الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تدشين المشروع التجريبي لإنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر في مدينة «مصدر»

تدشين المشروع التجريبي لإنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر في مدينة «مصدر»
15 يونيو 2015 14:41
أبوظبي (الاتحاد) قام أمس «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة» في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بوضع حجر الأساس لبدء العمل على تطوير مشروعه المتكامل لإنتاج الطاقة والزراعة بمياه البحر في مدينة «مصدر». ويعتبر «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة» اتحاد غير ربحي تأسس من قبل «الاتحاد للطيران» و«بوينج» و«هانيويل يو أو بي»، ثم انضمت إليه لاحقاً شركة «تكرير» و«سافران» و«جنرال إلكتريك». وأوضح المسؤولون المعنيون خلال مراسم وضع حجر الأساس التي جرت في مدينة مصدر بأن المشروع التجريبي سيستخدم أرضاً صحراوية مروية بمياه البحر لإنتاج الوقود الحيوي والمركبات الكيميائية الحيوية والغذاء بشكل مستدام. ومن المتوقع أن يتم استكمال المشروع، الذي أشرفت على تصميمه ودعمه تقنياً شركة (CH2M HILL)، قبل نهاية عام 2015. ومن المقرر أن يستمر المشروع التجريبي لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، وذلك لإفساح المجال للعلماء والباحثين للتوصل إلى الشروط والعمليات المثالية التي تمهد إلى إنتاج الوقود الحيوي على نطاق واسع. وقال الدكتور أحمد عبد الله بالهول، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: «ترمي هذه الدراسة البحثية المبتكرة إلى معالجة التحدي المتمثل في إنتاج الغذاء والوقود على نحو متناغم في المناطق التي تعاني شحاً في المياه أو الأراضي الصالحة للزراعة. من جانب آخر، يعكس هذا المشروع الطابع الفريد لمدينة مصدر والذي يوفر للشركاء من القطاعين العام والخاص بيئة مثلى للتعاون والعمل معاً على تقديم حلول مستدامة من شأنها أن تترك أثراً إيجابياً على المجتمع والاقتصاد، وكلنا ثقة بأن هذا النهج في التعاون والابتكار سيعزز من قدرتنا على تقديم أفكار جريئة وقابلة للتطبيق التجاري». ومن جهته، قال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: «إن دولة الإمارات والعالم بأسره بحاجة إلى مصادر وقود متجددة ومستدامة، وهذا ما يجعلنا في معهد مصدر فخورين بقيادة الاتحاد وإطلاق مشروع (النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر) الذي يتجاوز مجرد إنتاج وقود حيوي للطائرات ليمثل نهجاً متكاملاً لإنتاج الغذاء والطاقة الحيوية دون المساهمة في استنزاف المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة. ونحن سعداء ببدء العمل على إنشاء أول محطة متكاملة في العالم لإنتاج الطاقة الحيوية بالزراعة بمياه البحر والذي يتزامن إطلاقه خلال عام الابتكار في الإمارات». بدوره، قال جيمس هوجن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد للطيران»: «تقوم (الاتحاد للطيران) بدور مهم في مساعدة أبوظبي على تنويع اقتصادها، وإن دعم تطوير وقود طائرات مستدام يقلل من الانبعاثات الكربونية وذو جدوى تجارية يمثل أحد السبل لتحقيق ذلك الهدف. ويعتبر تدشين هذه المحطة التجريبية للطاقة الحيوية خطوة صحيحة في طريق إثبات جدوى هذا النظام كخيار قابل للتطبيق في المستقبل». ويقوم مشروع الطاقة الحيوية التجريبي الذي يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع على نظام حلقة متكاملة، حيث يشمل أحواضاً من مياه البحر لتربية الأسماك والروبيان للاستهلاك العام، ليتم بعد ذلك استخدام المياه العادمة الغنية بالعناصر المغذية الناتجة عن الأسماك والروبيان في ري وتغذية نباتات ملحية مزروعة في مناطق صحراوية وقاحلة، يستفاد منها في إنتاج وقود حيوي للطائرات وغيرها من المنتجات. وفي النهاية يتم الاستفادة من مياه البحر في تغذية حقول رطبة مزروعة بأشجار القرم التي تتميز بقدرتها