الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: الأحداث السياسية أثرت سلباً على قطاع الطيران في المنطقة العربية

خبراء: الأحداث السياسية أثرت سلباً على قطاع الطيران في المنطقة العربية
13 يونيو 2012
محمود الحضري (بكين) ـ أكد خبراء ومسؤولون بقطاع الطيران أن الأحداث التي شهدتها بعد بلدان المنطقة تركت أثارها السلبية على قطاعي السياحة والطيران في الدول العربية، وذلك على الرغم من الفوائد التي جنتها شركات الطيران الخليجية. ودعت قيادات في قطاع الطيران العربي، في ختام أعمال اجتماعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” في العاصمة بكين أمس، إلى ضرورة العمل على حل مشاكل ازدحام الأجواء، والتي تمثل أكبر مشكلة تواجه نمو القطاع، بسبب اتساع نطاق المناطق المحظورة، في البلدان العربية. وأكدوا ضرورة الاستفادة من تجربة الناقلات الجوية الخليجية في تطبيق سياسات الأجواء المفتوحة، والدور الذي لعبته دول المنطقة في تحسين الأجواء، وإيجاد شركات طيران ناجحة، من الممكن أن تكون نموذجاً صالحاً للتطبيق في العالم. وقدر مجدي صبري، نائب الرئيس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا”، خسائر قطاع السياحة والطيران في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، بنحو 10 مليارات دولار. وقال صبري: “الأحداث التي شهدتها بعض الدول مثل مصر، وليبيا، واليمن، دفعتها إلى خفض عملياتها الجوية نتيجة انخفاض عدد المسافرين والقادمين إليها، وهو الأمر الذي دفع هذه الدولة إلى إعادة النظر في خططها، ولكن في المقابل استفادت دول الخليج من الربيع العربي من خلال تحول الحركة الجوية إليها”. وتوقع حسين دباس، المدير الإقليمي الجديد لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في “اياتا”، أن يواصل قطاع الطيران في المنطقة تراجعه خلال العام الجاري، جراء أحداث المنطقة، وارتفاع أسعار الوقود. وقال “على الرغم من ذلك فإن صناعة الطيران في المنطقة العربية تمثل اليوم تجربة مهمة في الصناعة العالمية، وباتت مثار اهتمام من شركات الطيران العالمية، لا سيما الأوروبية، التي تشن حملة منذ فترة ضد الناقلات الخليجية، وتكرار الاتهامات بأنها تتلقى دعماً حكومياً، من دون وجود دليل على ذلك”. وأضاف دباس “المنطقة العربية أصبحت أهم منطقة في العالم في المرحلة الحالية من حيث تطوير البنى التحتية في قطاع الطيران المدني، وتحديث الأساطيل، فالحكومات العربية تضخ استثمارات ضخمة في قطاع الطيران، وتشيد بنية تحتية حديثة، وتوسع مطاراتها، وتبني أخرى جديده”. وأفاد بأن قطاع الطيران الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعاني مشكلة اختناقات في الأجواء، نتيجة وجود مناطق عسكرية عديدة، تسيطر على جانب كبير من المجال الجوي، لافتاً إلى أن دول عديدة في المنطقة العربية حددت أكثر من 50% من أجوائها مناطق محظورة على حركة ورحلات الطيران التجاري، وهو ما يحد من سيولة وسرعة الحركة، وفتح مسارات أو ممرات جوية. ونوه إلى عدم وجود تنسيق بين الدول لحل مشاكل اختناقات الحركة المرورية، مؤكداً على أن مشكلة المجال الجوي مرتبطة بشكل رئيسي بعدم توافر الإرادة السياسية. وأرجع دباس مشكلة الأجواء المفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، والمنطقة العربية منها، إلى اعتماد كل دولة لقوانينها الخاصة، حيث تطبق بعض الدول سياسة الأجواء المفتوحة بصورة ثنائية، مشدداً على أهمية قيام دول المنطقة والدول العربية منها بصفة خاصة، بإزالة العقبات أمام حرية حركة الطيران، من خلال سياسات موحدة بين هيئات ودوائر الطيران المختلفة. وأوضح بأن اتخاذ خطوات مرنة في تسهيل حركة ستساعد شركات الطيران على توحيد الأنشطة، لافتاً إلى أهمية قيام الدول العربية بالعمل على تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة. وأشار إلى أن “الاياتا” تعمل مع 26 شركة طيران في المنطقة، لمعالجة مشاكل الطاقات والمسارات والرسوم، لمعالجة أي مشاكل بشأن الطاقات والمسارات والرسوم. وبين بأن هذه الشركات تعتمد على رؤى “الاياتا” في مختلف القضايا التي تهم شركات الطيران، كما أن مهمة الاتحاد تتمثل بالأساس في توفير الدعم لشركات الطيران. وقال إن أولوية “الاياتا” تتمثل في