الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائلات جزائرية تقترض لشراء كسوة العيد لأطفالها

عائلات جزائرية تقترض لشراء كسوة العيد لأطفالها
10 سبتمبر 2010 22:44
يحتفل الجزائريون ككل الشعوب الإسلامية بعيد الفطر السعيد بمجرد رؤية هلال غرة شوال أو ولعيد الفطر تقاليد عريقة في الجزائر وأهمية كبرى ولذلك يبدأ التحضيرُ له في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لاستقباله في أحسن الظروف. ما أن يقترب رمضان من نهايته حتى يشرع الجزائريون في التحضير للعيد من خلال الإقبال على اقتناء ملابس ولُعب الأطفال وكذا لوازم تحضير الحلويات. وتحرص العائلات الجزائرية أشد الحرص على شراء كسوة جديدة لأطفالها في عيد الفطر ابتهاجاً بقدومه، ولا توجد عائلة واحدة لا تقتني لباساً جديداً لأطفالها بهذه المناسبة مهما بلغ بها الفقرُ والخصاصة، فهي تتحرج من عدم كسوة أطفالها لأنها تعتبر ذلك إهانة جسيمة لهذه المناسبة الدينية العظيمة، وقد تلجأ إلى الاقتراض حتى لا تحرم أطفالها من الكسوة، ولذلك تشهد ملابس الأطفال قبل أيام من عيد الفطر التهاباً كبيراً في الأسعار وارتفاعاً خيالياً يصل على أكثر من ضعف ثمنها العادي بمرتين، وتحرص عائلاتٌ كثيرة على اقتناء ملابس العيد بمجرد حلول شهر رمضان تفادياً لالتهابها فيما بعد، أما العائلات الميسورة فتنتظر إلى الأيام الأخيرة من رمضان لاقتناء آخر الصيحات التي تنزل إلى الأسواق. أصناف الحلويات تولي العائلات الجزائرية أهمية كبيرة في عيد الفطر لتحضير الكثير من أصناف الحلويات التقليدية والعصرية المعروفة لتقديمها للأهل والزوار يوم العيد وفي الأيام التي تليه، وهناك أصناف رئيسة لا تخلو مائدة أي عائلة جزائرية منها وفي مقدمتها “البقلاوة” و”المقروط” و”التشاراك” و”الدزيريات” و”القريوَش” وأصناف أخرى ثانوية مثل”العرايش” و”البنِيوَن” و”حلوى النقاش”. حلويات العيد وتتفنن العائلات الجزائرية في تحضير حلويات العيد وتولي لها أهمية خاصة إلى درجة أن كتب تعليم صنع الحلويات تحظى في الأيام الأخيرة من رمضان برواج هائل، كما تشهد محال المواد الغذائية ومحال بيع لوازم الحلويات تزاحماً شديداً بين السيدات قبل أيام من حلول عيد الفطر بغرض اقتناء لوازم الحلويات ومنها اللوز والعسل والفول السوداني والتمر ومعجون المشمش والسميد والزبدة وقوالب صنع الحلويات ومواد التعليب. وعادة ما تشرع السيدات في تحضير الحلويات على مراحل قبل نحو ثلاثة إلى أربعة أيام من موعد عيد الفطر، حيث يخصِّصن السهرات الرمضانية الأخيرة للبداية في تحضيرها وطهيها حتى تكون جاهزة كلية ً يوم العيد، ويحلو للعائلات تبادل الحلويات يوم العيد حيث ترسل أفضل الأصناف منها إلى بعضها البعض. تهانٍ وتبريكات ما أن تعلن لجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية موعدَ العيد، حتى تنطلق التهاني والتبريكات بين الجزائريين عن طريق الإنترنت أو الرسائل النصية. وقدرت شركات المحمول الثلاثة في الجزائر عدد الرسائل النصية القصيرة التي تم تداولها في العيد الماضي بـ20 مليون رسالة. وفي صبيحة العيد ينهض الجزائريون في حدود الساعة السابعة صباحاً لتحضير أنفسهم للخروج جماعياً إلى صلاة العيد التي تبدأ على الثامنة والنصف. والطريف أن العيد لا يبدأ عند الجزائريين فور صلاة الفجر، بل يبدأ بعد صلاة العيد تحديداً، ولذلك لا يتبادلون حينما يلتقون وهم في طريقهم إلى صلاة العيد سوى التحيات التقليدية ككل أيام السنة. صلاة العيد وفي انتظار الصلاة يصطف آلاف المصلين في كل مسجد وفي كل ساحة محيطة به ليرددوا التسابيح المعروفة الخاصة بالمناسبة “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله”، ثم يقوم الجميع إلى الصلاة فالخطبتين. وبمجرد انتهائهما، يكون عيد الفطر قد حل “رسمياً” في الجزائر وفق التقاليد المحلية ويبدأ الجميع في العناق وتبادل التهاني مرددين عبارة “صحَّ عيدك” وبدرجة أقل “عيدك مبارك”. وفور انتهاء صلاة العيد، يبدأ الجيران بتبادل الزيارات وتبادل التهاني، وبعدها تغص الشوارع بالحركة، وبخاصة حركة الأطفال الذين يخرجون للعب والتباهي بملابسهم ولُعبهم الجديدة في أجواء مميزة، كما تشرع الأسر الصغيرة في زيارة العائلات الكبيرة حيث الجدِّين والأعمام والأخوال والأصهار، فتزدحم الطرقات بالحركة والحافلات بالمسافرين.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©