الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضحك يبعد الخوف

2 أكتوبر 2017 23:26
أخذ أبوسماحة زمام مبادرة المزاح مع أصحابه وصار يداعب خيالهم ويناوش أفكارهم، وراح في فكر عميق.. واستحضر كل ملكاته، ووقف على المسرح، فعلا التصفيق، التفت يميناً فاشتدت حرارة الأيادي، ثم التفت يساراً، ورفع كلتا يديه فالتهبت الصالة إذ الصدى يلف المكان. فجأة وقبل أن ينطق بأي كلمة، لمح أبا العبد بين الحضور.. تبلد و«تبرطم». وثقل لسانه. وغدا ينظر إلى الجمهور بعين حمراء وشذر ونذر، ثم يهزَ رأسه تارة قبولاً وتارة مشمئزاً.. واستمر على تلك الحالة برهة من الوقت. وأصاب الجمع الصمتْ، كأن على رؤوسهم الطير. أما أبوالعبد فقد خاف وجفل ولم يستطع الاستدارة أو التزحزح من مكانه.. «وغدا الخوف والهلع من كلا الطرفين» لا يعرف من الخائف ومن أخاف..!! هل أبوسماحة خاف من أبي العبد.. أم أن أبا العبد قد أخاف أبا سماحة..! إرهاصات ثقلت على الجمهور.. إلا أبي صطيف الذي راح يلتفت إلى أبي سماحة تارة، ويلتفت إلى أبي العبد هنيهة.. ماذا يرى يا ترى؟ كلا الوجهين مصفر، مكفهر، وعيون جاحظة، وعينين تصغر حدقاتهما، وذقن بدا عليه الترهل والشحوب، وعلى غير عادة قام من مكانه، وأشار إلى أبي العبد بيديه اليمنى. يمدها تارة ويطويها.. ويشير بيديه اليسرى إلى أبي سماحة، لا أحد يعير إشارته اهتماماً. امتعض أبوصطيف من كليهما «أبوسماحة وأبي العبد»، ثم هرع يصعد المنصة، لحق به أبو العبد. ووقف أبوصطيف بين الاثنين.. وصدحا جميعاً بصوت واحد واعد. «نحن ثلاثي المسرح» فعلا التصفيق والهتاف. وضحك الجمهور. وتبين أن الضحك والمرح يبعد الخوف الذي يحيط بالكثيرين منا. محمد الجشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©