الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الزراعات العضوية تنتشر في قرى بنين

الزراعات العضوية تنتشر في قرى بنين
30 يونيو 2014 00:54
يجول الأب جودفراي نزاموجو وهو يحمل عصا ويعتمر قبعة في مزرعة سونغهاي العضوية التي أسسها قبل 30 عاما لمكافحة الفقر والنزوح الريفي في أفريقيا. وباتت هذه المزرعة الصغيرة التي بالكاد تصل مساحتها إلى هكتار والتي أسسها سنة 1985 في بورتونوفو مشروعا نموذجيا لأفريقيا برمتها. ويمتد المركز حاليا على 24 هكتارا ويعمل فيه موظفون ومتدربون يباشرون مهامهم عند الفجر لإنتاج المواد الغذائية وتحويلها وتوزيعها. وتزرع في هذه المزرعة الخضار والفواكة وتربى فيها الدواجن والأسماك بالاستناد إلى المفهوم القاضي بأنه “ما من شيء يهدر، فكل شيء قابل للتحويل” للمساهمة في حماية البيئة. ويحول روث الدجاج إلى غاز عضوي يستخدم في مطابخ المركز، في حين يعاد استخدام قطع الغيار من الآلات الزراعية وتعالج المياه المبتذلة بواسطة استخدام نبتة الياقوتية. وقد اعتبرت الأمم المتحدة هذا المركز “مركزا للتميز الزراعي”، فطورت نماذج مشابهة له في نيجيريا المجاورة وليبيريا وسيراليون ومن المزمع أن يفتح فروعا له في 16 دولة في غرب أفريقيا ووسطها. ويسعى صاحب هذا المشروع الأميركي من أصل نيجيري إلى أن يساعد الأفارقة على زيادة إنتاجهم الزراعي بواسطة تقنيات بسيطة، من دون استخدام أسمدة أو مبيدات كما هي الحال عادة في القارة الأفريقية. ويهدف بذلك إلى خفض كلفة الإنتاج مع المحافظة على البيئة. ويقول الكاهن الذي ترعرع في كاليفورنيا انه صدم بالصور المخيفة للمجاعة في أفريقيا التي بثتها محطات التلفزيون في مطلع الثمانينيات. فانطلق لاكتشاف القارة ليجد طريقة للاستفادة من دراسته الجامعية في الهندسة الزراعية والاقتصاد ومكافحة الفقر بحسب قدراته. وبعدما زار دولا عدة حل في بنين حيث أعطته الحكومة الماركسية في تلك الفترة، قطعة من الأرض. ويروي قائلا “كانت أرضا مهملة قضت عليها الأسمدة الكيميائية والزراعات التقليدية. لم تكن الأمور تسير على ما يرام”. ويضيف مبتسما “كنا سبعة شباب قمنا بحفر آبار وروينا الأرض بايدينا وخلال مرحلة الجفاف تحولت هذه المساحة الجافة إلى مساحة خضراء”. ما هو السر؟ محاكاة الطبيعة والاستفادة من “البكتيريا الجيدة” الموجودة في التربة من اجل ترشيد الإنتاج إلى الحد الأقصى من دون اللجوء إلى منتجات كيميائية. وانتاجية سونغهاي خير دليل على ذلك فالمزرعة تنتج سبعة أطنان من الأزر في الهكتار الواحد ثلاث مرات في السنة في مقابل طن من الأزر بالهكتار وفي السنة في بداياتها. ويوضح الأب نزاموجو أن “سونغهاي تواجه تحدي أفريقيا الثلاثي: الفقر والبيئة وعمالة الشباب”. وفي النظام الذي استحدثه والمفصل في كتابه “أفريقيا ترفع رأسها” يحول الإنتاج المحلي ويوزع مجليا الأمر الذي يسمح بمكافحة الفقر من خلال تنشيط الحركة الاقتصادية. في سونغهاي يطبخ المربى في قدور كبيرة فيما يتم شي الدجاج. ويوضب زيت الصويا والأرز وعصير الفاكهة لبيعها في المتجر أو لتقديمها في مطعم المركز. وللمركز موقع على الإنترنت ومصرف مما يجنب المقيمين التوجه إلى المدينة. ويشجع المركز على توظيف الشباب مع تدريب 400 تلميذ مزارع سنويا يتم اختيارهم بناء على مسابقة فيحصلون على تدريب مجاني على 18 شهرا. بول اوكو (25 عاما) هو احد هؤلاء. ويرغب هذا الشاب في مواصلة نشاط مزرعة عائلته في باركو في شمال بنين لكنه يريد أن يزيد إنتاجيتها. ويوضح “أهلي يستخدمون وسائل قديمة تقليدية في حين نتعلم في سونغهاي الطريقة العصرية مع المحافظة على التقليد. ما كنا نقوم به خلال يومين ننجزه الآن في ساعتين”. ويرسل الطلاب بعد ذلك إلى بلدات حيث يطبقون ما تعلموه. وما أن يتولوا إدارة مزرعة ينضمون إلى شبكة سونغهاي ويخضعون لمتابعة متواصلة. وتستقبل سونغهاي أيضا متدربين يمولون تدريبهم الخاص بكلفة 350 يورو على ستة اشهر مثل ابوا اوكاريا نشينور وهي نيجيرية ثلاثينية وكيماجو ناتانييل وهو مسؤول تجاري كاميروني سابق في التاسعة والثلاثين. وينوي الاثنان إقامة مزرعة للزراعات العضوية في بلديهما. ويؤكد الأب نزاموجو ان سونغهاي “ليس علاجا للأغراض فقط بل نصل إلى جذور” مشاكل أفريقيا. (بورتو نوفو، بنين- أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©