الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعاون مع إيران.. هل يصبح خياراً أميركياً؟

التعاون مع إيران.. هل يصبح خياراً أميركياً؟
30 يونيو 2014 01:55
فيليس بينيس مدير مبادرة «المشروع الدولي الجديد» في مركز الدراسات الاستراتيجية - واشنطن طائرة جون كيري لا تكاد تتوقف عن الهبوط في مطارات العديد من الدول لمناقشة أزمة العراق الحالية والكارثة ذات الفصول المتوالية للحرب في سوريا. ويزور خلال جولته المكوكية كلا من القاهرة وعمان وبغداد وباريس وبروكسل. إلا أن العاصمة التي لا يعتزم إدراجها في أجندته، رغم أنه كان حريّاً به أن يفعل ذلك، هي طهران. وربما يكون من الأدقّ القول إن أوباما هو الذي لا ينوي زيارتها لأن ذلك ينطوي على مغامرة سياسية تشبه تلك التي رافقت الزيارة التاريخية للرئيس ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972 وتلقى من ورائها سيلا من الانتقادات. وإذا كانت هناك ثمّة من فرصة طيبة للقيام بمثل المغامرة التي قام بها نيكسون، فإنها تلك التي تقوم الآن. وذلك لأن وضع حدّ للحرب الأهلية الدائرة في العراق هو عمل لا يمكن للولايات المتحدة إنجازه بمفردها، كما لا يمكنها إنهاء الحرب الدموية التي تشهدها سوريا. ويمكن القول إن إيران هي اللاعب الأساسي في الحالتين. وربما يمكن اعتبارها اللاعب الخارجي الأكثر تأثيراً. والحقيقة أن أحد أهم الأسباب التي جعلت كافة المباحثات الدولية التي تناولت الأزمة السورية لا تؤدي إلى النتيجة المرجوّة، هو إصرار واشنطن على استبعاد إيران من المشاركة فيها. ولاشك أن هناك مصالح مشتركة لكل من الولايات المتحدة وإيران في إنهاء الحرب السورية ومنع انزلاق الأوضاع في العراق إلى حرب أهلية شاملة لا يمكن لأي طرف التحكم فيها. ويتحتم على واشنطن الآن القيام بمبادرة لتحطيم الحواجز والتعاون مع طهران بطريقة جديدة تماماً من أجل تحقيق هذين الهدفين. لقد عمد مرشد إيران آية الله علي خامنئي قبل أيام لتحذير الولايات المتحدة من التدخل في شؤون العراق الداخلية. إلا أن هناك تقارير حديثة تشير إلى أن إيران تسعى من وراء هذه التجاذبات إلى تحقيق بعض المكاسب الدبلوماسية عبر التوصل إلى صفقة مناسبة. ومن ذلك مثلا أنها قد تربط بين الموافقة على إقصاء رئيس الوزراء الشيعي الموالي لها في العراق، نوري المالكي، وبين المفاوضات النووية التي تجري الآن بينها وبين الولايات المتحدة وحلفائها. ويمكن لهذه الصفقة التي تبحث إيران عن إبرامها، أن تساعد الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها. ولقد لاحظت إدارة أوباما أخيراً الحاجة الماسة لتنحية المالكي الذي كان يلقى الدعم من الولايات المتحدة وإيران، إن هي أرادت التمسك بالأمل الأخير المتبقي لإعادة الاستقرار السياسي إلى العراق بعد اندلاع الصراع المذهبي هناك. لكن واشنطن كانت منذ زمن بعيد ترفض الربط بين مبادرة التقارب بين الطرفين والمفاوضات النووية. وهنا يكمن الخطأ. وذلك لأن الأوضاع في المنطقة تزداد خطورة، وأصبح العراقيون والسوريون في خضمّ حرب لا تنتهي. وهذه الضرورة العاجلة تعني أننا نعيش الآن الوقت المفضل لتحقيق بعض الأهداف السياسية التي فاتت إدارة أوباما وهي الإسراع في حل أزمة الملف النووي الإيراني، والتعاون مع إيران للضغط على العراق لتشكيل حكومة وطنية جامعة لا تقصي أي طرف، وإطلاق مفاوضات جادة معها لإنهاء الحرب السورية. لكن ما الذي تريده إيران من هذه الصفقة الضخمة؟ ربما يريد زعماء الشيعة في طهران أن يحتفظ حلفاؤهم الشيعة الذين يحكمون العراق بحكومة تناهض الطائفة السنّية. إلا أنهم لا يريدون أيضاً أن تندلع في العراق حرب جديدة تكون سبباً في إثارة المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار على طول حدودهم مع العراق. وفي سوريا، لا زالت إيران تتمسك بتأييدها لنظام بشار الأسد، إلا أنها وبكل تأكيد لا تعتزم مواصلة تأييد حكومته المعزولة والضعيفة إلى الأبد. ومن الأمور الأكثر استعجالا، والتي تحظى باهتمام إيران فيما يتعلق بالأوضاع في كل من العراق وسوريا، هو أنها تشارك الولايات المتحدة رغبتها في القضاء على الفصائل السنّية المتطرفة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي يهدد الآن النظامين القائمين في كل من العراق وسوريا. وهذا ما يوحي بوجود أساس لعقد صفقة ممكنة بين الطرفين. وذلك لأن الولايات المتحدة تريد أن تشهد نهاية «داعش» وهزيمتها. ورغم أن أوباما يعتقد بعدم وجود حل عسكري للصراع إلا أنه يعمل الآن على إرسال 600 جندي إلى المنطقة، فضلا عن التحضير لتنفيذ ضربات صاروخية من الجو ضد «داعش» في العراق وربما في سوريا أيضاً. لكن، إذا قامت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات موجعة ضد «داعش» في العراق وسوريا، فسوف تدعم بذلك الحكومتين المذهبيتين في كلا البلدين واللتين تمثلان الحليفين المقربين من إيران. وما نحتاجه الآن ليس استدعاء المزيد من الجنود والتهديد بالأسلحة الفتاكة والضربات الجوية الأميركية، بل نحن بحاجة للدبلوماسية وحظر تدفق الأسلحة على أطراف الصراع. وكثيراً ما طلبت الولايات المتحدة من إيران التوقف عن تسليح الدكتاتور السوري بشار الأسد. وسوف تكون لهذه المطالب مصداقية أكبر لو أن الولايات المتحدة خطت الخطوة الأولى للضغط على حلفائها لوقف تسليح الثوار السوريين. لقد قام ريتشارد نيكسون بزيارته التاريخية إلى الصين والتقى الزعيم ماوتسي تونج، فهل يذهب أوباما إلى طهران؟ ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©