الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب النارية مخاطر تهدد فرحة العيد

الألعاب النارية مخاطر تهدد فرحة العيد
10 سبتمبر 2010 22:41
في العيد يسارع الأولاد والشباب إلى التعبير عن فرحهم بالمناسبة بإشعال الألعاب النارية والمفرقعات فرحين بها وبألوانها ونورها ولهيبها... لكن ما لا يعرفونه هو مدى احتمال التعرض للأذى بسببها. ليس من المبالغ فيه التحدث عن مخاطر الألعاب النارية، فقد تعرضت لقاذفاتها الكبريتية التي استدعت علاجي لفترة ثمانية عشر شهراً ولا تزال آثار حروقها على الجلد حيث أصبت في إحدى المناسبات، ولا أزال أذكر الألم المرافق للحروق كما أن صوت انفجارها لا يزال يرعبني. ثمة من فقدوا أصابع لأن المفرقعات انفجرت في أيديهم وهم يشعلون فتيلها، وربما يشير “الأقوياء” إلى الذين يرتعبون منها على أنهم “جبناء”، ولكن هل يعلم هؤلاء أن ثمة ألعابا نارية من غير المسموح الاقتراب منها لما تحتويه من مواد سامة محرقة، كما أن دخانها مؤذٍ إذا ما تم استنشاقه. لذا تسعى الدول للحدّ من انتشار الألعاب النارية وقد تسمح بها في أماكن محددة وبواسطة شركات معروفة كما هو معروف مصدرها، لأن ثمة ألعاباً نارية لا تتوافر فيها شروط الأمان المطلوبة ومنها التي تنطلق في الأجواء وإذا كان تصنيعها سيئاً قد تنفجر قبل انطلاقها في الجو إنما في قاعدتها، فتسبّب الحرائق والحروق وبتر الأعضاء والصمّ. أخطار فادحة تشير الدكتورة رشا أبو عبيدة، المتخصصة في الطب العام في مركز العلاج الطبي المتقدم – Advanced Cure Center، إلى أن الإصابات التي تنتج عن المفرقعات أو الألعاب النارية تتعدى الحروق إلى التسبّب بفقدان عضو في الجسم كالعين أو الأصابع. عن الحروق، تقول “إن معظم الحروق التي تسببها الألعاب النارية هي من الدرجة الثانية أو الثالثة، وذلك لأن درجة حرارة الشرارات المنطلقة من الألعاب النارية تبلغ ألفي درجة مئوية، أي عشرين مرة أكثر من درجة حرارة غليان المياه”. وتشير إلى أن بعض الإصابات العميقة قد تؤدي إلى بتر أحد الأعضاء كالأصابع أو حتى بتر اليد كاملة، كما تأدي إلى تشوّهات في الوجه. وتعرض لسلسلة من الإصابات التي تنتج عن المفرقعات النارية، وخصوصاً تلك غير المضبوطة والمراقبة في صناعتها والتي تأتي فيها عيب في التصنيع، ومن أبرز هذه الإصابات: “إمكانية حدوث تمزّق في الجسم أو دخول أجسام غريبة في العين، فيؤدي إلى انفصال في الشبكية وربما فقدان كلّي للعين وبالتالي للبصر، وقد يسبّب الغلوكوما أي ما يسمّى بالمياه البيضاء في العين”. كما تشير الدكتورة رشا أبو عبيدة إلى إصابات السمع، وتقول “من الممكن التعرض لفقدان السمع لشهر أو شهرين أو لفقدان كلّي للسمع لأن أصوات انفجار المفرقعات النارية القوية يسبّب خللاً وظيفياً في عمل المخ”. إصابات ممتدة تمتد الإصابات إلى وظائف أخرى في الجسد، ومنها عمل الرئتين، إذ “أن استنشاق احتراق المفرقعات النارية يؤدي إلى أذية الرئتين وإلى التحسّس، وخصوصاً لدى من يعانون من الربو أو الأمراض الصدرية، وذلك بسبب المواد التي تصنّع منها المفرقعات النارية وهي عبارة عن مزيج من الفحم والكبريت ونيترات البوتاسيوم والألمنيوم، وهي كلّها مواد ضارة”. وتضيف “هذه الإصابات يضاف إليها التأثير النفسي الذي تحدثه المفرقعات النارية على الأطفال، إذ أن صوتها ورؤية نارها وما تفعله يسببان الخوف والهلع لدى الأطفال”. وتعتبر الدكتورة رشا أن معظم الدول الواعية تمنع المفرقعات النارية أو تضبط استخداماتها بحيث تمنع بيعها للأولاد وتحدّ من استخدامها مع المتخصصين العارفين بها وبمصادرها، مشدّدة على أهمية الرقابة التي يجب أن تفرض على الشركات المصنّعة لأن بعض الإصابات تتأتى عن المفرقعات النارية غير الصالحة للاستخدام. وتتأسف الدكتورة رشا على أن المفرقعات النارية تعتبر من عادات الاحتفال بالأعياد والمناسبات، في حين أن ضررها العالي النسبة يفرض على الأهل الوعي حيال استخداماتها. حملة شرطة أبوظبي مع اقتراب مواسم الأعياد، تنشط شرطة أبوظبي في مكافحة انتشار الألعاب النارية، خصوصاً أنه من غير المسموح استخدامها إلا بناء على رخصة مدنية، كما يشرح العقيد حميد سعيد العفريت، مدير إدارة الأسلحة والمتفجرات في شرطة أبوظبي. ويقول “تعتبر جميع الألعاب النارية بمختلف أنواعها غير مسموح باستخدامها أو تداولها أو حيازتها أو تخزينها إلا بعد أخذ الموافقات المدنية