مروان بن غليطة: النصر قريب من منصات التتويج ولقب «الوصيف» مجرد خطوة

صبري علي (دبي) - نجح مجلس إدارة نادي النصر برئاسة مروان بن غليطة في تحقيق نجاح كبير خلال فترة قصيرة من العمل، وذلك منذ 24 أكتوبر من العام الماضي، وهو اليوم الذي أعاد فيه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس نادي النصر تشكيل مجلس الإدارة بحثاً عن الخروج من دوامة الإخفاقات الكبيرة التي طاردت “العميد” لسنوات وأبعدت فريق الكرة صاحب التاريخ الطويل عن منصات التتويج. ونجح المجلس الجديد في إعادة رموز النادي للالتفاف حول إدارته وكذلك نجومه السابقين، وكذلك جماهيره، ليتخلص من أخطاء الماضي تدريجياً، وشهدت هذه الفترة المشاركة الآسيوية الأولى للفريق في تاريخه، ثم إنهاء الموسم بالحصول على مركز “الوصيف” في جدول الدوري، وهو ما لم يحدث منذ 12 عاماً عانى خلالها الفريق إدارياً وفنياً. ومنذ تعيين الإدارة الجديدة قبل ما يقرب من 8 أشهر، يرفض مروان بن غليطة رئيس المجلس التحدث إلى وسائل الإعلام في حوار مطول، ويبرر ذلك بأنه العام الأول له في مجال الإدارة الرياضية، وأنه لا يهوى الكلام الكثير بقدر ما يعشق العمل في صمت، ولكن بعد إلحاح كبير، وبعد أن انتهى أول موسم له في قيادة القلعة الزرقاء وافق على التحدث إلى “الاتحاد”، ليشرح كيف تحقق النجاح في هذا الوقت القصير، وليعبر عن الطموحات الكبيرة التي يحملها للمرحلة المقبلة، فكان هذا الحوار. في البداية، أكد مروان بن غليطة أن دعم وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم خلال فترة عمل مجلس الإدارة الجديد، كانت نبراساً لعمل مجلس الإدارة، وهو أمر يجب الاعتراف به في ظل حرص سموه الدائم على المتابعة الدقيقة لكل ما يخص النصر بسبب عشقه الكبير للنادي، بالإضافة إلى متابعة الشيخ راشد بن حمدان بن راشد رئيس شركة الكرة للمجلس والتوجيه الدائم بالعمل ضمن خطة متكاملة للنهوض بالنادي، وذلك في ظل رغبة الجميع في الوصول باسم “العميد” لمكانته اللائقة بما يتوافق مع تاريخه الكبير وجماهيريته العريضة، وهو هدف أساسي في كل قرار وكل عمل داخل الإدارة. وأضاف رئيس مجلس إدارة النصر أن من بين أسباب النجاح الإداري خلال الفترة الماضية أن كان ذلك قد تحقق بالفعل أننا عملنا بنظام العمل من خلال فريق عمل لكل مهمة أو تخصص وتوزيع المهام وفق قدرات كل عضو في الإدارة، وهو ما كان له الأثر الكبير في إنهاء خطة العمل الأولية التي تم وضعها لإنهاء الموسم منذ أن تم تشكيل المجلس الجديد في أكتوبر الماضي. وأكد مروان بن غليطة اتباع أسلوب مختلف في إدارة النادي يقوم على أساس “حقائب مشاريع” معلومة المدخلات والمخرجات ومؤشرات أداء معتمدة وتكليف كل عضو من أعضاء مجلس الإدارة بحقيبة كل حسب اختصاصه، وذلك للاستفادة من خبرة كل شخص وتسخيرها لخدمة الهدف العام وفق الخطة الموضوعة. وقال: تم اعتماد ميزانية المشاريع الكاملة للسنة الجديدة، بحيث تم تحديد تكلفة نشاط كل لعبة ويتم توزيع الموارد المالية على الألعاب كمراكز تكلفة لضمان الاستغلال الأمثل للموارد والرقابة السليمة، وتحصل كل الألعاب الجماعية والفردية حيزاً كبيراً من عمل الإدارة، ولا ينصب اهتمامنا على كرة القدم وحدها رغم الاعتراف بأنها اللعبة الأولى والأكثر جماهيرية، وأنها العنوان الحقيقي للنادي، ونحن نتابع كل الفرق في جميع المراحل؛ لنضمن أن يقوم النادي بدوره الاجتماعي والثقافي قبل الرياضي. عودة البطولات وأبدى مروان بن غليطة رضاه التام عما حققه فريق الكرة في الموسم المنقضي بالحصول على المركز الثاني في جدول ترتيب أندية دوري المحترفين، وذلك بعد أن حقق المركز الثالث في الموسم الماضي، وليؤكد تطوره في طريق استعادة المكانة اللائقة باسم النصر الكبير وبطولاته السابقة، ونحن لا نتعجل الفوز بالبطولات، وهدفنا بناء فريق قوي قادر على تمثيل النصر لسنوات طويل بشكل مشرف في البطولات الداخلية والخارجية، وليس الفوز ببطولة ثم التراجع