الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورقة بحثية: مخططات تدمير ليبيا.. قطرية

ورقة بحثية: مخططات تدمير ليبيا.. قطرية
3 أكتوبر 2017 09:45
أحمد مراد (القاهرة) كشفت ورقة بحثية، أعدها الباحث والمحلل السياسي، ماهر فرغلي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، عن تورط النظام القطري في دعم الكثير من التنظيمات المتطرفة المسلحة والمنظمات الإرهابية في ليبيا، بهدف زعزعة استقرارها والسيطرة عليها عن طريق الجماعات الموالية لها، مثل الإخوان والقاعدة، وذلك بدعم مالي ضخم، وتسهيلات لوجستية كبيرة جداً. وأوضحت الورقة البحثية أن قطر نجحت عن طريق الرابطة الليبية لحقوق الإنسان، وإسماعيل الشويقير المدعوم قطرياً في تهيئة المناخ الدولي لتدمير ليبيا، وانهار الجيش الليبي بفعل المواجهات مع الجماعات المدعومة قطرياً، وفي 28 يوليو 2011 تم خطف رئيس الأركان اللواء عبدالفتاح يونس، وهو ضابط حر سابق انشق عن نظام القذافي وانضم للمتمردين، وذلك من قبل مسلحين متشددين بعد محاولته بناء جيش والسيطرة على عمليات القتال، ولم ينس هؤلاء المتشددون الثأر منه فقتلوه وعذبوه بطريقة وحشية، حيث اقتلعوا عينيه حياً، وقطعوا أطرافه وحرقوا الجثة، ونشروا فيديو لعملية القتل، وثبت فيما بعد الدور القطري في التحريض على قتل يونس والتخطيط لذلك. وأشار فرغلي في ورقته البحثية إلى تورط قطر في قتل الزعيم الليبي معمر القذافي في 20 أكتوبر 2011، حيث أكدت صحيفة «أرقومنتي نيديلي» الروسية في 2012 أن القوات القطرية هي من قتلت القذافي، واستندت إلى معلومات جمعتها سفينة تجسس روسية قبالة السواحل الليبية، التقطت مكالمة أجراها قائد القوات القطرية الموجودة بليبيا مع أمير قطر شخصياً، وأخبره أنه هو شخصياً من أجهز على العقيد القذافي الجريح، وساعتها وعده الأمير بمكافأة مجزية، وقد نشرت صحيفة «التليجراف» صوراً للقوات الخاصة القطرية في باب العزيزية، كما نشر فيديو على موقع اليوتيوب لأحد الضابط القطريين، وهو يقف مع ثوار ليبيا ومع عبدالحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري لطرابلس، وعضو الجماعة الإسلامية المقاتلة، وساعتها رفعوا أعلام قطر في باب العزيزية مقر الحكم، ونقلت وسائل الإعلام العالمية تصريحات الصادق الغرياني مفتي ليبيا الإخواني، ووصفه كل من يرفض التدخل القطري في ليبيا بـ«الكلب». كما نشر فيديو آخر لعبدالحكيم بلحاج مع قطريين داخل القاعدة العسكرية بطرابلس، وقال بلحاج لجنوده: من له طلبات يكتبها ويقدمها للقطريين. وأوضح أن قطر أرسلت وفداً من العسكريين والمرتزقة إلى ليبيا، ونشرت وسائل إعلام عالمية صوراً موثقة لعلم قطر على مدرعة ليبية، كما نشر فيديو للعقيد مختار فرنانة قائد المنطقة العسكرية الغربية في ليبيا يقول فيه، إن كل من يزور أو يحج إلى قطر يعيّن في منصب، وقد ثبت فيما بعد بفيديو منشور على اليوتيوب لتكريم الأمير تميم للجنود القطريين المشاركين في عمليات ليبيا. وكشف فرغلي عن وثيقة توضح الدور القطري في دعم إخوان ليبيا تسمى «وثيقة المرتبات»، وهي كشف بمرتبات المرتزقة بليبيا مقدمة من الخارجية القطرية. كما قامت قطر بتمكين مقاتلين ليبيين من تسيير وزارات الدفاع والداخلية، وهم: خالد الشريف، وعبدالباسط الزوي، وتهامي أبو زيان، ومحمد حامد حماد، وأبو بكر ميلة، وصديق الغيتي. ولفت