الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالات عرض الفنون التشكيلية تسهم في الترويج للوحة الإماراتية

صالات عرض الفنون التشكيلية تسهم في الترويج للوحة الإماراتية
10 سبتمبر 2010 23:05
تشهد دولة الإمارات انتشارا واسعا لصالات عرض الفنون التشكيلية الخاصة، المملوكة لأشخاص بوصفهم مستثمرين في الفنون التشكيلية، ربما بعدد أوسع مما هو موجود في الكثير من البلدان العربية الأخرى. يطرح هذا الأمر تساؤلا من نوع: ما هو مستقبل اللوحة الإماراتية في ظل تركيز صالات العرض على أسماء أجنبية أو على أسماء بعينها توصف بمنطق تجاري بأنها “بيّاعة”؟ في حين أن الاستثمار في آخر الأمر هو إعلان فتسويق ثم بيع فربح تحت معادلة “العرض والطلب”. حول هذا الموضع وأهمية انتشار صالات العرض في الدولة ومدى إسهامها في دعم الفن التشكيلي المحلي من خلال الترويج للوحة والفنان التقت “الاتحاد” مع عدد من الفنانين الإماراتيين وخرجت بالحصيلة التالية: تقول ليلى جمعة راشد، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية “أظن أن ذلك لا يؤثر كثيرا، لأن ما يباع في تلك الصالات هو اللوحات فحسب، وربما البعض من الأعمال النحتية أيضا، لكن لا أحد يشتري عملا فنيا ينتمي للفيديو آرت أو الأعمال التركيبية، ما يعني أن هذا الأمر لا يؤثر على المستوى الفني للوحة بل يخدمها، ويعزز ذلك من مكانتها ومن حضورها على صعيد الاقتناء الشخصي”. وتضيف “أما عن الجانب الاقتصادي وحصر بيع الأعمال في أسماء بعينها، فربما يكون الأمر مختلفا قليلا من وجهة نظري، فالإعلام هنا هو الذي يلعب دورا مهما في الأمر، فالإعلان عن افتتاح معرض لفنان ما من قِبَل شخصية، فذلك تشجيعا للراغبين في اقتناء اللوحة بالتأكيد، وسوف يحضرون لأسبابهم المختلفة، حيث تكون ليلة الافتتاح ليلة هامة على صعيد الانتشار بالنسبة للفنان وعلى صعيد صناعة الثقافة بالترويج والبيع”. وتختم بالقول “صحيح أن هناك أسماء فنية محددة وجاذبة للجمهور والمقتنين معا، لكن حتى نحن كفنانين نذهب إلى موقع المعرض كي نرى ما الجديد لدى هذا الفنان في معرضه”. وعلى العكس من ذلك فقد رأى الفنان خالد البنا أن “هذا الأمر وارد بالتأكيد، أي تأثير انتقاءات صالات العرض لفنانين بعينهم”. لكنه يؤكد في السياق ذاته “ سابقا كان دور جمعية الإمارات للفنون التشكيلية غير فعال، أمّا في الوقت الحاضر فلها دور بارز في إقامة المعارض الفردية والجماعية التي تحظى بتغطية إعلامية مناسبة قياسا بالنسبة لصالات العرض الموجودة في الدولة سواء التي تتبع الدولة أو التي تعود ملكيتها لأشخاص بعينهم، إنها حاضرة بقوة وتلعب دورا هاما بالنسبة لانتشار الفنان، ما يعني في آخر الأمر أن لدى الفنان الإماراتي بدائله الخاصة أيضا”. وفي صدد الترويج لأسماء بعينها دون سواها من قِبَل صالات العرض أضاف البنا “ أن هناك فنانين يفكرون بالفن بوصفه فنا قبل التفكير في أنه تجارة أو صناعة ثقافية في أفضل الأحوال، وهناك بالطبع فنانون آخرون يفكرون بالمبيعات قبل إنجاز العمل وهذا وارد في كل زمان ومكان، لكن أغلبية فناني الإمارات يميلون إلى الفن بوصفه فنا. بالتالي فوجود صالات العرض بهذا الكم الواسع أنظر إلى ما هو إيجابي فيه، فهو يقدم فنانا، أو تجربة فنية ولو كانت غير إماراتية للجمهور ولمقتني اللوحات أيضا وقبل ذلك للفنان الإماراتي نفسه، وبالتالي حين يكون الفنان إماراتيا فإن سرعة انتشاره سوف تزداد”. ويختم بالقول “دعنا لا ننسى أنه فضلا عن دور وسائل الإعلام على هذا الصعيد، قد أصبح لتقنية الانترنت أيضا دور خطير في انتشار الفنان وفي إثراء تجربته عبر تعرفه على تجارب فنية من كل العالم وليس في صالات العرض في دولة الإمارات وحدها”. أما الفنان صالح شامبيه فقال “أعتقد أن هذا التنوع في صالات العرض يُغني المشهد الفني في الإمارات ويثري الساحة بأسماء جديدة دائما، ويخلق نوعا من التنافس الإيجابي بين صالات العرض ذاتها، ما يعني أن هناك حركة تشكيلية متواصلة، فضلا عن استقطاب فنانين من خارج الدولة، وهذا كله يخلق جدلا في الساحة الفنية ويجعل كل فنان يبحث عن تميّزه الخاص”. أما عن التركيز على أسماء بعينها من قبل هذه الصالات فرأى “ربما تكون هناك سلبية ما، فالبعض من صالات العرض تبتعد عن الفنان المحلي، فيعتمد كليا على أسماء أجنبية فاقعة، لكن بالمجمل فإن ما يجري في الساحة الفنية من جدل هو إيجابي جدا”. ويضيف شامبيه “لا تنس أن هدف صالة العرض هو البيع والربح، بالتالي فالأعمال مهما كانت سويتها، فالأكثر أهمية هو المقدرة على تسويقها”. من جانبه يقول الفنان عيسى العلي “بداية فإن الفنانين عادة ما يبحثون عن الجهات التي تنشر لهم أعمالهم على أوسع نطاق ممكن، لذلك فنحن نبحث عن الصالات الخاصة الكبيرة والمعروفة، والتي بوسع الفنان والجمهور الوصول إليها بكل سهولة بحيث تجمع الفنانين بكل فئاتهم”. وأضاف “صحيح أن المبيعات قد تنحصر على فئة معينة من الفنانين أو أسماء بعينها، خاصة في الفترة المقبلة، لأن هدف صالة العرض ليس تشجيع الفنان بوصفه فنانا، لكنها بالمعنى الإجمالي مفيدة”. وختم بالقول”عندما يجد الفنان البيئة التي تساعده على تحقيق ذاته فإنه يتجه إلى تلك البيئة، فإن لم يجدها هذا الفنان وذاك وسواهما، فإن الفن، بالتأكيد، سوف يُصاب بالركود. بالتالي لا يستطيع نشر أعماله. من هنا أنظر إلى وجود بعض صالات العرض الخاصة بإيجابية كبيرة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©