الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإنتربول في «قبضة» الصين وروسيا

15 نوفمبر 2016 22:45
لم يكن دونالد ترامب الرئيس المنتخب الوحيد الذي أثار الجدل هذا الأسبوع. فقد انتخبت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) نائب رئيس الشرطة شبه العسكرية الصينية السابق رئيساً لها، فيما يشعر العديد من مراقبي حقوق الإنسان بالغضب الشديد حيال ذلك. وقد أعلن الإنتربول نتائج الانتخابات للرئيس الجديد، نائب وزير الأمن العام الصيني «منج هونج وي»، على تويتر يوم الخميس الماضي. ويعد«هونج وي»، أول مسؤول صيني يتولى رئاسة المنظمة، وقد أثار تاريخ «هونج وي» الوظيفي وسجل بلاده المشكوك فيه فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحفظ النظام، انتقادات من اليوم الأول. وذكر «نيكولاس بيكلين»، مدير إدارة شرق آسيا في منظمة العفو الدولية في بيان صحفي يوم الخميس الماضي إن تعيين «مينج هونج وي» يُنذر بالخطر، نظراً لمحاولات الصين منذ فترة طويلة استغلال الإنتربول لاعتقال المعارضين واللاجئين في الخارج». وأضاف المسؤول الدولي: «هذا يتعارض على ما يبدو مع تفويض الإنتربول للعمل بروح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى إعلان الأمم المتحدة المنصوص عليه في المادة الثانية من دستور الإنتربول. وقبل أن يشغل «هونج وي» منصب نائب الوزير في العام 2004، كان يخدم في منصب نائب مدير قوات الشرطة المسلحة التي ترسلها بكين لقمع الاضطرابات في التبت وشينجيانج وغيرها من المناطق غير المستقرة في الصين. وقد استخدمت الصين «الإشعارات الحمراء» التي يرسلها الإنتربول، وهي في الواقع إنذار يرسله البوليس الدولي، لمحاولة القبض على المسؤولين السابقين وطالبي اللجوء السياسي الذين فروا من البلاد، وقد أصدرت الصين مئة إخطار من هذا النوع العام الماضي. وقال «بيكلين»: «هناك حاجة الآن إلى وجود رقابة وثيقة على هذا النوع من الإخطارات التي يصدرها الإنتربول بناء على طلب الحكومة الصينية». وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى ليس لديها أي معاهدات لتسليم المجرمين مع الصين، التي عادة ما تتهم من قبل منظمات حقوق الإنسان بانتهاكات واسعة النطاق على يد الشرطة والقضاء. ويتولى «هونج وي» رئاسة الإنتربول في خضم الحملة التي يشنها الرئيس الصيني «شي جين بينج» لمكافحة الفساد في جميع أنحاء البلاد. وربما يكون انتخاب «هونج وي»، جنباً إلى جنب مع استضافة الصين اجتماع الجمعية العمومية السادس والثمانين لمنظمة الإنتربول في العام 2017، سجلاً كبيراً في مجال العلاقات العامة لحملة الرئيس الصيني المكافحة للفساد. يُذكر أن ما يزيد على مليون مسؤول في الصين قد عوقبوا خلال السنوات الثلاث الماضية، حسب ما ذكرت شبكة (بي بي سي)، بيد أن النقاد يخشون من استغلال الرئيس «شي» لهذه الحملة لتوطيد سلطته واستهداف الخصوم السياسيين. يعد رئيس الإنتربول في المقام الأول رئيساً صورياً رمزياً، لكن «هونج وي» ما زال في إمكانه قيادة استراتيجية المنظمة ووضع توجيهات لجمعيتها العمومية. كما أن منظمة الإنتربول لديها أيضاً لجنة تنفيذية. ومع وجود 190 عضواً، تعد منظمة الإنتربول ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة. وإلى جانب ذلك، قامت منظمة الإنتربول الخميس بانتخاب مسؤول روسي هو الميجور جنرال (اللواء) «ألكسندر بروكوبشوك» في منصب نائب رئيس المنظمة، وقد كان «بروكوبشوك» يعمل في وزارة الداخلية الروسية منذ العام 2003. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©