الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«أم الألعاب» تجدد شبابها بفتيات من ذهب

14 يونيو 2015 22:30
حوار وليد فاروق (دبي) لفتت لاعبتا منتخبنا الوطني للناشئات لألعاب القوى علياء ناصر الحمادي وفاطمة الحوسني، الأنظار بشدة بحصولهن على ميداليتين فضيتين في البطولة العربية للناشئين، والناشئات، التي أقيمت مؤخراً في تونس، في مسابقتي الوثب العالي ورمي القرص، ليؤكدا أنهما أساس القاعدة الواعدة من اللاعبين، واللاعبات، الذين يمثلون أمل «أم الألعاب» الإماراتية في المستقبل القريب، وان هاتين اللاعبتين تحديداً سيكون لهن شأن كبير خلال الفترة المقبلة، انطلاقاً من بطولة العالم للناشئين، والناشئات في مدينة كالي الكولمبية خلال شهر يوليو المقبل. وبتتبع مسيرة النجمتين الواعدتين تبين أن هاتين الميداليتين خطوة في مسيرتهما الصغيرة، واللاتي حققن فيها إنجازات كبيرة، سواء على مستوى مسابقات فئتهن السنية في بطولات الخليج وغرب آسيا، وكذلك بطولات المرأة الخليجية، وهو ما يبشر أن القادم أفضل، بمزيد من الاهتمام والرعاية والدعم لتكون لهاتين النجمتين انطلاقة قوية لرياضة السيدات بصفة عامة ولأم الألعاب بصفة خاصة. علياء ناصر: لا أشعر بمنافسة خليجية وحلمي ميدالية عالمية والدي يساندني وأسرتي تدعمني واهتمامي بالدراسة لا يقل عن الرياضة اكتشفت موهبتي في الوثب بالصدفة فتركت الجمباز والسباحة في البداية كشفت علياء ناصر الحمادي أن دخولها رياضة ألعاب القوى جاءت بالصدفة، وقالت: «كأي طفلة صغيرة في المدرسة كانت تحب ممارسة الرياضة بصفة عامة، وقالت: «مارست رياضتي الجمباز والسباحة، لكن إدارية منتخب ألعاب القوى شاهدتني، وطلبت مني تغيير اتجاهي نحو رياضة الوثب العالي - ربما لطول قامتي، وبالفعل استجبت وحققت مستويات طيبة جعلتني أمارس اللعبة بانتظام أكثر في نادي سيدات الشارقة، ومن ثم انضمت إلى صفوف المنتخب، وكان ذلك منذ نحو عامين من الآن. وأضافت: «بدأت التدريب بشكل أكثر انتظاماً وفهماً ووعياً تحت إشراف مدربة المنتخب التي طورت من مستواي كثير، وأظهرت في قدرات لم أكتشفها، وكان الاختبار الحقيقي في البطولات لأكتشف التفوق على جميع زميلاتي في نفس سني، ومن هنا زاد اهتمامي ورغبتي في مواصلة المسيرة من اجل تأكيد تفوقي». واعترفت علياء أن لدعم أسرتها وتحفيزهم لها دوراً كبيراً في تفوقها وتألقها، ولولا هذا الدعم والمساندة كان الوضع قد تغير تماماً، موضحة: «أسرتي كلها تساندني وتدعمني وتحديداً والدي ووالدتي، الذين يدعموني ويشجعوني باستمرار على التفوق وتحقيق النتائج، حتى عندما أسافر للمشاركة في بطولات بالخارج يكونا حريصين على الاتصال بي وتشجعي، وأنا أشعر براحة كبيرة عندما أتحدث معهم قبل البطولات». وكشفت عن اهتمامها بالدراسة على الرغم من سفرها للمشاركة في البطولات، وقالت: «دخولي في فترات إعداد وتدريبات لا يؤثر على دراستي في المرحلة الثانوية حتى الآن، وذلك من منطلق أني أحافظ على الموازنة بين دراستي وممارستها للرياضة، وهي ناجحة حتى الآن في تحقيق هذا التوازن». وأكدت علياء مشاركتها في عدد كبير من البطولات رغم أنها مشوارها الرياضي مع أم الألعاب ليس طويلاً، موضحة: «بعد فترة وجيزة من دخولي عالم الرياضة اكتشفت انه لا يوجد مجال كي أنافس أحداً على الصعيد المحلي وكذلك الخليجي، وربما بطولات غرب آسيا أيضا، ولكن المنافسة الحقيقية، التي وجدتها كانت في البطولات العربية، والتي تعتبرها المحك الأساسي والمصدر الرئيسي لاكتساب الخبرة». وتمنت أن تنجح في تحقيق حلمها بالحصول على ميداليات في بطولات آسيا وكأس العالم، وعدم الاكتفاء بميداليات البطولات العربية، وتابعت: «لديّ عزم وتصميم على مطاردة حلمي وتحقيق إنجارات كبرى أفخر بها وتكون هدية متواضعة منها للإمارات». واختتمت علياء حوارها بتوجيه رسالة إلى كل فتاة إماراتية، قائلة: «أشجع كل فتاة على الاهتمام بالرياضة وممارستها على نحو تنافسي، ولا تحبط نفسها ولابد أن تستمتع بالرياضة التي تحبينها، ولا تجعل أي