الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعم الكرة الآسيوية.. «وعود تذهب مع الرياح»

دعم الكرة الآسيوية.. «وعود تذهب مع الرياح»
16 يناير 2015 23:04
معتز الشامي (سيدني) المال عصب كرة القدم الحديثة، ولا يمكن الحديث عن تقدم أو تطور للعبة في القارة الصفراء، ما لم نكشف جانباً يتعلق بقيمتها المالية في عيون الشركات والمستثمرين، والمهتمين بشراء حقوق البث والرعاية والتسويق، وذلك من واقع الأرقام التي رصدها الاتحاد الآسيوي نفسه حتى يعرف أين تقف اللعبة بالقارة الصفراء، وما هي الحلول التي يمكن أن يقدمها في دورته الجديدة، التي انطلقت مع العام 2015 في دورة جديدة يقودها سلمان بن إبراهيم، صاحب الرؤية الخاصة بالتسويق وزيادة الدخل الخاص باللعبة في القارة بأكملها. وإذا كان الاتحاد الآسيوي قد أطلق عدة مبادرات مؤخراً تعنى بنشر اللعبة، والاهتمام بالصغار، ومحاولة تحميس دوريات تغيب تماماً عنها مفاهيم الإدارة الصحيحة لكرة القدم، فواقع الأرقام يعكس تراجعاً غير متوقع، وهروب شركات كانت تدعم دوريات قوية خلال سنوات مضت، ولكنها تراجعت عن ذلك. وقد فجرت الأرقام الرسمية، التي حصلت عليها «الاتحاد» في إطار ملف حلم تطور الكرة الآسيوية، الذي أطلقناه على هامش كأس آسيا المقامة حاليا في أستراليا، مفاجآت من العيار الثقيل، خاصة وأن تلك الأرقام أثبتت أن الوعود التي منى البعض بها نفسه بشأن حجم وقيمة صفقات الرعاية والاستثمار في الكرة الآسيوية، شرق وغرب القارة سيزيد، كانت أشبه بـ«دخان» يطير في الهواء، أو كما الأشياء التي تذهب مع الرياح.. تراجع حاد شهد الموسم الماضي تراجعاً حاداً في قيمة صفقات الرعاية لدوريات آسيا بمبلغ وصل إلى 379 مليون دولار، وصفها الاتحاد الآسيوي من واقع مستنداته التي بحوزتنا بكلمة «انهيار أرباح دوريات آسيا»، وهذا الانهيار يعني أن هناك خللا ما، يحتاج لتحرك على كل المستويات. وهو ما فطن إليه الاتحاد الآسيوي الذي اهتم بزيادة ورش العمل الخاصة بالاستثمار والرعاية وصفقات التسويق، كما اهتم بمزيد من العمل على ربط المجتمع باللعبة والسعي لنشرها في ربوع القارة، بينما المفاجأة الأكبر كانت في رصد 11 دوري محترف فقط، وهي اليابان، الصين، كوريا، أستراليا، السعودية، الإمارات، قطر، الأردن، إيران، أوزبكستان، تايلاند، رغم أن هناك 17 دولة أعلنت مشاركتها في دوري الأبطال، وتطبيق الاحتراف، ولكن أرقامها الخاصة بحقوق الرعاية والتسويق والدخل كانت أقل من 100 ألف دولار، بينما في بعضها أقل من 50 ألفا. وتقول الأرقام إن أكبر مواطن انهيار أرباح دوريات آسيا كان في حقوق البث، بواقع 52%، بينما تراجعت صفقات الرعاية بنسبة 29%، والتسويق بنسبة 5%، ومبيعات التذاكر بنسبة 3%، والمداخيل الأخرى بنسبة 11%. ورغم سيطرة الدوري الياباني كأعلى دوري في آسيا يبرم صفقات رعاية وتسويق بلغت 130 مليون دولار سنويا، إلا أنه رغم ذلك تراجع عن العام الذي سبقه، حيث كانت الصفقات 149 مليونا، ومن بين الدوريات التي تراجعت في أرباحها كان الدوري القطري الذي تراجع بـ17 مليون دولار عن صفقات العام 2012، بالإضافة للكوري الذي تراجع من 100 مليون قبل 5 سنوات إلى 16 مليوناً العام الماضي. ويعاني الدوري الأوزبكي رغم قوة أنديته التي تعود ملكيتها لشركات خاصة، حيث لا يعرف دوري أوزبكستان أي صفقات رعاية وبيع حقوق واستثمار، حيث لم يبرم إلا صفقات بقيمة 200 ألف دولار فقط في العام. حقوق آسيوية وعلى غير العادة شهدت حقوق بطولات الاتحاد الآسيوي نفسه تطوراً ملحوظاً في أرقام البيع والدخل الإجمالي والاستثمار، خصوصاً بعد تطور بطولة دوري أبطال آسيا، وبعد قرار الاتحاد الآسيوي مؤخراً برفع عدد الدول المشاركة في نسخة 2019 من كأس آسيا، بدت مؤشرات تسويقية تتحدث عن مضاعفة دخل الاتحاد من شركات الرعاية والتسويق. ويعلم مسؤولو الاتحاد القاري