الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيلاري كيلنتون ودروس حرب العراق

30 يونيو 2014 01:56
جامبلي بوي كاتبة سياسية أميركية سعت هيلاري كلنتون في عام 2007 لنيل بطاقة الترشيح للانتخابات الرئاسية، وكانت ذات شعبية، ولكنها سقطت في الجانب الخطأ من القاعدة الديمقراطية من خلال تأييدها لحرب العراق، لتفتح بذلك الباب أمام ترشح ناجح للسيناتور آنذاك باراك أوباما. أما هيلاري كلينتون في عام 2014 فشخصية أكثر شعبية وهي المرشحة الأكثر هيمنة، وتتفوق على كل المرشحين المحتملين وتحظى بدعم كبير من قبل الناخبين الديمقراطيين، إلى جانب شبكة جاهزة من العاملين والجهات المانحة والمنظمات الداعمة. ولا زلنا لا نعرف كيف ستخوض كيلنتون حملة رئاسية ثانية -وهل ستكرر الأخطاء الاستراتيجية السابقة ـ ولكن ظاهرياً، يبدو أنها أقوى بكثير مما كانت عليه من قبل. ويرجح أيضاً أن تكون لديها رؤية حول مسألة العراق، الآن بعد مرور سبعة أعوام على خوضها تجربة السباق لنيل بطاقة الترشيح الرئاسي للمرة الأولى. فقد كتبت في مذكراتها التي تحمل عنوان «الخيارات الصعبة» أنها «فهمت الأمور بشكل خاطئ. هكذا بمنتهى الوضوح والبساطة». وفي مقابلة لها مع هيئة الإذاعة الكندية في إطار الحملة الترويجية لكتابها، قالت إنها «لن تقدم مطلقاً» على إرسال قوات برية لمحاربة القوى المتطرفة في العراق، «ولن تدعم أية جهود من قبل الولايات المتحدة لدعم الحكومة الحالية، ما لم يتم أخيراً استيفاء الشروط التي ظلت تطالب بها لسنوات». ومع هذا من الواضح أن كلينتون لم تتعلم في الواقع أي شيء مهم من تأييدها لحرب العراق من قبل. وفي الحقيقة، عندما يتعلق الأمر بتدخلات الولايات المتحدة الخارجية، تصبح كلينتون متصلبة الرأي كما اعتادت أن تكون دائماً. ففي كل النقاشات الداخلية للإدارة خلال الأربع سنوات التي قضتها في منصب وزيرة الخارجية، كانت كلينتون تدعم النهج الأكثر صقورية. فهي التي أيدت زيادة القوات الأميركية في أفغانستان، ومارست ضغوطاً لشن الغارة التي أسفرت عن مقتل بن لادن، وأيدت كذلك التدخل في ليبيا. كما كانت من أوائل المطالبين بتسليح المعارضة في سوريا، وفي كتابها، تدافع كلينتون عن حرب الطائرات بدون طيار باعتبارها «من أكثر العوامل الفعالة والمثيرة للجدل في استراتيجية إدارة أوباما ضد القاعدة والإرهابيين من ذوي الفكر المتطرف المماثل». ويبدو أن هذا المنطق يمتد حتى للعراق. نعم، إنها تقول إن تأييدها لحرب العراق كان خطأ، ولكنها في وزارة الخارجية كانت تتسم أيضاً بالصقورية في الدفع بمطلب وجود قوات على المدى الطويل هناك. وقد نقلت صحيفة «ديلي بيست» عن «جيمس جيفري»، السفير الأميركي في العراق عام 2011، قوله «كانت هيلاري كلينتون كالأسد في دعمها بقاء قوات بعد 2011، إلى أن انسحبت القوات الأميركية في نهاية المطاف». أما الآن، فمشكلات هيلاري تتعلق بالصورة والخطاب. وعلى سبيل المثال فقد جانبها الصواب في الحديث عن ثروتها، كما يعتقد بعض «الديمقراطيين» أيضاً أنها غير قادرة على