ضغوطات تعيقها عن تحقيق حلم رفع علم الإمارات خفاقاً». فاطمة الحوسني: المرأة نصف المجتمع فلماذا لا تكون «نصف الإنجازات»! والدتي حفزتني وطموحي أن أكون «كابتن طيار» الأندية لا تقدر إنجازاتنا.. ورسالتي للأسر «الرياضة لا تكسر الالتزام» أما النجمة الواعدة الثانية فاطمة الحوسني فلم تختلف كثيراً عن زميلتها، فمارست الرياضة بوازع شخصي، ورغم أنها كانت تعرف رياضة ألعاب القوى وتحبها لكنها لم تلعب أي من مسابقتها لأنها لم تعرف في أي اتجاه تسير، فاكتفت بلعب كرة السلة في البداية إلى أن رأتها مشرفة منتخب السيدات في اتحاد القوى وطلبت منها أن «تجرب» ألعاب القوى بدلاً من السلة. وعندما نجحت التجربة قررت أن تستكمل الطريق في ظل موافقة ودعم من أسرتها وتحديداً من والدتها. المفاجأة أنها في أول بطولة تشارك فيها وكانت بطولة المدارس الخليجية نجحت في الحصول على الميدالية الذهبية، لتجد نفسها تضع اسمها بشكل رسمي بلون الذهب في هذه الرياضة، لتكون من هنا خطوتها الرسمية باستكمال الطريق في رياضة ألعاب القوى وتحديداً رمي القرص. وقالت: «وجدت نفسي بعد أول بطولة رسمية أشارك فيها مشدودة للعبة بعدما نجت في تحقيق المركز الأول والحصول على الميدالية الذهبية، فتمسكت بوجودي أكثر وان استمر في هذا الطريق بدعم أسرتي، والحمد لله وفقت في الحصول على العديد من الميداليات رغم أن عمري التدريبي لا يتخطى العامين». وأوضحت: «لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته أمي من أجل تشجيعي ومساندتي على المواصلة في ممارسة الرياضة، فهي التي حفزتني كي أمثل بلدي وأرفع علمها في المحافل الدولية، وقالت لي «ليس عيباً أن ترفعي علم الدولة خفاقاً وتبذلي قصارى جهدك من اجل الوصول إلى منصات التتويج والحصول على الميداليات الذهبية». وتابعت: «اعتبر الرياضة مهمة جدا للفتاة وصحتها البدنية، ولخلق التنافس وتحقيق الإنجازات». وأضافت: «شاركت في العديد من البطولات سواء على صعيد آسيا أو البطولات العربية وكذلك الخليجية، وحققت فيهم ميداليات ونتائج طيبة، وفزت في بطولات السيدات، وهدفي القادم الذي أخطط له هو تحقيق ميدالية في بطولة العالم التي ستقام في كولومبيا الشهر المقبل، رغم أن المنافسة صعبة لكني أخطط أن أكون ضمن الأربعة الأوائل وآمل أن أتخطى حاجز المركز الثالث للحصول على ميدالية عالمية، تساعدني في التأهل إلى دورات الأولمبية الذي يعد احد الأهداف التي أخطط لها في المستقبل القريب». ووسط هذه الطموحات لم تنس فاطمة التأكيد على اهتمامها الكبير بدراستها، وطموحها أن تدرس طيران لتكون «كابتن طيار» في المستقبل. ولفتت فاطمة الانتباه إلى الصعوبات التي تواجه الفتاة الإماراتية عند ممارستها للرياضة، وقالت: «في معظم أنديتنا لا يوجد اهتمام ولا تقدير لمجهودات التي تبذلها الفتاة في الرياضة، ومهما حققت من إنجازات فيظل التقدير غائبا، والحال هو نفس الحال إذا كانت الميدالية ذهبية في الخليجية أو فضية في البطولة العربية ومهما فعلنا فلا نجد الاهتمام الكاف". ووجهت البطلة الواعدة رسالة إلى كل أسرة إماراتية قالت فيها: «ليس عيبا أن تمارس الفتاة الرياضة، فهو أمر مهم ومفيد لها ولدولتنا خاصة إذا كان لديها المقدرة على رفع اسم وعلم الإمارات في المحافل الخارجية، يجب ألا تعترض العائلة الإماراتية بحجة حفاظ البنت على لبسها واحتشامها وحجابها، فالرياضة لا تكسر هذا الالتزام. وتابعت: «الدولة حريصة على تحفيز الفتيات على ممارسة الرياضة وتمثيلها في المحافل الدولية.. ودائما ما نسمع أن المرأة نصف المجتمع، ومع هذا تقف الأسرة حائلاً دون تحقيق رغبة بنتهم ودون تنفيذ ما تسعى إليه الدولة، فإذا كانت المرأة نصف المجتمع فلماذا لا تكون نصف الإنجازات أيضا». ترويسة 7 يسعى اتحاد ألعاب القوى خلال العامين المقبلين لخلق جيل جديد من اللاعبين واللاعبات، لمواصلة المشوار للحفاظ على الإنجازات التي تحققت، خصوصاً من علياء لاعبة سيدات الشارقة وفاطمة لاعبة الوصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©