مجدداً. وأضاف: من أجل هذا الهدف نرى أن مشوار عودة أمجاد “العميد” الكروية لا بد أن يبدأ من أكاديمية الناشئين والاهتمام بالقاعدة السنية لتلبية احتياجات الفريق الأول، والعمل على ذلك بالتزامن مع العمل على دعم الفريق الأول نفسه وزيادة استقراره لتحقيق أهدف قصيرة المدى وأخرى طويلة الأجل من خلال دعم النادي بالكوادر الفنية المتميزة في كل المواقع، وقد اقتربنا من الاتفاق مع شركة عالمية كبيرة لإدارة أكاديمية الكرة تقوم على فكر عالمي حديث وتعتمد على الكوادر الوطنية التي تعمل في النادي أو تنتمي إلى النصر، وهي كثيرة ونحن نفخر بها. وقال ابن غليطة: المفاوضات مع الشركات العالمية استغرقت وقتاً طويلاً من أجل الوصول إلى أفضل العروض وأفضل الخبرات التي تجعل من أكاديمية الكرة في النصر نموذجاً جديداً في الإمارات والمنطقة، وقد أوشكت المفاوضات على نهايتها لتبدأ طفرة كبيرة نتوقع نتائجها خلال سنوات قليلة ليكون النصر رافداً أساسياً للمنتخبات الوطنية كما كان دائما، وأن يملك النادي تواصل الأجيال التي تستطيع تمثيل النادي لسنوات طويلة مقبلة. وعن مدى قدرة الفريق الأول على الفوز ببطولة قريباً، أكد رئيس مجلس إدارة النصر، أنه مع التخطيط للمستقبل لا يمكن إغفال تعطش الجماهير لتحقيق الفوز بلقب يسعد كل “النصراوية”، ونحن نعمل لتحقيق ذلك بكل قوة، لكننا نعلم أننا لسنا في الميدان وحدنا، وهناك العديد من الفرق التي تملك كل مقومات المنافسة، وأصبح النصر حالياً أحد هذه القوى بعد أن استعاد ثقته في نفسه وثقة الجماهير فيه، ويعتبر الفوز بالبطولات هدفاً تم التخطيط له بكل هدوء ليحقق “العميد” البطولات خلال عامين بعد إكمال كل النقص في صفوف الفريق وتحقيق الاستقرار له فنياً وإدارياً ليكون قادراً على الصعود إلى منصات التتويج عن جدارة، وهو ما أستطيع أن أعد به الجماهير الآن. دعم الاستقرار وأكد مروان بن غليطة أن قرار التجديد للطاقم الفني بقيادة الإيطالي والتر زنجا، وكذلك الجهاز الإداري جاء من أجل دعم الاستقرار وعدم هدم البناء الذي تم في الموسمين الماضيين، وذلك بالتزامن مع تقييم دوري للأمور الفنية والإدارية والتدخل لتصحيح المسار إذا دعت الحاجة، ونحن نملك الآن فريقاً شاباً يملك كل مقومات التألق بعد أن تم الإبقاء على عناصره، لتكون كتيبة “العميد” مستقرة لمدة 3 سنوات قادمة على الأقل، وذلك بعد أن حافظنا على كل اللاعبين المؤثرين وحققنا الإضافة من عناصر جديدة، وننتظر تحقيق دعم آخر للفريق قريباً بلاعبين يملكون الطموح والقدرة على تحقيق الإضافة المطلوبة. وأكد رئيس مجلس إدارة النصر أن زنجا حقق الهدف المطلوب هذا الموسم، ولم يكن مطلوباً منه تحقيق الفوز بالألقاب، ويكفي أن الفريق ارتقى من المركز الثالث إلى الثاني، ونتمنى أن تكون الخطوة المقبلة هي الارتقاء إلى المركز الأول، كما أن الفريق حقق ظهوراً مرضياً في بطولة دوري أبطال آسيا، ونحن نلتمس العذر للاعبين والجهاز الفني في ظل المشاركة لأول مرة في تاريخ النادي، وأعتقد أن الفريق قادر على تحقيق ما هو أفضل في الموسم المقبل في البطولة القارية، التي تأهل للمشاركة فيها للمرة الثانية على التوالي، وقد بدأنا الاستعداد للمشاركة في النسخة الثانية بدراسة أخطاء النسخة الأولى منذ انتهاء مباراتنا الخيرة أمام لخويا القطري لتحقيق الأفضل في الموسم المقبل. وعبر مروان بن غليطة عن تقديره لدور الجماهير في دعم الفريق في الموسم المنقضي، وقال: نضع الجماهير دائماً في مقدمة اهتماماتنا، ومنذ اليوم الأول لعملنا في مجلس الإدارة الجديد كان هدفنا هو إعادة محبي النادي للالتفاف حول الفريق، وقد حرصنا على عمل قاعدة بيانات لعشاق “العميد” في كل مكان، ونملك حاليا بيانات لـ 4 آلاف من محبسي النادي، وهدفنا الوصول بالعدد إلى 10 آلاف خلال عامين فقط، وأن يكون هذا العدد من الجماهير على تواصل دائم مع الإدارة وأن نحقق الاستفادة بمحبي النادي في العديد من المجالات وليس التشجيع فقط.