الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصداء مسجد نيويورك

9 سبتمبر 2010 00:28
هذه الضجة العالية والأصوات النكراء والمقولات السوداء التي شهدتها الولايات المتحدة وخاصة مدينة نيويورك، خلال الأسابيع الماضية، والتي ما يزال صداها يتردد في محطات إذاعية وتلفزيونية "متخصصة" في الهجوم على الإسلام والمسلمين، كل ذلك، لأن جماعة من المسلمين الأميركيين -وصفتهم حتى الـ"سي. آي. أيه" بأنهم معتدلون- بل قالت إنها تلجأ إليهم خاصة رئيسهم للتشاور ولمحاولة "فهم" وإدراك الخطر الذي اجتاح بعض بلدان المسلمين والمسمى في عرفها الإرهاب الإسلامي، كما تعتبر"السي. آي. أيه" أن هذه الجماعة بعملها الدؤوب لمحاربة "الأفكار المتطرفة"، التي تتبناها الجماعات الإرهابية إنما تقدم "خدمة جيدة" للمشروع الأميركي والمسلمين المسالمين. كل هذه الضجة والحملات الإعلامية والسياسية، التي شارك فيها بل قادها بعض الشيوخ الأميركيين المحترمين (من بينهم من ترشحه الدوائر السياسية للتقدم لانتخابات الرئاسة الأميركية بعد انتهاء دورة الرئيس الحالي -أوباما- مرشحاً عن الحزب الجمهوري) وبعض النواب المحترمين أيضاً سببها الظاهر أن جمعية إسلامية محترمة في مجتمع نيويورك وواشنطن وعلى "صلات طيبة" بكل الإدارات الأميركية المتعاقبة من "جمهورية" و"ديمقراطية"، طلبت الإذن الرسمي ببناء وتشييد مركز إسلامي (يخطئ عن عمد قادة حملات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ويسمونه مسجداً) -مركزاً ثقافياً- اجتماعياً - دينياً، يبنى على أحدث الطرق الهندسية المعمارية، ويحتوي على قاعات للمحاضرات وإحياء الليالي الموسيقية ومكتبة سمعية وبصرية ومقروءة وأحواض سباحة للأطفال وغيرهم، باختصار مركز ثقافي اجتماعي على النمط الأميركي. خطأ المجموعة التي تقدمت بالطلب أنها اختارت للمركز موقعاً في أرض تملكها بالقرب من موقع برجي مركز التجارة التي "دمرها" الإرهابيون "المسلمون" في 11 سبتمبر... هذا الطلب القانوني الذي وافق عليه مجلس مدينة نيويورك وعمدة المدينة "اليهودي"، والذي قال ضمن ما قال دفاعاً عن موافقته ومجلسه على طلب هذه المجموعة الإسلامية الطيبة والخيرة في عرفه وفي عرف الأجهزة الأميركية: (إننا لو منعنا أي طائفية دينية أميركية من ممارسة طقوسها ونشاطها الديني بحجة أن ذلك سيحرك الحساسية الشعبية لأن الموقع المختار قريب من مركز أحداث سبتمبر المأساوية، فإننا بذلك نكون أولاً قد خالفنا الدستور الأميركي وتعدينا على حق مشروع لفرد أو جماعة أميركية، وهو الحق الثابت في الدستور بحرية الكلام والفكر والممارسة الدينية. ثانياً: وذلك الأخطر، نكون قد قدمنا "حجة دامغة" للإرهابيين وبن لادن، تؤكد ما يشيعون عن العداء الأميركي للإسلام). وقبل عمدة نيويورك اليهودي كان الرئيس الأميركي قد أعرب عن موافقته وثنائه للجماعة صاحبة الطلب، وذلك في دعوة إفطار رمضان الرئاسي (وهو أمر أصبح تقليداً مستمراً، حيث يدعو الرئيس الأميركي قادة المجتمع الإسلامي لتناول إفطار رمضان معه في بداية الشهر المعظم). هذه الحملة المنظمة، والتي اتخذت من "الموقع الجغرافي" حجة، لم تكن بحاجة للاحتماء بحساسية الموقع، فهي من قبل وبعد أحداث سبتمبر تصدر عن عدائها للإسلام والمسلمين عن موقف أيديولوجي محدد، وهو موقف مرفوض من غالبية المسيحيين الأميركيين والمسيحين عامة. إن فكرة مشروع الحرب الحضارية التخيلية بين الإسلام والحضارة الغربية التي روج لها مع الأسف، البعض، فكرة عقيمة وسخيفة وتدل على عدم إدراك، بل يمكن القول تنم عن عداء للمصالح الوطنية الأميركية القائمة بين الولايات المتحدة وأكثر بلدان المسلمين، وعلى "المنافع" التي تجلبها العلاقات القائمة والمرشحة للمستقبل للاقتصاد الأميركي ومن ثم للمواطن الأميركي. لكن بعض ساسة أميركا في سبيل مصالحهم الذاتية المرتبطة بعلاقاتهم بإسرائيل ورأس المال الصهيوني، يخونون مصالح بلادهم الوطنية ويدفعون بالولايات المتحدة إلى طريق وعر. طريق محاربة الإسلام والمسلمين، وهو طريق لن يحقق للولايات المتحدة طموحها في قيادة العالم وزعامته بدون منازع، فالدنيا الواسعة تتسع اليوم وتتسع غداً لتعايش سلمي بين كل الشعوب وكل المعتقدات الدينية. والعداء للإسلام والمسلمين، لأن قلة قليلة من قليلي الحيلة من المسلمين قد اختاروا التعبير عن الإسلام بالإرهاب، أمر لم يعد مقبولاً لدى عقلاء الأميركيين وهم الأغلبية، وأيضاً لدى حلفائهم الأكثر تعقلاً. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©