إلى أن الدوحة شكلت مجموعة من ميليشيات الإخوان بمختلف أنواعها الإيديولوجية والإجرامية والقبلية الموالية لها بقيادة كتيبة مصراتة، الذراع العسكرية للإخوان، وهي قوات عسكرية، أطلقت عملية عسكرية سمتها «فجر ليبيا»، وحدد قادة العملية أهدافها، وهي تحرير طرابلس من القوات الخارجة عن سيطرة الإخوان، ودعمت قطر العملية والقوات الإخوانية، يوم 13 يوليو 2014، وذلك بعد شهرين من بدء عمليات حفتر ضد الميليشيات في بنغازي وطرابلس، ونشرت «الديلي تلجراف» البريطانية في 22 سبتمبر 2014 تقريراً بعنوان «قطر الممول الرئيسي للمتطرفين الإسلاميين»، أكدت فيه إرسال قطر طائرة محملة بالأسلحة لميليشيا فجر ليبيا التابعة للإخوان في مصراتة، ونقلت تأكيدات دبلوماسيين غربيين عن وجود قطر كراع رئيس للإسلاميين المتطرفين، بما في ذلك جماعات مرتبطة بالقاعدة. وقال فرغلي: وفي نفس توقيت ظهور قوات فجر ليبيا المدعومة قطرياً، أذاعت الجزيرة فيديو لفتوى الصادق الغرياني، مفتي الإخوان، يحرض فيه على قتل الجيش الليبي، كما نشرت حديثا لوزير الدفاع يتحدث عن تعرفه على بلحاج عن طريق علي الصلابي المقيم بالدوحة، وأنه من رشحه لمنصب في وزارة الدفاع، وبعدها بدأ دور بلحاج يظهر بشدة في إدارة الميليشيات والتحركات العسكرية، وعلى سبيل المثال دوره في اختطاف الضابط الإماراتي، حيث كافأته قطر بفتح شركة طيران كبيرة له، وقناة فضائية ليبية. وأشار فرغلي إلى أن مسؤولين غربيين تتبعوا رحلات الأسلحة القطرية التي تهبط على مدينة مصراتة، على بعد 100 ميل من شرق طرابلس، حيث توجد معاقل الميليشيات الإسلامية وتنظيم داعش الإرهابي، وقدرت دراسة متخصصة قيمة شحنات الأسلحة القادمة من دول شرق أوروبا، والتي وصلت إلى أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية داعش الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا، خلال عامي 2015 و2016 بنحو 5.1 مليار دولار. وأكدت الورقة البحثية أن دعم الدوحة للجماعات والميليشيات المسلحة في ليبيا عبر المجلس العسكري بطرابلس، لم يقف عند الأسلحة والأموال فحسب، بل تعداها إلى إرسال جنود كانوا يرافقون زعيم الجماعة الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري بطرابلس عبدالحكيم بلحاج أثناء أحداث إطاحة نظام القذافي حتى دخل باب العزيزية. كما دعمت قطر شخصيات عرف أغلبها بانتمائها للتيار الإسلامي، كعلي الصلابي القيادى في جماعة الإخوان المسلمين، وعبدالباسط غويلة، كما وضعت يدها على دار الإفتاء التي يترأسها المفتي المعزول الصادق الغرياني الذي عرف بفتاويه التحريضية ضد الجيش الوطني. وقال: ولم يقف الدعم القطري عند الجماعات الموجودة في طرابلس، بل سعت الدوحة لوضع يدها على المنطقة الشرقية من خلال دعم كتائب متطرفة شاركت في إسقاط النظام الليبي، وتحالفت في ما بعد مع تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي ونفذت عدة عمليات اغتيال، وهو ما دفع خليفة حفتر لإطلاق عملية الكرامة سنة 2014. وأضاف: ولم يتوقف الدعم القطري عند الدعم السياسي والعسكري، بل تجاوزه إلى الدعم الإعلامي، سواء من خلال تجنيد قنواتها ومنابرها الإعلامية لتبييض الجماعات المتطرفة، ووصف عناصرها بالثوار، وكل من يقف ضد مشروعهم بالقوى المضادة للثورة، أو من خلال تمويل مشاريع إعلامية ضخمة على غرار قناة «النبأ» التي