من قبل جهات الاختصاص وذلك وفقا للقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2009م، حيث نصّت المادة رقم 59 على الآتي: “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر وبغرامة لا تزيد على خمسة آلاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مرخص له استورد أو صدر أو باع أو اشترى أو حاز أو نقل أو خزن أو مارس أي تصرف من التصرفات الأخرى المرخص له بها في الألعاب النارية دون الحصول على التصريح اللازم بذلك”. ضرورة التوعية يشير العقيد حميد العفريت إلى الحملة التي تم إطلاقها للتوعية بمخاطر الألعاب النارية، خصوصاً لدى اقتراب العيد، لافتاً إلى أن هذه الحملة ستستمر إلى ثالث العيد، يضاف إليها التغطية الشاملة لها عبر وسائل الإعلام المتنوعة من مقروءة ومسموعة ومرئية. ويقول “تعتبر هذه الحملة ضمن حملات سابقة قامت بها الشرطة في السنوات الماضية، والتي لاحظنا لدى تقييمها أنها ساهمت في تناقص هذه المخاطر لكن طموحنا في حملة هذا العام القضاء على هذه الظاهرة وتلاشيها تماماً”. ورداً على سؤال حول كيفية تحديد الأماكن المسموح فيها اطلاق الألعاب النارية بعد نيل الموافقة من الجهات المعنية ذات الإختصاص بشؤون الألعاب النارية، يقول العقيد العفريت “إن تحديد الأماكن المسموحة وغير المسموحة لإطلاق المفرقعات النارية، يتم بعد معاينة الجهة المختصة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي لهذه الأماكن وموافقتها وفقاً لضوابط معتمدة وتحت إشرافنا. ولكن فيما يتعلق بما يسمى بـ “الشلق” والتي يتم تداولها من قبل الأطفال والمراهقين، فإنه يمنع استخدامها ولا يرخّص لها، وذلك لأنها لم يتم تصنيعها حسب التصنيفات الدولية المعتمدة ووفقا للمعايير المتبعة لدينا”. سلامتهم عيدنا عنوان حملات التوعية المكثفة بمخاطر الألعاب النارية والتي قامت بها شرطة أبوظبي مولية إياها كل الاهتمام منذ سنوات وحتى يومنا هذا، جاء معبرا لأمن وسلامة المجتمع بأفراده، وخصوصاً الأولاد. “سلامتهم عيدنا” شعار للجميع وخصوصاً للأهل، وقد واكب هذه الحملات التوعوية حملات نظمت بالتعاون مع إدارة التحريات والمباحث الجنائية في الأماكن التي تباع فيها الألعاب النارية، وأسفرت – كما يقول العقيد حميد العفريت – عن انخفاض نسبة الحوادث الناتجة عن استخدام الألعاب النارية. وفي غالبية هذه الحملات، يشدّد العقيد العفريت على دور الأسرة الكبير في توجيه الأبناء والمحافظة على سلامتهم من جراء أخطار استخدام الألعاب النارية خصوصاً بعد وقوع العديد من الإصابات ومنها الخطيرة، وفي واحدة من هذه الحوادث توفيت طفلة في دبي بسبب الألعاب النارية. ويقول “إن رعاية وتوجيه الوالدين من الركائز الرئيسية لدرء أخطار الألعاب النارية، ولقد حققنا نجاحا ملموساً من خلال توعية هذه الشريحة المجتمعية، فضلاً عن وجود العقوبات الرادعة والتي تتعلق ببيع هذه الألعاب”. ويلفت إلى المردود الإيجابي الذي حصدته شرطة أبوظبي منذ بداية اطلاقها لهذا النوع من الحملات التوعوية، والذي وصل إلى حد قيام البعض بالإبلاغ عن الأماكن التي تبيع هذه الألعاب. ويشيد بالتعاون الذي قام مع منطقة أبوظبي التعليمية والتي من خلالها وصلت الحملات إلى التلامذة في المدارس، كما تم اشراك الطلبة في المحاضرات من أجل أن يشكلوا بدورهم تأثيراً ايجابيا على زملائهم في توجيه النصح لهم وإرشادهم. يذكر، كما يشير العقيد حميد العفريت إلى “أن الألعاب النارية أدرجت عالمياً ضمن المتفجرات وبالتالي يطبق عليها نصوص المواد القانونية المتعلقة بالمتفجرات مثل المواد 52 و53 و54 من القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2009م في شأن الأسلحة والذخائر والمتفجرات”، ويضيف أن “التصنيف الدولي للمواد الخطرة أدرج الألعاب النارية ضمن المتفجرات المنخفضة إذ تحتوي على البارود الأسود العادي الذي يستخدم في الحشوات الدافعة في الألعاب النارية”. مخاطر الألعاب النارية المخاطر الناتجة عن الألعاب النارية لخصها العقيد حميد العفريت بالآتي: ? حرائق وأضرار في الملكيات العامة (حرائق بالمنازل والمصانع) ? حرائق تصيب الجسم أو جزءا منه (بالعين أو الوجه أو الجسم كلياً) ? ملوثات تؤثر في البيئة (الأبخرة والدخان السام- الضوضاء) ? مشاكل نفسية (الإزعاج والخوف والفزع لدى الأطفال الرضع)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©