«ملاعب الشوارع» ظاهرة تهدد مستخدمي الطرق في الشارقة خلال الإجازات

تنتشر خلال الإجازات ظاهرة ملاعب كرة القدم المفتوحة التي يستخدم فيها الأطفال والمراهقون المساحات الخضراء المفتوحة في الدوارات وجوانب الطرق العامة، ما يشكل خطورة عليهم وعلى مستخدمي الطرق ويزيد من نسبة حوادث الدهس في إمارة الشارقة. وعزا سائقون انتشار مثل هذه الظاهرة إلى غياب الوعي ومراقبة الأسرة لأبنائهم، حيث أشار محمد أمين ولي أمر من سكان الشارقة إلى أن انعدام التواصل بين أفراد الأسرة والاهتمام بكيفية قضاء أوقات الفراغ خاصة لفئة الأطفال والمراهقين يسهم بشكل كبير في انتشار مثل هذه السلوكيات الخاطئة، حيث ترى تجمعات من الصبية على جوانب الطرق ودوارات الشوارع الرئيسية يستخدمونها كملاعب خاصة يمارسون فيها هوايتهم دون مراعاة العواقب الوخيمة التي قد تترتب على هذه الظاهرة السلبية. من جهتها، قالت علياء عمران، ولية أمر، إن انتشار مثل هذه الملاعب المفتوحة يتسبب في ارتفاع نسب الحوادث، حيث تتركز ملاعب الكرة في أماكن حساسة وحيوية من ناحية ازدحام السيارات أو أنها مطلة على شوارع رئيسة مما يعرض الجميع لمخاطر الحوادث. وقالت: “لا أستطيع أن أنسى أنه في أحد الأيام، كدنا أن ندهس أحد الصبية لأنه انطلق في الشارع لالتقاط الكرة دون أن يعي أنه مسار للسيارات، ومن لطف الله بنا، أننا تفادينا الاصطدام به في اللحظة الأخيرة”. وطالبت عمران الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع لمنع انتشار مثل هذه الظواهر السلبية في الإمارة ومعاقبة المجموعات التي تنتشر في الشوارع لقضاء أوقات فراغهم دون مراعاة العواقب الوخيمة التي قد تترتب على اتباع مثل هذا السلوك. بدورهم عزا مراهقون سبب انتشار ملاعب الشوارع إلى عدم توفر أماكن خاصة تستطيع أن تستوعب أعداداً كبيرة من المراهقين والصبية لممارسة هواياتهم خلال أوقات الإجازات. وقال الطالب ماجد محسن إن بعض الشباب يلجأون إلى اللعب في تلك الأماكن نظراً لعدم توفر ملاعب مناسبة تلبي احتياجاتهم الرياضية أو لأن الملاعب الموجودة في الحدائق محتكرة من قبل جماعة ما، أو أن الحدائق تقفل أبوابها في ساعات مبكرة. من ناحية أخرى، أكد المقدم أحمد بن درويش مدير الأنجاد في إمارة الشارقة أن هنالك تعليمات صارمة بخصوص منع التجمعات واللعب في الشوارع، حيث تقوم فرق الأنجاد بمسح المناطق بشكل دوري وتعمل على مصادرة الألعاب من قبل الأشخاص الذين قاموا بمخالفة القوانين وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطرق. وأشار ابن درويش إلى أنهم شاركوا في أكثر من حملة بالتعاون مع بلدية الشارقة في سبيل نشر التوعية وإعادة توجيه الشباب لاستخدام الحدائق العامة التي وفرتها البلدية في الأحياء السكنية، ولتعيد الأمان والاستقرار في تلك الأماكن التي صممت بشكل يستوعب عدداً كبيراً من الشباب وتم توفير فيها ملاعب متنوعة لممارسة الهوايات والألعاب التي يودون مزاولتها، عوضاً عن التوجه إلى الشوارع واللعب في أماكن خطرة وغير مؤهلة لممارسة هذا النشاط.