الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: زكاة الفطر طعمة للمساكين وجبر للنقص في فريضة الصوم

العلماء: زكاة الفطر طعمة للمساكين وجبر للنقص في فريضة الصوم
9 سبتمبر 2010 23:47
عيد الفطر أول أعياد المسلمين ويأتي بعد صيام شهر رمضان الكريم، وهو يوم يمنح الله فيه عباده الجائزة الكبرى على صيامهم شهر رمضان الفضيل وعلى ما قدموه من طاعات وعبادات طوال الشهر. ويرتبط عيد الفطر بعبادة وقربة من القربات العظيمة وهي زكاة الفطر وهي واجبة على المسلمين بعد صوم رمضان تطهيرا للصائم مما عسى أن يكون وقع منه أثناء الصيام. وقد أجاز الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية نقل الزكاة، خاصة زكاة الفطر الى من يستحقها من بلد الى آخر إذا استغنى أهل بلد المزكي عنها، أما إذا لم يستغن بلد المزكي فإن زكاة كل بلد تصرف لفقراء أهله ولا تنقل الى بلد آخر، ويجوز إخراجها نقدا إذا كان ذلك في مصلحة الفقراء. توسعة على الفقير وأوضح أن اخراج الزكاة نقدا فيه توسعة على الفقير وحرية له في أن يشتري ما يحتاج اليه فقد يكون محتاجا الى شراء دواء وليس محتاجا الى قمح أو شعير فالأنفع والأقرب الى مقصد الشرع من الزكاة اخراج القيمة نقدا، خاصة مع فقراء الدول المنكوبة والتي أصابتها الزلازل والفيضانات كما في باكستان. وأكد أن زكاة رمضان لا يجوز إخراجها لصناديق عشوائية وان الجمعيات الخيرية هي أفضل طرق لتوزيع الزكاة اليوم لأن هذه الزكاة تساهم في دوران عجلة المجتمع والتنمية والإنتاج. على الكبير والصغير حول قيمة عيد وزكاة الفطر في حياة المسلمين يقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل- أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- إن المتأمل في التشريع الإسلامي يجد أن العيد يأتي عقب الانتهاء من فريضة الصيام ومغزاه أن من حق المسلم أن يفرح ويسر بأداء حق من حقوق الله تعالى والانتصار على هوى النفس والشيطان، ولذلك شرع التكبير في كل من العيدين تعبيرا عن هذا الفرح. وقال تعالى في سورة يونس: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون»، وجاء في الحديث الصحيح: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه». وأضاف: وإذا كان يوم العيد يوم فرح وسرور، فإن ذلك لا يكتمل إلا بإدخال السرور والفرح على الآخرين من ذوي القربى والأصدقاء والمسح على رؤوس اليتامى ومد يد العون للمحتاجين وتحقيقا لذلك شرعت زكاة الفطر في نهاية شهر رمضان تعبيرا عن شكر الله تعالى أن أعان المسلم على فريضة الصيام وجبرا للخلل والتقصير الذي يقع من الصائم وسدا لحاجة الفقير في هذا اليوم المبارك، وروى أبوداود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفت وطعمة للمساكين». كما روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «فرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس الى الصلاة. وأوضح أن زكاة الفطر تجب على الكبير والصغير حتى المولود في آخر يوم من رمضان، ولذلك يسميها بعض العلماء زكاة الفطر أي الخلقة لأنها تجب على الأشخاص سواء أكانوا مكلفين أو غير مكلفين، حتى الفقير يعطيها لمن هو أفقر منه ليتعود الإعطاء، فكل من يملك قوت يوم العيد وليلته عليه زكاة. ويدفعها الرجل عن زوجته وأولاده الذين ليس لهم مال خاص وكذلك الخدم الذين ينفق عليهم. وأكد الدكتور شعبان أن الأصل في زكاة الفطر أن تخرج من الأصناف التي تكون طعام أكثر أهل البيئة التي يعيش فيها المسلم، وأجاز بعض العلماء إخراج القيمة إذا تعسر إخراج الحبوب، والأصل أن الشخص يدفع زكاة فطره لفقراء البلد الذي يدركه عيد الفطر وهو فيه، ويجوز نقلها الى بلد