الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الواقع والمأمول والمنطق

15 يناير 2013 23:05
تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كأس الخليج باتت دورات إعلامية، واشتباكات بين القنوات الفضائية صخبها أكبر بكثير من المستوى الفني للمباريات، وما تمتلكه عناصر المنتخبات من إمكانيات، وباتت الدورة محطة انطلاق لكل من يبحث عن الإثارة أو شهرة، والصحف لا تتردد في نقل كل ما يقال، وما يتم التصريح به حتى وإن كانت خارج النص. بين البصرة والحسرة، شعرة، وهذه الشعرة أحس بها أهل العراق، بعد نقل البطولة الحالية من البصرة إلى المنامة، وكان قراراً صحيحاً، وجريئاً، ولكن هل سيقبل العراق مجدداً سحب شرف التنظيم منه هذه المرة أيضاً، في حال كانت تقارير لجنة التفتيش الخليجية سلبية عن الاستعدادات والتجهيزات العراقية للبطولة التي ستقام هناك بعد عامين، وحتى نتمكن جميعاً من الوقوف مع الحق العراقي في الاستضافة، والوقوف معهم في خندق واحد ،عليهم إكمال التجهيزات المطلوبة. باولو اتوري أول ضحايا كأس الخليج، رغم كل ما ينتظر قطر من التزامات قارية ودولية، وإقالة المدرب لم تأت من باب المطالبات الجماهيرية في قطر، ولكن أتوري نفسه هو من وضع رأسه على المقصلة، بسبب نتائجه والأخطاء التي ارتكبها بحق الكرة القطرية وتاريخها وطموحاتها. يبدو أن خليجي 21 شرع أبواب الربيع العربي للمدربين المواطنين، ففهد ثاني مدرب حقق الكثير من الإنجازات التي تشفع له الارتقاء من درجة مدرب مرافق للبرازيليين، إلى مدرب صاحب قرار وعمل واستراتيجية ومسؤولية كي يخطو الى الأمام، ويثبت نفسه مدرباً مستقلاً صاحب إمكانيات، كما هو الحال مع الإماراتي مهدي علي، والعراقي حكيم شاكر والآن هناك اعتصامات ومصادمات كروية في اليمن وسلطنة عمان والسعودية لإعطاء الفرصة للمدرب المواطن، بعد أن شبعت الجماهير من الخسائر والمبررات والأعذار والإخفاقات. للأسف مازلنا نتعامل مع قضية التجنيس بعواطفنا، فعندما يحقق فريق يضم عناصر من المجنسين إنجازاً يشيد الجميع بالمنتخب، وعندما تأتي الهزائم، فإن أول من يرجم هم المجنسون، مع كل أسف ولو أنهم لا يتحملون وزراً أو تقصيراً، نعم قطر فيها لا عبون مجنسون، والآن الكل يطالب بإبعادهم عن المنتخب، وهذا أمر غريب جداً، ففي المقابل فإن منتخب البحرين مثلاً يضم جيسي جون وفتاي وفوزي عايش، ولم يتكلم أحد عن التجنيس فقط، لأن المنتخب حقق حلم التأهل إلى الدور الثاني ولكن نفي القضية حقها، لابد أن تناقش بمنظورين وبمعياري الفوز والخسارة، رغم أن دولاً تضم ملايين البشر، وفي مقدمتها فرنسا وأميركا وألمانيا قاموا بتجربة تجنيس الرياضيين، ولم تحدث هناك كل هذه الزوابع . القضية تحتاج إلى منطق وعقلانية وتقنين وحسن اختيار، ومدى الحاجة إلى هذا أو ذاك، لأن نختار عناصر أجنبية مجنسة لإحلالها مكان اللعب المواطن في النادي والمنتخب. علي حسين عبدالله (قطر)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©