الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسراف في تناول الطعام يفسد بهجة العيد

الإسراف في تناول الطعام يفسد بهجة العيد
10 سبتمبر 2010 22:43
تشهد أيام الأعياد والمناسبات الخاصة عادة إعداد الولائم وتبادل العزائم وإعداد أصناف الحلوى والطعام الخاصة بعيد الفطر الذي يمثل جانباً تراثياً من جوانب الاحتفالات المحلية والعربية، ولكن الخطورة تكمن في انتهاء شهر رمضان، حيث كان الناس صائمين طوال شهر كامل وقد اعتادوا على نمط غذائي مغاير تماماً للنمط المتبع طوال العام، فنتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار ما يجعله في حالة راحة نهاراً في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب، ولكن هذا الحال ينقلب رأساً على عقب خلال أيام العيد. ينصح الدكتور عبد الرحمن مصيقر، رئيس المركز العربي للتغذية في البحرين، بتناول الفطور في الصباح الباكر بعد صلاة العيد مباشرة، وذلك لتعويد المعدة تدريجياً على وجبة الفطور الصباحي، مؤكداً كذلك ضرورة تأخير غداء العيد، حتى تتعود المعدة تدريجياً على الفارق بين وجبة الإفطار الرمضاني والغداء الاعتيادي، على أن يتقلص الفارق في تناول الفطور الصباحي والغداء تدريجياً حتى تستقر على المواعيد الاعتيادية لوجبتي الفطور والغداء قبل رمضان. الاعتدال يدعو مصيقر إلى تجنب الإكثار من الحلويات التي تقدم في العيد حتى لا تربك المعدة، حيث إن الإكثار منها يساعد في زيادة الوزن، لافتاً إلى ضرورة الحرص على تناول مقادير قليلة منها، فغالباً ما تقدم المكسرات أثناء العيد، وهي مصدر غني بالمواد الدهنية وإن كانت من النوع الجيد الذي يساعد على تقليل الكوليسترول، لكن الإكثار منها يساعد في زيادة الوزن، لذلك يجب ألا يزيد عدد حبات المكسرات على 10 في كل زيارة إلى الأهل والأصدقاء بحيث لا يزيد التناول اليومي على 35 حبة مكسرات، مع ضرورة إبعاد المكسرات عن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات لأنها قد تسبب لهم الاختناق، لذلك يستحسن وضعها في مكان بعيد عن متناول أطفال هذه الفئة العمرية، مع مراقبتهم وإرشادهم إلى عدم تناول المكسرات عند زيارة الأهل. وتعتبر أطباق الحلوى من أهم أطباق الأعياد الرئيسية لدى الإماراتيين والخليجيين بصفة عامة، وفي هذا الصدد يرى مصيقر أن الحلوى لا تحتوي على قيمة غذائية تذكر، فهي عبارة عن سكر ونشا وألوان ونكهات، لذا يفضل الإقلال من تناولها والاكتفاء بتناول من ملعقة إلى أربع ملاعق من الحلوى خلال اليوم، ويفضل أن تكون بعد الوجبات الرئيسية، في حين أن “الرهش” (الحلاوة الطحينية) تعتبر من الحلويات الشعبية المفيدة إذا ما تمت مقارنتها بالحلوى فهي قيمة غذائية عالية، ولكن احتواءها على السكر والسمسم يؤدي إلى مساهمتها في زيادة الوزن، ومع ذلك يبقى الرهش بديلاً جيداً للحلوى، ويجب ألا تزيد كمية تناوله على أربع ملاعق في اليوم. وتعتبر “السمبوسة الحلوة” ذات قيمة غذائية عالية لاحتوائها على المكسرات، ولكن السمبوسة المقلية تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، لذا يفضل تناول السمبوسة المشوية (بالفرن) حيث تحتوي على نسبة أقل بكثير من الدهون، على ألا تقدم السمبوسة الحلوة للأطفال دون 3 سنوات وذلك لاحتمال أن تؤدي إلى اختناقهم. البوفيهات عادة ما يتناول الكثير من الناس طعامهم خارج المنزل خلال عطل الأعياد وغيرها من المناسبات، ويكون التوجه الأفضل بالنسبة لمعظم الأسر ومجموعات الأصدقاء هو زيارة المطاعم التي تقدم بوفيه يضم أطباقاً متنوعة، وقائمة كبيرة من الأصناف، إلا أن خبراء التغذية يحذرون من أن البوفيه قد يساعد بصورة كبيرة على زيادة تناول الطعام، فعند تناول الطعام خارج المنزل تجب مراعاة أن يكون المطعم نظيفاً، كما يجب الابتعاد عن البوفيهات قدر الإمكان، حيث إنها تساعد على زيادة تناول الطعام وبالتالي زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص، ويستحسن في هذه الأحوال الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية مثل السلطات وعصائر الفاكهة واللحوم أو الأسماك أو الدجاج المشوي، وعند الذهاب إلى مطاعم البوفيه يتوجب الابتعاد قدر الإمكان عن السلطات المحضرة بالمايونيز لاحتمال تلوثها بالميكروبات، كما يجب التأكد من درجة حرارة الأطباق التي تقدم ساخنة بحيث تكون درجة حرارتها عالية (ساخنة وليست دافئة)، بالإضافة إلى تجنب تناول الأطعمة البحرية غير المطبوخة مثل الأطعمة البحرية اليابانية (السوشي) وذلك لاحتمال تلوثها بالميكروبات، مع