التواصل مع الناس العاديين. وفي هذا الإطار، قال أحد مستشاري أوباما في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»: «عندما تكون في منصب وزير الخارجية، أو رئيس الولايات المتحدة أو السيدة الأولى، فأنت تكون منفصلاً تماماً عن الحياة العادية، وعليه يكون تصورك حول حقيقة الطبقة الوسطى غير دقيق». وقد نصح ذلك المستشار «الديمقراطيين» بأنهم يجب أن يشعروا بالقلق حيال هذا الأمر. ولكن هذا أيضاً قد لا يخلو من مبالغة. فلم تكن لدى الأميركيين أي مشكلة مع انتخاب مرشحين أغنياء لمنصب الرئاسة، ناهيك عن الأرستقراطيين الحقيقيين أمثال «فرانكلين روزفلت» و«جون كينيدي». وحتى «ميت رومني»، الرجل الغني المنفصل تماماً عن واقع أغلب الأميركيين، كان سيفوز لو كان خاض الانتخابات في ظل اقتصاد أسوأ، ومقابل مرشح أقل شعبية. وبعبارة أخرى، لا شيء يهم فيما تقوله كلينتون الآن بالنسبة للانتخابات الرئاسية. وقد تصبح هي نفسها مثل ماكينة للأخطاء من الآن وحتى نوفمبر، 2016، وإذا ما خاضت الانتخابات في ظل اقتصاد جيد، فستكون أمامها فرص متكافئة للفوز. وبإمكان كلينتون كذلك النجاة أيضاً من لغتها غير المصقولة. ولكن الأمر الذي قد يمثل مشكلة هو تشددها، الذي لا يتوافق نهائياً مع اتجاه الحزب «الديمقراطي» ومع الليبراليين على وجه الخصوص. ففي عام 2011، عندما حثت كلينتون على التدخل في ليبيا، رأى «الديمقراطيون» -بنسبة 57 في المئة- على أن الولايات المتحدة ليست لديها أي مسؤولية للقيام بأي شيء حيال القتال الدائر هناك. وبالمثل، في سبتمبر 2013، أظهرت دراسة لمركز «بيو» للأبحاث أن 53 في المئة من «الديمقراطيين»، و56 في المئة من الديمقراطيين الليبراليين، و63 في المئة من الليبراليين، عارضوا الغارات الجوية ضد سوريا. وفي الأسبوع الماضي، صوت «الديمقراطيون» في مجلس النواب -الأمر الذي عكس رأي ناخبيهم- بأغلبية ساحقة لإنهاء أي تمويل للقتال في العراق. ونظراً لشعبيتها الكبيرة في صفوف الناخبين ونخبة الديمقراطيين، فمن الصعب تخيل سباق تفقد فيه كلينتون ترشحها لصالح أي شخص آخر، إلا إذا كان منافساً قوياً وممولاً بشكل جيد وقادراً أيضاً على تحقيق شعبية كبيرة في صفوف مجتمع السود. وحتى الآن، فهذا الشخص ليس موجودا. ولكن إذا وجد، فصلابة رأي كلينتون قد تصبح نقطة ضعف غير متوقعة لحملتها الانتخابية. ومع كل ذلك، يبدو من المبكر جداً التنبؤ بما قد يعنيه ذلك بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأميركية. ولكن بإمكاننا قول أشياء قليلة مسبقاً عن كلينتون، فبالحكم عليها من خطابها وتصرفاتها، نجد أنه لا شيء من تجارب الحرب في العراق وأفغانستان قد غير من وجهات نظرها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. فقد فعلت الحد الأدنى وتنصلت من الهزيمة في العراق، ولكنها لم تتعلم دروساً من ذلك، وإذا ما تم انتخابها رئيسة، فإنها قد تتأهب لارتكاب نفس الأخطاء التي أدت بنا إلى هذه الكارثة في المقام الأول. ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©