء الشكوى المقدمة ضد ميسي، وتولى هيكتور إدارة الملفات المالية لميسي من عام 2004 حتى 2007، قبل أن يقرر والده الاستغناء عن خدماته، مما دفعه للتقدم بشكوى للحصول على مستحقاته المالية، ودفعت له إدارة البارسا 400 ألف يورو بعد تجديد عقد ميسي للمرة الأولى، على اعتبار انه كان وكيلاً له في هذه الفترة”.
وكشف التقرير أن ثبوت التهمة على ميسي يعني تحمله لـ 6 أضعاف المبلغ الذي تهرب من دفعه، وهو ما يعني انه سيكون مطالباً بتسديد 24 مليون يورو للضرائب في اسبانيا، بالاضافة إلى مواجهته شبح السجن، والأسوأ من كل ذلك اهتزاز صورته الناصعة، ويكفي أن صحيفة “ماركا” تفاعلت مع ما حدث بقولها إن الشك يضرب الرمز، كما طرحت الصحف الإسبانية وخاصة الكتالونية سؤالاً يبدو منطقياً، وهو.. لماذا لم تبادر السلطات الإسبانية بإبلاغ ميسي بالتهمة قبل تسريبها للاعلام؟، ويبدو أن الاجابة على السؤال تحمل في طياتها شكوك حول نوايا تفجير القضية وتحريك الأمور ضد أفضل لاعب في العالم في آخر 4 سنوات. من جانبه، دافع رئيس نادي برشلونة أمس الأول عن براءة ميسي، وقال روسيل في مؤتمر صحفي استعرض فيه الموسم المنتهي: “تحدثنا مع عائلة ميسي وهم مطمئنون، وفي النادي الأمر كذلك، ليس لدينا أدنى شك في براءته، الأمر الأهم، وهو ما يعلمونه بالفعل، أن نثبت لهم أننا معهم في كل شيء”. وتعهد رئيس برشلونة باستمرار فيلانوفا في تدريب الفريق قائلاً: “لحسن الحظ تيتو في حالة جيدة جداً ولديه رغبة كبيرة في البدء من جديد، لم يؤكد لي أي طبيب أنه غير قادر على الاستمرار”. وسيبقى فالديز في النادي رغم أن الحارس أعلن أنه لن يجدد تعاقده الذي ينتهي في 2014. وقال روسيل: “وكيل أعماله أبلغ أندوني زوبيزاريتا (السكرتير الفني للنادي) بأن نية فالديز هي استكمال تعاقده، لذا سيبقى معنا عاما آخر”.
عدد اليوم