ضرورة الابتعاد قدر الإمكان أيضاً عن اللحوم والأسماك أو الدجاج التي يتم تقديمها باردة، وتناول كميات جيدة من الفواكه والخضراوات الطازجة، والتقليل من الكاتشب والماسترد والمايونيز وصلصات السلطات. وعند التوجه لمطاعم الوجبات السريعة يفضل طلب الحجم الاعتيادي من (برجر اللحم أو الدجاج) من دون سندويشات النقانق والسجق ومن دون إضافة الجبن، كما يستحسن طلب الخبز الأسمر أو الكامل في حال توافره في المطعم بدلاً من الخبز الأبيض، وتجنب عروض من مثل (غداء حتى الإشباع) لأنها تعطي فرصة تناول كميات أكبر من الأطعمة السريعة، مع ضرورة التوازن بين وجبتي العشاء والغداء في المطاعم بحيث تكمل كل منهما الأخرى، فمثلاً إذا كان الغداء ثقيلاً يجب أن يكون العشاء في المطعم خفيفاً، وإذا كان الغداء عالي الدهون أو الكوليسترول يجب تناول أطعمة قليلة الدهون أو الكوليسترول على العشاء مثل سندويشات الدجاج المشوي والتونة من دون جبن أو مايونيز، كما يمكن طلب البطاطس المقلية صغيرة الحجم من دون إضافة الملح إليها، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر أو المياه المعدنية وإن لم تتوافر، فالأفضل التوجه بطلب مشروبات الحمية (الدايت). ?نصائح ضرورية تشهد الأيام الأولى للعيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول معاناة الكثيرين من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي يحمل للجهاز الهضمي دون سابق تمهيد أو إنذار، فتستنفر أقسام الطوارئ بالمستوصفات والمستشفيات كل أجهزتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد، بالإضافة لتسجيل حالات مرتفعة للتسمم الغذائي في أول أيام العيد، ولكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل تغذية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام، هناك عدد من الاعتبارات الغذائية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل منها: ? الحذر من تناول كمية كبيرة من الحلوى تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي تشتهر به مجتمعاتنا، وللخروج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة، بدلاً من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية في كل زيارة لمنزل صديق أو قريب. ? علينا الاعتدال في تناول الحلوى والشكولاته وكعك العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن. ? الحذر من التدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية، فمن شأن هذا أن يؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة، كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب. ? التدرج في تعويد المعدة على استقبال الطعام في الصباح، حيث يعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء التغذوية الشائعة. ? تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة وعسرة الهضم مثل الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير مكتملة النضج، وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة وغيرها من الأغذية عسرة الهضم. ? ضرورة تناول الطعام في صورة وجبات محددة، فمن المفيد جداً البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام، وإعطاء باقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي. ? تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك. ? تجنباً للإصـابة بالإســهال والحـمى يجب الحرص على تطبيق قواعد سلامة الأغذية باختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها، وعدم شراء الوجبات الجاهزة من مصادر غير معروفة. ? بالنسبة لمن يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل يجب عليهم الحذر عند تحضير أغذيتهم وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد. ? الاعتدال في الأكل والشرب وعدم الإسراف، مع الاعتدال أيضاً في إقامة الولائم بالمنزل، وفي تلبية الدعوات إليها من قبل الآخرين. ? مراعاة الأشخاص المرضى في الأسرة نفسها وبخاصة المصابين بأحد الأمراض المزمنة، وذلك بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية. ? مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول كافة الأصناف المنوعة في المائدة. ? تجنب الخمول والأكل ثم النوم ثم الأكل، حيث يؤدي الشعور بالكسل والخمول لتناول وجبات كبيرة ودسمة، فالنوم بعد الأكل يسبب عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ. ? تخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©