يملكها عبدالحكيم بلحاج وقناة «التناصح» التي يقال إنها ملك الصادق الغرياني. وتابع: ولم تكن «أنصار الشريعة»، التابعة للقاعدة والتي حلت نفسها فقط هي التي تلقت تمويلاً من قطر، لكن التمويل القطري وصل كذلك إلى مقاتلي مجلس شورى المجاهدين في درنة، أما المجلس العسكري الليبي في مصراتة، والذي يمثل أحد ألوية الجماعات الإرهابية المسلحة، فقد قامت قطر بتمويل عدد كبير من قيادات المجلس، وبعض المسؤولين عن المدينة، وفي مقدمتهم عبدالرحمن السويحلي الذي قام بزيارة قطر عدة مرات، بالإضافة لدعم الزاوي قائد كتيبة أبو عبيدة الزاوي في مدينة الزاوي غربي ليبيا، والتي يجمعها تحالف قوي بعبدالحكيم بلحاج. ونقل فرغلي عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تأكيدها أن قطر نقلت بالطائرات كميات ضخمة من السلاح إلى بنغازي، سلمتها إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وسلمت لزعماء هذا التنظيم مئات الملايين من الدولارات، وأرسلت ضباطا قطريين إلى منطقة الرواغة بين الجفرة وسرت، حيث توجد مخازن بها بقايا مواد كيميائية، تدخل في صناعة الأسلحة الكيميائية، بهدف الاستيلاء عليها ونقلها، كما أرسلت عددا من الضباط القطريين بصحبة مأجورين ليبيين إلى منطقة «البوانيس» في جنوب ليبيا، وتحديداً إلى منطقة «تمنهنت»، حيث يوجد مهبط طائرات قديم بهدف استخدامه كأساس لإقامة قاعدة عسكرية قطرية، وقام ضباط قطريون بالتسلط على مدينة طبرق شرق ليبيا، وفرضوا هيمنتهم عليها، وكان جنود قطريون يفتشون الليبيين الذين يدخلون فندق المسيرة، مستعملين الكلاب. تورط «حماس» تطرقت الورقة البحثية إلى وثائق وأشرطة فيديو تثبت قيام قيادات من حركة حماس الفلسطينية بتدريب العناصر المتطرفة بليبيا على وسائل التفخيخ والتفجير، وقد كانوا وراء كل عمليات التفخيخ التي حصلت في ليبيا، وذلك بإدارة قطرية، كما قدم لواء خان يونس مساعدات فنية للإرهابيين على الأراضي الليبية. وأوضحت الورقة البحثية أن الدوحة اشترت 19 في المئة من حصة شركة تحتكر تصدير أحد الحقول الليبية للسيطرة على موارد النفط الليبية لاستغلالها في الصفقات المشبوهة لشراء الأسلحة لقتل أبناء الشعب الليبي في موقف يعكس خسة غير مسبوقة. كما سعت قطر إلى التغلغل في الشأن الليبي عن طريق فرض سطوتها على النفط، لذا لجأت إلى إقامة شراكة مع شركة «جلينكور» السويسرية، التي كانت تحتكر تصدير أحد حقول النفط الليبية بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 235 ألف برميل، وهو موقف يعكس رغبتها وسعيها الحثيث إلى إحكام قبضتها على أهم موارد ليبيا للإمعان في إسقاطها وتدميرها، ومن ثم تنفيذ مخططاتها لذا مولت الميليشيات المسلحة الإرهابية للسيطرة على الحقول النفطية، لكن تم تطهير الهلال النفطي الليبي، وبات يخضع لحرس المنشآت والجيش الليبي. وأكد فرغلي أنه بعد نجاح الجيش الوطني الليبي في طرد الجماعات الإرهابية من بنغازي وأجدابيا، عمدت الجماعات المتشددة إلى التكتل تحت مسمى «سرايا الدفاع عن بنغازي»، لتشن عقب ذلك هجمات ضد المرافق والمؤسسات العامة، منها احتلال مينائي السدرة ورأس لانوف النفطيين، وثبت فيما بعد أن «سرايا الدفاع عن بنغازي» التي تشكلت في يونيو 2016 بمدينة الجفرة، جنوبي ليبيا، هي من تأسيس ضباط قطريين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©