آخر فيه فقراء أشد احتياجا من البلد الذي فيه المزكي. وأشار الى أن الاسلام يهدف من وراء تشريعاته الى ربط المسلم بخالقه -جل وعلا- بحيث يكون دائم الاتصال به، وهذا ما يحققه الصوم، وربط المسلم بمجتمعه الذي يعيش فيه وهو ما تحققه فريضة الزكاة، ولذلك نجد القرآن الكريم في جميع آياته يجمع بين الصلاة والزكاة فيقول سبحانه: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة». الأعياد سنة فطرية حول أحكام عيد الفطر يقول الدكتور محمد نبيل غنايم -رئيس قسم الشريعة بجامعة القاهرة-: الأعياد سنة فطرية جبل الناس على اتخاذها فكانوا منذ القدم يخصصون أياما للاحتفال والاجتماع وإظهار الفرح لإحياء مناسبات ما، وكان لكل أمة أيام معلومة تظهر فيها زينتها وتعلن سرورها وتسري عن نفسها، وعلى هذه السنة وجد النبي- صلى الله عليه وسلم - الأنصار في المدينة بعد هجرته إليها يلعبون في يومين فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله قد أبدلكما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر». وأوضح الدكتور غنايم أن الله جعل يوم الفطر عيدا للمسلمين فيه يتبادلون التهاني والتزاور ويتعاطفون ويتراحمون ويتمتعون بطيبات رزق الله ويوثقون بينهم عرى المحبة والإخاء، وحتى يتم هذا الخير والفرح جعل الله-سبحانه وتعالى- افتتاح هذا اليوم بصلاة العيد يكبر فيها المسلمون ويهللون ويشكرون الله على ما هداهم ويعطفون على اخوانهم الفقراء والمساكين ليستغنوا عن السؤال في هذا اليوم، فيكون المسلم قد جمع بين اتصاله بربه عن طريق العبادة والاتصال بالناس عن طريق التعاون والتراحم والإخاء. البر قضية اجتماعية يقول الشيخ جمال قطب -الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر-: لم تشرع الأعياد في الاسلام من أجل الفرح المجرد وإنما شرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع الإسلامي، لأنه إذا كان فعل البر والخير في الأيام العادية عادة فردية ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية لقوله -صلى الله عليه وسلم- مطالبا الأغنياء بألا يتركوا الفقراء لفقرهم: «أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم» وقال تعالى: «ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتى المال على حبه ذوي القربي واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا». وأضاف أن الأعياد يجب فيها العطاء بسخاء للمستضعفين وذوي الحاجات فلم توجد طبقة من طبقات المجتمع إلا وشملها هذا الفيض الكريم من الله -عز وجل- فالمجتمع لا يعيش إلا بهذا التراحم، ولذلك فإن من ضوابط الإسلام في الاحتفال بالأعياد ألا يتخللها منكر أو بدعة فالعيد في منهج الاسلام بهجة وفرحة وسرور وشكر لله على التوفيق لأداء فريضة الصيام أو الحج، وواجب المسلمين في هذا اليوم التزاور والتراحم بينهم ومراعاة الآداب التي وضعتها الشريعة الإسلامية للاحتفال بالعيد ومراعاة حرمات الله تعالى فلا يجوز أن يكون يوم العيد حزنا أو هما أو بكاء على الراحلين وإنما يكون يوم بهجة وسرور. وطالب المسلمين بأن يكون هناك أثر للعيد في تجديد الروابط لأن الله سبحانه وتعالى تكرم على عباده المؤمنين بأن شرع لهم الأعياد وفي العيد تتجلى السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة فيسارع الناس الى تبادل التهاني بقدوم العيد ويتصالح المتخاصمون وتعقد مجالس الحب والتراحم والمودة وتزول الأحقاد وتتجدد العلاقات وتقوى الروابط الاجتماعية وتنمو القيم وتعلو قيمة التآخي والتعاون والبذل والعطاء والجود والكرم والتراحم والتعاطف.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©