بالنسبة لجوزيف يوبو، تشكل طقوس ما قبل المباراة جزءاً من اللعبة، بجانب التعليمات التي يتلقاها وزملاؤه في غرفة الملابس خلال استراحة الشوطين، وخلال مسيرته التي دامت 16 عاماً كلاعب محترف، اعتاد المدافع النيجيري على تحضير نفسه دائماً للعمل بالطريقة نفسها، فيرتدي قميصه، ثم يغني ويصلي قبل أن ينزل إلى أرض الملعب.
إنه روتين معتمد من قبله في مرات لا تحصى، لكن على وجه التحديد في 100 مناسبة مع منتخب «النسور السوبر»، خادم متفانٍ لبلاده، حقق يوبو شرف خوضه مباراته المائة بقميص المنتخب الوطني ضد الأرجنتين في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة لنهائيات البرازيل 2014.
وعلى الرغم من خسارة فريقه لهذه المباراة بنتيجة 2-3، خرج اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً من المباراة بذكريات إيجابية، فهو لم يحقق إنجازاً شخصياً وحسب بوصوله الى مباراته المائة، بل إن نيجيريا تأهلت إلى الدور ثمن النهائي بفضل الخدمة التي قدمتها البوسنة بفوزها على إيران 3-1 في المجموعة ذاتها.
وقال قائد النسور: «التأهل لمرحلة خروج المغلوب كان هدفنا الأول، نحن سعداء للغاية، لأننا لم ننجح في تحقيق هذا الأمر منذ عام 1998، هذه المرة، فعلنا ذلك بكل فخر واعتزاز من خلال حصولنا على المركز الثاني، ومحاولتنا الحصول على المركز الأول ضد الأرجنتين».
لم يكن المنتخب النيجيري خصماً سهلاً على الإطلاق أمام المنتخب الأميركي الجنوبي، لكن يوبو يشعر أن كان بإمكانه ورفاقه تقديم المزيد، حيث أوضح مدافع فناربخشة، الذي أمضى الأشهر الستة الماضية على سبيل الإعارة مع نوريتش سيتي «نحن نشعر بخيبة أمل لأننا لم نلعب تلك المباراة بنية الفوز بها منذ الدقيقة الأول، كنا نعتقد بأن التعادل سيكون نتيجة جيدة، لكن في الشوط الثاني خرجنا أقوى لمحاولة الفوز بالمباراة، هذا ما يجب علينا القيام به منذ الدقيقة الأولى».
كشف ليونيل ميسي بهدفه المبكر الخلل في خطتهم المحافظة، لكن يوبو متفائل جداً استناداً إلى الطريقة التي لعب بها فريقه بعد ذلك، حيث قال: «أنا فخور بفريقنا وبردة فعلنا بعد أن تخلفنا، نحن سعداء للتأهل لكننا نشعر بالخيبة، لأننا لم نحقق نتيجة أفضل من ذلك».
هذا في حد ذاته يعكس بشكل كبير الطموح الموجود في صفوف المنتخب النيجيري، بالنظر إلى أن المنافس الأرجنتيني متوّج باللقب العالمي مرتين، ويضم في صفوفه لاعباً متوجاً بجائزة الكرة الذهبية أربع مرات، «إنهم أحد أفضل المنتخبات في العالم، وكان اختباراً كبيراً بالنسبة لنا»، هذا ما أضافه لاعب إيفرتون السابق الذي لم يكن بحاجة إلا لثانية وحيدة لكي يفكر باسم أفضل مهاجم واجهه خلال مسيرته الطويلة.
«إنه ميسي الأفضل على الإطلاق، لعبت ضده سابقاً عام 2010، وتسبب لنا بالكثير من مشاكل حينها، لكن تمكنا من منعه من التسجيل، إنه لاعب متميز حقاً، كل ما عليك فعله هو أن تنظر إلى الطريقة التي جعلنا نعاني فيها اليوم».
في الواقع، كان نجم برشلونة الفارق الحقيقي الوحيد بين الفريقين في بورتو أليجري، حيث أثبت رجال ستيفن كيشي أنهم حققوا تقدماً ملموساً منذ انطلاق مشوارهم في البطولة، وقال يوبو: «قال الكثير من الناس أننا بدأنا بخجل كبير ضد إيران (صفر-صفر)، لكنهم كانوا فريقاً قوياً، ونحن حققنا تحسناً منذ مباراتنا الأولى، مباراتنا الثالثة كانت على الأرجح الأفضل لنا منذ بداية البطولة، حتى لو انتهت بهزيمة».
مع 100 مباراة دولية في جعبته، بإمكان اللاعب المخضرم أن ينتهج الآن مقاربة متجردة لنتائج نيجيريا، حيث يبحث وراء النتيجة من أجل تقييم أكثر دقة للأداء، ويحتاج المرء لدراسة النتائج التي حققها النسور السوبر منذ 2001 لكي يدرك حجم التقدم الذي يحققه هذا المنتخب.
وقال يوبو الذي سبق أن شارك في كأس العالم كوريا واليابان 2002: «لعبت في هذا المنتخب لسنوات عديدة، لذلك كنت قادراً على رؤيته يتطور، لقد فزنا بكأس الأمم الأفريقية، وحجزنا مكاننا في نهائيات كأس العالم من دون أي مشكلة، والآن نحن تأهلنا الى الدور الثاني، ليس من المألوف أن أختبر هذه السلسلة من الأخبار الجيدة المتتالية، هذا الأمر يظهر أننا نتطور،. هذا الفريق شاب، لكنه سريع النمو ويتعلم بسرعة. نحن نأخذ الثقة من حملتنا وهذا الأمر سيساعدنا في مباراتنا اليوم».
وتأخذ المباراة المقبلة أبطال أفريقيا إلى برازيليا لمواجهة فرنسا، حيث لعب يوبو خلال موسم 2001-2002 لفترة وجيزة مع مارسيليا، وكما كانت الحال ضد الأرجنتين، من المتوقع أن يشكل منتخب الزرق اختباراً صعباً آخر ليوبو ورفاقه خصوصاً في ظل تألق كريم بنزيمة.
وقال يوبو: «لقد لعبنا ضد أفضل مهاجم في العالم، وبالتالي نحن مستعدون لمقارعة أي كان، مضيفاً مع ابتسامة على محياه: «لا أرى أي سبب يدعونا للخوف، أنا أثق في هذا الفريق، وأعتقد أنه بإمكاننا القيام بذلك الفوز على فرنسا».
سيخوض يوبو مباراته رقم 101 في هذه المواجهة، ومن البديهي أن يتمنى الحصول على المزيد من الفرص في الأراضي البرازيلية لكي يقوم بطقوسه الاعتيادية قبيل المباريات، «إذا لم نفز بالمباراة التالية، لن تكون هناك مباراة رقم 102 وما بعدها، لكن ماذا إذا كان بإمكاني أن أصل لمباراتي رقم 104 في البرازيل؟.
(ريو دي جانيرو - الاتحاد)
عدد اليوم