العمل مع شركات الطيران عن كثب من أجل تقليص الخسائر، ومساعدتها في أعمالها، وفي خفض تكلفة الوقود، وفي إعداد خططها، مشدداً على استعداد “اياتا” لتوفير الدعم لشركات الطيران، خصوصاً في مجال التدريب، وتقديم المعرفة في أسس ترشيد الإنفاق والحد من استهلاك الوقود. ومن جانبه، نوه توني تايلر، المدير العام لاتحاد شركات الطيران المدني “اياتا”، إلى أن الشركات الأوروبية تواجه مشاكل مع حكوماتها ومعوقات كبيرة ومتنوعة، وتشكو من فرض الحكومات عليها ضرائب في باهظة ترهقها وتلتهم الجانب الأكبر من أرباحها. وإلى ذلك، أفاد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، بأن نموذج دول الخليج في إدارة قطاع الطيران، وتطبيق سياسات الأجواء المفتوحة، من أهم النماذج العالمية في تطور صناعة النقل الجوي، بفضل وجود رؤية واضحة لأهمية القطاع في التنمية الاقتصادية الشاملة. وأوضح بأنه يرى بأن النموذج الخليجي، وفي ضوء ما حققه من نجاحات، صالح للتطبيق في العالم، حيث يعد نموذجاً يحتذى في جميع دول العالم، مشدداً على ضرورة إزالة المعوقات أمام القطاع، وتوفير المقومات الكفيلة تطويره عالمياً، وفقا لما حققته شركات الطيران الخليجية. ولفت الباكر إلى أن دول الغرب تقوم بتحجيم دور قطاع الطيران المدني، من خلال فرض الضرائب عليه، الأمر الذي يعيق نموه وتطوره، مؤكداً أن مساعدة القطاع تساهم بقوة في توفير الوظائف والمساهمة في التنمية الاقتصادية. إلى ذلك، أكد تيم كلارك رئيس “طيران الإمارات”، أن الناقلة الوطنية مازالت تتمسك بموقفها بشأن عدم الانضمام لأي تحالف عالمي، مؤكداً عدم التراجع عن هذا الموقف. وقال “ستبقى (طيران الإمارات) خارج أي تحالف تجاري، والتجربة أثبتت أن التحالفات التجارية لا تخدم الصناعة”، مشيراً إلى حالات الإفلاس التي ظهرت بين شركات داخل تحالفات تجارية عالمية. وأرجع كلارك ذلك إلى الاختلاف الجغرافي ونموذج العمل الذي تنفذه كل شركة، وما ينتج عن ذلك من تباين، مؤكدا أن التحالفات لم تؤثر على عمليات طيران الإمارات، حيث استمرت خارج التحالفات اكثر من 20 عاماً، ورغم ذلك حققت نمواً وتوسعاً من عام إلى آخر. وأوضح كلارك أن “طيران الإمارات” تعمل خلال السنوات الثلاث المقبلة على ربط وجهاتها في أميركا الشمالية والجنوبية وأخرى في آسيا وأوروبا، عبر مطار دبي، ليصبح واحداً من أكبر مراكز الطيران في العالم. وبين كلارك أن ازدحام الأجواء في الإمارات يخضع حالياً لمراجعة حكومية شاملة، وهناك جهود مكثفة للتغلب على هذا التحدي، وتتعاون مختلف الجهات الحكومية حالياً، من أجل إيجاد صيغ وحلول ابتكارية، مشدداً على أن أهمية التعاون والتنسيق على مستوى المنطقة في تجاوز هذه المشكلة، لكونها تهم جميع الشركات وليس شركة بعينها. وأفاد تيم بأن الناقلة لديها طلبيات طائرات مغطاه بنسبة 100%. وأضاف “إذا ما كانت هناك حاجة لإصدار صكوك او سندات، فإنه خيار من بين خيارات التمويل وفقاً للاحتياجات الفعلية”. ورأي كلارك أن تراجع أسعار النفط، مسألة إيجابية، خاصة بعد أن ظل أعلى من 110 دولارات للبرميل طوال الفترة الماضية، موضحا بأن تراجع السعر دون 90 دولاراً، سيعزز من صناعة الطيران، ويسهم في تحسين النتائج المالية لـ”طيران الإمارات” خلال العام المالي الجاري. وبين أن أسعار الوقود تمثل حاليا حوالي 40% من إجمالي نفقات التشغيل، وفي حالة تراجعت الأسعار لنحو 80 دولاراً، سيكون لذلك تأثيرات إيجابية، لافتاً إلى أن لدى طيران الإمارات كمية قليلة من التحوط ولا تخطط لزيادتها حاليا. وأضاف “استعدت (طيران الإمارات) لمشروع انبعاثات الكربون الأوروبي، وننتظر التطورات العالمية في هذا الشأن”. وأشار كلارك إلى أن “طيران الإمارات” تواصل اتصالاتها مع بوينج، فيما يتعلق بتصنيع الطائرة الجديدة “بوينج اكس” والتحسينات على بوينج 777، موضحاً إلى استعداد طيران الإمارات لإبرام صفقة جديدة، في حال تلبية متطلبات الشركة تجاه هذه الطائرة. ونوه بأن أسعار النفط المرتفعة هي التحدي الأكبر الذي يواجه شركات الطيران، ومنها “طيران الإمارات”، مشيراً إلى أن شراء ناقلات في المنطقة لشركات طيران أمر لا يزعج “طيران الإمارات” التي تعمل على أسواق تمتلك فيها نقاط تميز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©