أن مركز الثقل الأكبر في النواحي الاقتصادية والاستثمارية هو في السوقين الهندي والصيني، حيث يعني تطور اللعبة هناك، ونشر الوعي والاهتمام المجتمعي بها، إبرام صفقات بالمليارات، وتحقيق دخل غير مسبوق للاتحاد القاري، غير أن سيطرة الفكر العشوائي والتدخل من الجهات الأعلى في قرار الشركات بغرب آسيا ودول الخليج، بات يعكس مؤشرات سلبية على عدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل الاستثمار الرياضي ودعم اللعبة في دورياتها، خصوصاً التي ترغب في الالتحاق بمشروع الاحتراف، مثل الأردن والبحرين وعمان. وبدأ الاتحاد الآسيوي مشوار تسويق بطولاته القارية على مستوى الأندية والمنتخبات على 4 مراحل في كل مرحلة عقد لمدة 4 سنوات، وكانت البداية من عام 92 حتى 96، عندما بيعت الحقوق بـ10 ملايين دولار، ثم تضاعفت من 96 وحتى 2000 لتصل إلى 20 مليوناً، ثم من 2000 حتى 2004، وصلت إلى 40 مليوناً، ومن عام 2004 حتى 2008 وصلت إلى 80 مليوناً، ومن 2008 وحتى 2012 وصلت إلى 140 مليون دولار صفقات رعاية وبيع حقوق بث وغيرها. وكان الاتفاق عند بيع الحقوق من 2013 وحتى 2020 لشركة بي إس جي، هو ضرورة تحقيق دخل يفوق الـ600 مليون دولار، وتفيد المتابعات بأن أرقام مبيعات الشركة التي ستصل للاتحاد الآسيوي خلال الفترة المقبلة عن تلك الفترة قد بلغت 700 مليون دولار، بزيادة 100 مليون عن المتوقع، بينما سيكون هدف مجلس إدارة الاتحاد القاري خلال دورته الجديدة التي تشهد ترشح الشيخ سلمان بن إبراهيم منفرداً على مقعد الرئاسة، أن يقفز الدخل الإجمالي من بيع بطولات الاتحاد، ويصل لأرقام مضاعفة بعد العام 2020، حيث سيكون الهدف الأول يتحدث عن مليار و500 مليون دولار. وما بين واقع الدوريات «المتراجع»، وتطور عمل التسويق في الاتحاد الآسيوي نفسه من حيث الاهتمام المتزايد ببطولاته القارية وغيرها، كان لابد أن نذكر أن وجود الرغبة الحقيقية مرتبط بمدى نجاح الاتحاد القاري واتحادات الكرة في منطقة وسط آسيا، التي تحتوي على ما يقل عن مليار نسمة، ولكنها غير مهتمة بلعبة كرة القدم. ويندسور جون:المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من الوعي سيدني (الاتحاد) يقول ويندسور جون، الأمين العام المساعد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم إن المرحلة المقبلة تتطلب العمل على مزيد من نشر الوعي بكرة القدم، على مستوى القاعدة أولًا، ثم العمل على زرع التثقيف الاحترافي لدى اللاعبين والقائمين على إدارة اللعبة في مختلف دوريات القارة غير المهتمة بالكرة كلعبة شعبية أولى عندها، وعن مستوى التسويق الآسيوي، واهتمام شركات آسيا، بالإضافة للجمهور الآسيوي بالدوريات الأوروبية أكثر من اهتمامه بدوريات آسيا وبطولاته أنديته المحلية. وأضاف: «أعتقد أن حل هذه المشكلة يكمن في تطوير المستوى الفني للدوري المحلي أولاً، والسعي لنشر ثقافة الاحتراف بشكل مجتمعي وربط الأندية بالمجتمع كله من حيث المدرسة والبيت والمؤسسات التربوية والحكومية». وتابع: «هناك مشاريع ضخمة يهتم بها الاتحاد الآسيوي لتحقيق كل تلك التطلعات وهي قادمة من رؤية الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد، والذي يسعى جاهداً لنشر اللعبة على كل المستويات في آسيا». ولفت إلى أن هناك تطورا واهتماما باللعبة بدا واضحاً في نجاح مشروع الواعدين الذي أطلق للاهتمام بمستقبل اللعبة، وهو أيضاً كان من ضمن برنامج الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الآسيوي، وأبدت الاتحادات الوطنية اهتماماً كبيراً به. وأشار ويندسور إلى ثقته في أن يحقق الاتحاد الآسيوي نجاحات تسويقية تحقق مداخيل ضخمه لاسيما أن رؤية رئيس الاتحاد نفسه تقوم على دفع اللعبة في القارة الصفراء وتطويرها وهو ما يتطلب مشروعات متتالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©