السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إكرام عبدي تجرف كل صحارى الصمت وتغرق في لجة التيه

إكرام عبدي تجرف كل صحارى الصمت وتغرق في لجة التيه
15 يونيو 2011 23:40
صدر للشاعرة المغربية إكرام عبدي، ديوان شعري جديد، حمل عنوان “يدثرني الغامض فيك” وضم تسعاً وعشرين قصيدة موزعة على فضاء 135 صفحة من القطع المتوسط، وهو الديوان الثاني لها بعد ديوانها الأول “لن أقايض النوارس”. ويحمل ديوان عبدي الصادر عن دار النهضة العربية في لبنان نصوصاً شعرية مشرعة على الواقع والبوح الأنثوي، تنطق برؤية يسكنها العشق، وتنهل من الخطاب الرومانسي، ولغة الصفاء الشفيفة التي تطلق الجسد من رغباته الدفينة، وتحيل مخزون الذاكرة إلى كلمات جميلة تعبر آفاق الذات لتستقر في جسد الكلمات، مانحة الشاعرة طاقة الحب والتجدد وأزهار الفرح. كما يبدو في شعر إكرام عبدي في وليدها الإبداعي هذا إنصات خفي لآلام الذات. ومن قصائد هذا الديوان ننشر: ليتني الحاءُ هي الحياةُ وحيدةٌ في الحياة. تجلس بجانبي ممتلئةَ بضجيج دمي، بجنون إيقاعي، بصخبي الوثني، مرآةٌ أبصر فيها فألمح وجها كف أن يكون وجهي، أعصرها نبيذا يملأ كؤوسَ مساءاتي، تنسكب جنونا، غوايةً، حين تفرغ مني، تمضي متعجلة صوب حيوات أخرى، تنبجس في الأفق. هي الحياة... نجومٌ متلألئةٌ ما عادت تحتمل حزني... أرقي... انطفأت في عيني فنامت السماءُ في كفي. هي الحياة... أكتبها ببطء كي أمحوَها وأبددَها في أناي. جناحُ عنكبوت رفة فراشة تظللنا من الوهم. خطوط... تجاعيد... لاشيء... فراغ... أصونه بين يدي المطبقتين. هي الحياةُ... وأنا اثنان في واحد وصوت الله ثالثنا. هي الحياةُ... بحر الموج نزقها، الزبد شبقها، والمحارة كبرياؤها، نار تشتعل بالنار ولا حياة لجسد إلا بين ماء ونار. هي الحياةُ... جثتٌ تزهر في جسدي منتشيةً بخرائبي وانكساراتي وأنا الطريدةُ العليلةُ فريسةٌ للطيور الأوابد. ليتني الحاءُ كي ألوذَ بحماها، وأحترق في جبة الحلاج. تداهمني بسنان الألم، فأجند جمراتي كي تحرق كل مخترق. كأنٌها مثقلةٌ بقوة العناصر، تائهةٌ بين نقط شوارد، هي الحياةُ... عذوبةٌ تفزعني، لؤم، يوقع بيني وبين غدي. سفر... بضوء الروح يبتهج، ادعها كي تحيا فيك وإليك ودع نداءك وهذا المنادى يضيعان في صدى هذا النداء. هي أقاليم أخرى بوسعك أن تنبت في جسدي كل الحراشف البرية لكن كن على يقين أن في أرضي القصية مشتلا يكفيني كي أورق العمر كله. بوسعك أن توقف نهر الكلمات لكن كن على يقين أن في نسغي ينابيع خبيئة تكفي كي أجرف كل صحاري الصمت. بوسعك أن تروض بحري ترتب موجي تخيط لعريي جسدا من أشلاء البرية لكن كن على يقين أن موجا يغمرني عند كل رفة جفن يكفيني كي أغرق في لجة التيه. بوسعك أن تسقي جروحي ترعاها بنشوة وتؤدة لكن كن على يقين أن ليلة واحدة تكفي كي ألفظ كل آلامي وأولد مع أول نقطة ضوء.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©