على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه. من جهته، قال برنارد دان، رئيس بوينج الشرق الأوسط: «نحن سعداء بالشراكة التي تجمعنا مع معهد مصدر والاتحاد للطيران والشركات الرائدة الأخرى، والتي تهدف إلى إنتاج وقود حيوي ومستدام لقطاع الطيران في الإمارات، وعلاوة على مساعدة قطاع الطيران على تحقيق أهدافه البيئية، سوف تضع المحطة الجديدة دولة الإمارات في طليعة الدول التي توفر حلولاً مبتكرة تدعم إنتاج محاصيل غذائية مستدامة والحد من تلوث المياه». وقال جاسم علي الصايغ، الرئيس التنفيذي لشركة «تكرير»: «تماشياً مع سياسة الاستدامة لدى أدنوك، سوف تضع شركة تكرير«خبرتها البحثية في خدمة محطة الوقود الحيوي التجريبية وتوفر الدعم اللازم لها. إننا نستثمر في الطاقة المتجددة، ونعتقد أن الربط ما بين الابتكار والتكنولوجيا بات حاجة ملحة لتنويع الاقتصاد وإنتاج وقود حيوي للطيران يراعي البيئة». بدوره قال نبيل حبايب، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا: «تضع جنرال إلكتريك مسألة دعم وتحفيز الجهود الرامية إلى تقديم ابتكارات محلية تلبي احتياجات المنطقة على رأس سلم أولوياتها. فقد أسسنا لشراكة مهمة مع شركة مصدر، وأطلقنا في إطارها مركز الإبداع البيئي في مدينة مصدر الذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الدولة من خلال معالجة قضايا القطاعات الرئيسية كالطاقة والطيران وفق أساليب مبتكرة. ويمثل المركز الجديد مثالاً بارزاً على تعاون الشركاء في القطاعين العام والخاص في إطار مشاريع مشتركة ومبتكرة، خصوصاً تلك التي تتمحور حول الحفاظ على الموارد الطبيعية والتوصل إلى مصادر طاقة بديلة». وأكد الدكتور أليخاندرو ريوس، مدير اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة والأستاذ الممارس في معهد مصدر أن إنشاء المحطة التجريبية لإنتاج الطاقة الحيوية بالزراعة بمياه البحر يعكس التزام معهد مصدر بالبحث عن حلول حقيقية ومستدامة للقضايا المهمة التي تواجه العالم مثل الطاقة والأمن الغذائي وندرة المياه العذبة. وأردف: «سيقوم»النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر«بتربية الأسماك للاستخدام الغذائي وإنتاج الكتلة الحيوية اللازمة لاستخراج الوقود دون الحاجة إلى مياه عذبة وبكفاءة عالية في استهلاك الطاقة. وفي الوقت نفسه، يمثل هذا النظام الأساس الذي يمكن الانطلاق منه نحو صناعة مجدية لإنتاج وقود حيوي للطائرات في أبوظبي ودعم قطاع الطيران المتنامي فيها». جدير بالذكر أن دولة الإمارات قد استثمرت بشكل كبير في قطاع الطيران. ففي عام 2014، بلغت مساهمة شركة الاتحاد للطيران في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات 14 بالمئة، ما يجعل قطاع الطيران من القطاعات الرئيسية المرشحة للمساهمة في تنويع اقتصاد أبوظبي بعيداً عن النفط والغاز. وتأتي جهود الابتكار الرامية إلى دفع عجلة النمو في قطاع الطيران مباشرة في سياق دعم رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030. وأضاف الدكتور ريوس: «في ظل النمو المتسارع الذي تشهده سوق الوقود الحيوي، لا تقتصر أهمية محطتنا لإنتاج الوقود الحيوي على دورها البيئي وحسب، بل تتعدى ذلك لتمثل مشروعاً تجارياً بحد ذاته. فمن الممكن أن توفر صناعة الوقود الحيوي المتقدمة التي نسعى إلى تطويرها المزيد من فرص العمل، بالإضافة إلى تنمية رأس المال البشري المؤهل في مجال إنتاج الكتلة الحيوية وتقنيات الوقود الحيوي للطيران». وتبلغ حصة قطاع الطيران حالياً من إجمالي انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي نحو 2 % تقريباً. وإن من شأن إنتاج كتلة حيوية مستدامة قابلة للتطوير أن تسهم في توفير وقود متجدد ومنخفض الانبعاثات الكربونية بدل الوقود التقليدي، الأمر الذي يساعد دولة الإمارات على خفض مستوى تأثيرها ومساهمتها في التغير المناخي العالمي وتقليص بصمتها البيئية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©