جزيرة دلما تنعزل عن العالم الخارجي بفعل الرياح والأمواج

انقطعت جزيرة دلما عن العالم الخارجي يوم أمس، بعد إعلان وقف جميع وسائل النقل الجوية والبحرية بسبب الحالة الجوية السائدة، في وقت سارعت فيه الجهات المسؤولة إلى اتخاذ جميع الإجراءات لاستمرار الحياة داخل الجزيرة الكائنة على بعد 120 ميلاً بحرياً غرب العاصمة أبوظبي· ويقطن جزيرة دلما أكثر من ستة آلاف نسمة يعملون في مهن الصيد والزراعة والتجارة، والدوائر الحكومة وتصل مساحتها إلى 42 كيلومتراً مربعاً، وتتميز بطبيعتها الجبلية حيث يصل ارتفاع أعلى قمة فيها إلى 98 متراً عن سطح الأرض· وأكد عبدالله حسن الحوسني نائب رئيس مجلس إدارة جمعية دلما التعاونية وقف جميع الرحلات البحرية من الجزيرة وإليها، نظراً لارتفاع الأمواج بشكل كبير، وكذلك شدة الرياح وهو ما يجعل حركة الملاحة البحرية خطراً على الركاب· وأشار الحوسني إلى أن الرحلات البحرية سيتم استئنافها فوراً بعد عودة الأحوال الجوية إلى طبيعتها واستقرار حركة الملاحة البحرية، بما يضمن أمن وسلامة مستخدمي وسائل النقل البحري· وتقع الجزيرة في قلب الخليج، ولا يربطها بالبر سوى وسائل النقل البحري، قبل أن يتم توفير وسائل نقل جوية من الجزيرة إلى أبوظبي التي أمر بتوفيرها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خدمة لسكان الجزيرة· وتعد جمعية دلما التعاونية الجهة المالكة لوسائل النقل البحري ويضم اسطول النقل ''دوبتين'' من الحجم الكبير ''دانة''، تبلغ حمولتها 500 طن، و''مسمح'' وتبلغ حمولتها 350 طناً، وتستخدم لنقل الركاب والبضائع والسيارت والمعدات الثقيلة بأنواعها· كما يضم الأسطول طرادين للمواصلات السريعة، هما ''جلفار ''1 ويتسع لـ40 راكبا وسعر التذكرة 25 درهما، و''جلفار ''2 يتسع لـ15 راكباً وسعر التذكرة 40 درهماً· كما خصص طراد للطوارئ ''دلما ''4 يتسع لـ15 راكبا ويؤجر لشخص أو لأسرة· وأكد سالم عيسى المزروعي مدير المنطقة الطبية الغربية أن إدارة المنطقة تولي جزيرة دلما عناية خاصة نظراً لظروف النقل فيها، التي يمكن أن تنقطع لأيام قبل أن تعاود وسائل النقل البحري عملها من جديد، وهو ما دفع بإدارة المنطقة إلى وضع استراتيجية خاصة لمستشفى الجزيرة، سواء من ناحية توفير مخزون استراتيجي كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية والغاز الطبي يكفي لـ3 أشهر قادمة على عكس باقي المستشفيات الأخرى، والتي يتم توفير مخزون استراتيجي من الأدويـــــة يكفي لمـــــدة شـــهر واحـــــد فقط، وذلك لمواجهة أي طارئ يمكن أن يعترض حركة النقل· وأضاف المزروعي أن مستشفى جزيرة دلما مجهز بأفضل التجهيزات لاستقبال الحالات المختلفة، خصوصاً الطارئة منها، وقدرته على نقل المرضى إلى مدينة أبوظبي أو الربط بين المستشفى والاستشاريين المتخصصين في أبوظبي· من جهته، أكد أحمد سيف الهاملي مدير عام شركة أدنوك للتوزيع في المنطقة الغربية أن الجزيرة تضم حالياً مخزوناً من البترول يكفي لمدة أسبوع، وكميات من الديزل تكفي لمدة 10 أيام كاملة، وذلك لمواجهة الطلب على البترول خلال الأيام القادمة ولحين عودة الحياة إلى وسائل النقل البحري من جديد· وأشار الهاملي إلى أن شركة أدنوك للتوزيع تحرص دائماً على وضع جميع الاحتمالات الممكنة عند اتخاذ أي قرارات تخص الأهالي والمتعاملين معها وتضع في اعتباراتها مثل تلك الظروف التي يتوقع حدوثها دائماً عندما تحل ظروفاً جوية صعبة· وكون السلع الغذائية من المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها، فقد أكد عبدالله حسن علي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية دلما أن الجمعية جهزت مستودعات كبيرة ومجهزة لاستقبال كميات من السلع الغذائية تكفي لعدة أشهر قادمة لتكون مخزوناً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه في سد احتياجات الأهالي منها خلال فترات انقطاع النقل البحري· وكما اتخذت الجهات المعنية استعداداتها لمواجهة الظروف الجوية، راعت أغلب القطاعات موقف موظفيها والعاملين لديها إذا ما حالت تلك الظروف دون عودته، حيث أكد خلفان عيسى المنصوري مدير المنطقة التعليمية الغربية أن المنطقة تراعي جيداً مثل تلك الظروف القهرية، التي تحول دون عودة الموظف إلى عمله، إذا ما كان خارج الجزيرة وقت وقف النقل البحري والجوي، ولا تقوم باتخاذ أية إجراءات قانونية وإدارية ضد الموظف في مثل تلك الحالات، وهو ما أكده راكان محمد المعلا المرر مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في بلدية المنطقة الغربية· وفي ســيــاق آخـــــر، لم يتــــسن لـ ''الاتحاد'' الحصول على أي معلومات بشأن حادثة اختفاء ''دوبة'' لنقل البضائع انقطع الاتصال بها أول من أمس بينما كانت متجهة من جبل الظنة إلى جزيرة زركوه في المنطقة الغربية· وتحفظ مسؤول في جمعية دلما التعاونية الجهة المالكة لـ''الدوبة'' الإدلاء بأي معلومات عن الدوبة المختفية ومصير أفراد طاقمها، مؤكداً أن أي معلومات بهذا الخصوص يجب أن تصدر من جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية الذي يدير خفر الحدود والشرطة البحرية· ولم تتمكن ''الاتحاد'' الحصول على تصريح من أي من مسؤولي الجهاز حول مصير الدوبة المختفية· وأدت الأحوال الجوية السيئة وارتفاع الموج أمس الأول إلى اختفاء ''دوبة'' البضائع، بعد أن تحركت من ميناء المغرق في جبل الظنة في الساعة العاشرة والنصف صباح أمس في طريقها إلى ميناء جرنين، قبل أن تغير مسارها على بعد 9 أميال من الجزيرة، بسبب سوء الأحوال الجوية وتتجه إلى ميناء زاركوه لينقطع الاتصال بعدها·